لبنان يترقب نتائج زيارة موسى لدمشق.. وحزب الله يحمل السنيورة مسؤولية استمرار الأزمة

الأمين العام للجامعة العربية صلى الجمعة مع رئيس الوزراء اللبناني وتضرع إلى الله أن ينتخب الرئيس الاثنين

الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، يتبادل الحديث مع فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السوري، الذي استقبله أمس في مركز جديدة يابوس الحدودي في بداية زيارته لسورية (أ ب)
TT

تترقب الاوساط اللبنانية ما سيعود به الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من دمشق حيال مضمون المبادرة العربية وبنودها بعد نجاحه في «انجاز» لقاء ثلاثي في المجلس النيابي ضم الرئيس امين الجميّل ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري اعتبره كثيرون مدخلا للحلحلة رغم انه لم يحمل نتائج ملموسة، على اساس انه كسر الجليد بين عون والحريري.

وكشف مصدر في قوى «14 اذار» ان ورقة موسى المتعلقة بالتركيبة الحكومية تتضمن تفسير الجامعة العربية لهذه التركيبة، وهي تنص على ما دون النصف (13 أو 14) مقعدا وزاريا للغالبية و10 للمعارضة كرقم ثابت وما يتبقى من الحكومة الثلاثينية لرئيس الجمهورية وان نسبة الموالاة بالتحديد يتم التوافق عليها مع الرئيس، وهو ما قالت اوساط قريبة من رئيس المجلس النيابي لـ«الشرق الاوسط» انه «تفسير خاطئ من موسى للمبادرة العربية». وأشارت مصادر الاكثرية الى ان هذا التوزيع «حل منطقي لانهاء الازمة»، جازمة بانه «آخر تنازل قد تقدمه في سبيل الحل». وتوقعت ان يكون الرفض هو جواب المعارضة الوحيد، مفسرة حضور عون الاجتماع بحاجته الى الاعتراف به من الموالاة كمفاوض باسم المعارضة وهذا ما حققه من خلال هذا الاجتماع.

وأبدى مصدر مقرب من الجميل «بعضا من التفاؤل بامكان الخروج بحل ما»، معتبرا ان موسى «لو لم يكن يملك بعض المعطيات والضمانات اساسا لما كان أصر على عقد اللقاء، وان زيارته لسورية قد تتضمن ضغطا على المسؤولين السوريين من خلال القمة العربية. فاذا نجح في ذلك يعود الى بيروت نهاية الاسبوع مع طروحات واجوبة ايجابية لايجاد المخرج بعد الحصول على الضوء الأخضر». ولفت المصدر الى ان الغالبية «طالبت في حال حصول الاتفاق بأن يكون ذلك خطيا وتوقيع الاطراف المعنية كافة عليه».

اما مصادر عون فاشارت الى ان الحديث دار امس بشكل اساسي حول الضمانات مقابل الثلث المعطل، لافتا الى ان «قيمة الضمانات هي في وجود المعارضة في الحكم. وهذه هي الضمانة المطلوبة. اما الضمانات الاخرى فالاخذ بها يتوقف على صدقية فريق الغالبية وأي وعد يعطونه خاضع للمراجعة نظرا الى مواقفهم السابقة وسجلهم المعروف. والضمانات التي ستعطى نظريا قيمتها أكثر بكثير من الثلث الضامن لكن عمليا يجب معرفة كيفية ترجمتها». وقالت ان جلسة الامس اكدت ان هناك ترابطا في كل السلّة العربية. وزار موسى قبل الظهر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ثم انتقلا معا إلى إحدى قاعات السراي لأداء صلاة الجمعة، حيث قال موسى في دردشة مع الصحافيين: «هناك أجواء من الارتياح. اختصر الحديث لأنه في هذه اللحظة الحرجة ليس من المعقول ان نعقد في بيروت مؤتمرا صحافيا كل نصف ساعة. سألتقي اليوم الرئيس نبيه بري كما سيكون لي لقاءات أخرى، بعدها سأنتقل الى دمشق». سئل هل تتوقع نتائج ايجابية من اللقاءات:«نعم لم لا؟.» وهنا تدخل السنيورة قائلا «تفاءلوا بالخير تجدوه». وردا على سؤال آخر قال موسى: «انا الآن سأؤدي صلاة الظهر مع الرئيس السنيورة وسأتضرع إلى الله ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية يوم الاثنين المقبل ان شاء الله».

ولاحقاً زار موسى بري، وزار ايضاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان في مكتبه في اليرزة وبحث معه في «الاوضاع العامة وأمور تتعلق بالاستحقاق الرئاسي».

وكان موسى قد زار الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي الذي قال ان موسى زوده «ببعض المعلومات التي تفيد ان المسألة اكثر من شكلية ودخلت في عمق الموضوع»، وقال: «اطلعني على ان الحوار الذي جرى امس (الاول) كان هادئا وبناء. أما في ما يتعلق بجلسة الانتخاب فرأيي الشخصي أنه من الصعب عقد هذه الجلسة يوم الاثنين، ولكنني تمنيت على سعادة الامين العام الاستمرار في مهمته لان مبادرة الجامعة العربية تشكل فرصة سانحة». وحمّل حزب الله امس السنيورة مسؤولية «استمرار الازمة»، وقال رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد: "نحن نريد شركاء حتى لا يصدر اي قرار عن الحكومة ضد ارادة اكثر من نصف الناس، وهذا حصل عندما نفذت المقاومة عملية اسر الجنديين الاسرائيليين في يوليو (تموز) 2006، فهذا الفريق في السلطة نفض يده من كل المقاومة، ونفى علمه بكل ما حدث ويحدث ورفع مسؤوليته عما حصل، وهذا يعني دعوة الاميركيين والاسرائيليين لكي يمارسوا العدوان على هذا الشعب. ولاحظنا طوال الحرب ان تصريحات جورج بوش وكوندوليزا رايس كانت تدعو اسرائيل لان تحاذر من خلال عملياتها العدوانية اضعاف حكومة فؤاد السنيورة، وكان العدوان يستبيح كل شيء من ارواح وطرق واملاك بغطاء اميركي، ولكن الانتباه كان الى عدم اضعاف حكومة السنيورة لان عليها تعقد الامال الكبيرة لتطبيق مشروع اميركا في الشرق الاوسط الجديد». واضاف: «بالامس سمعنا آخر تصريحات جورج بوش قبل اختتام جولته في المنطقة، وهي تأكيد دعم واشنطن لحكومة السنيورة، وهذا يعني ان كل ما يحصل من مبادرات ومن مفاوضات ومن اتصالات كله «ضحك على اللحى» لان نجاح اي مبادرة يشترط مبدأ الشراكة الحقيقية في السلطة. وهنا عندما نجد ان جورج بوش يعطل كل المبادرات ويعلن انه لا يدعم الا السنيورة فان هذا واضح... وربما تتحرك مبادرة عربية ويأتي السيد عمرو موسى او يذهب او ان يأتي غيره، ولكن المهم ان الدعم الاميركي الحقيقي هو لفؤاد السنيورة ولجماعته». ولوح رعد بانه «اذا ما استمرت الازمة سيتحمل مسؤوليتها فؤاد السنيورة وفريقه». وقال: «وهنا علينا ان نوضح انه هل نحن مستعجلون لكي ننضغط من قبل من يريد ان يضغط علينا، يجب ان نحل الازمة سريعا وننتخب رئيس الجمهورية طالما اتفقتم على العماد ميشال سليمان وبعدها يتم البحث في الحكومة، نقول لا، لن نفعل ذلك لانه وقبل 3 سنوات مشينا مع العماد اميل لحود وهم قاطعوه، واليوم هل سيحصل كما حصل مع العماد لحود». واتهم المرجع الشيعي الشيخ محمد حسين فضل الله الولايات المتحدة بالسعي «لاثارة الفوضى في لبنان وتعقيد العلاقات بينه وبين سورية وتوجيه الحملات الظالمة على سورية وإيران في امتداد الأزمة وإبعادها عن أميركا». وقال: «لبنان، لا يزال ينتظر المعجزة العربية التي لن تتحقق، لأن زمن المعجزات انتهى، ولاسيما أن الإدارة الأميركية هي التي تدير أزمته الداخلية والتي يراد لها أن تحقق بعض مصالحها الاستراتيجية في المنطقة».