المفوضية الأوروبية: لن نتخلى عن واجبنا في مساعدة اللاجئين السودانيين في تشاد

لوي ميشال زار المنطقة وأكد أن نشر القوة الأوروبية شرق تشاد عامل مهم لإعادة الأمن للمنطقة

TT

أكد المفوض الأوروبي المكلف بشؤون التنمية والمساعدات الإنسانية لوي ميشال، أن أوروبا لن تتخلى عن واجبها في مساعدة اللاجئين السودانيين في تشاد، ووصف نشر القوة الأوروبية شرق تشاد بـ«العامل الأساسي لإعادة الأمن» للمنطقة. وقام ميشال بجولة افريقية وزار مخيم الجبل، جنوب شرقي تشاد، للإطلاع عن قرب على أوضاع 15 الف من اللاجئين السودانيين الفارين من دائرة العنف في إقليم دارفور السوداني، وأشار في بيان من بروكسل أمس الى استمرار الاتحاد الأوروبي في تقديم كل أشكال المساعدات الإنسانية للاجئين، الذين «لا يرغبون في شيء إلا العودة إلى قراهم في إقليم دارفور ولكن عندما تستقر الأوضاع الأمنية» هناك. وأوضح المفوض الأوروبي أن مخيم الجبل حيث يعيش لاجئون سودانيون وتشاديون معاً «يظهر عمق أزمة إقليم دارفور ببعديها المحلي والإقليمي»، وقال «بدون تأمين الاستقرار في تشاد وجهورية أفريقيا الوسطى، يبقى من الصعب الحديث عن أي استقرار في دارفور» بالسودان. من جهة أخرى، أكدت مصادر في المفوضية الأوروبية أن جولة ميشال الحالية في مخيمات اللاجئين قد أتاحت الفرصة للمسؤول الأوروبي للتحدث مع اللاجئين وممثلين عن السكان المحليين والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، مشيرة إلى أن المفوضية الأوروبية قد خصصت مبلغ سبعة عشر مليون يورو إضافية هذا العام لدعم المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئي دارفور والسكان المتضررين من تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى جراء الصراع في الإقليم السوداني، منها ثلاثة عشر مليونا لتأمين الغذاء للسكان الأكثر احتياجاً في تشاد.

كما التقى المفوض الأوروبي بممثلين عن وكالة الأمم المتحدة العاملة في المنطقة في مجال المساعدات الإنسانية وكذلك ممثلين عن منظمتي الصليب والهلال الأحمر، قبل أن يتوجه أمس الثلاثاء إلى العاصمة التشادية نجامينا حيث التقي الرئيس التشادي إدريس ديبي وأعضاء في حكومته. وبلغ حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها المفوضية الأوروبية لضحايا نزاع دارفور ما يقارب الستين مليون يورو منذ عام 2005، وذلك دون الحديث عن المساعدات التي قدمتها دول الاتحاد الأعضاء بشكل فردي.

وتقول المفوضية الاوروبية ببروكسل ان زيارة ميشال، الى تشاد لتقييم الحالة الانسانية شرق البلاد، في اطار التحضيرات الجارية للاتحاد الاوروبي لإتمام عملية نشر قوات عسكرية اوروبية، شرق تشاد وشمال شرقي جمهورية افريقيا الوسطى، وتاتي ايضا في اطار دعم الجهود التي تقوم بها المفوضية الاوروبية في تشاد لمعالجة ازمة دارفور. وكانت اللجنة العليا لشؤون اللاجئين قد ذكرت ان هناك أكثر من 233 الف لاجئ سوداني من سكان دارفور في شرق تشاد وهناك مايقرب من 179 الف تشادي من النازحين الى مناطق الحدود مع دارفور. كما يوجد 48 الف لاجئ من جمهورية افريقيا الوسطى في تشاد وذلك حسب الارقام الصادر في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

وخصصت المفوضية منذ عام 2003 مساعدات انسانية الى المتضررين في تشاد وصلت الى 17 مليون يورو بالاضافة الى 13 مليون يورو خصصت للمساعدات الغذائية في عام 2008 كما تدعم المفوضية ايضا تدريب قوة شرطة تشادية لدعم الامن في مخيمات اللاجئين وخصصت لذلك عشرة ملايين يورو.

وتعهدت عدة عواصم اوروبية بسد العجز في المعدات والعناصر اللازمة لاتمام عملية ارسال قوات اوروبية الى شرق تشاد، قبالة اقليم دارفور السوداني مما أدى الى نجاح اجتماعات عسكرية اوروبية شهدتها بروكسل عاصمة اوروبا الموحدة وانتهت الى توصل الخبراء العسكريين في الاتحاد الاوروبي الى اتفاق مبدئي بشان سد احتياجات قوة «يوفور» الأوروبية التي يخطط التكتل الى نشرها في شرق تشاد وشمال شرقي جمهورية أفريقيا الوسطى.

وكانت عملية نشر القوة الأوروبية طوال الأشهر الخمسة الماضية قد تأخرت بسبب افتقادها للمعدات والعناصر البشرية الضرورية، ولكن كلا من فرنسا وبلجيكا وبولندا قدمت التزامات جديدة في هذا الاتجاه، على ان تتشاور الحكومات الأوروبية في وقت لاحق بشان هذا التطور. وذلك قبل ان يعقد وزراء خارجية التكتل الأوروبي اجتماعا في بروكسل يوم 28 يناير الجاري لإعطاء الضوء الأخضر النهائي لنشر القوة الأوروبية التي سيقودها من باريس الجنرال الايرلندي باتريك ناش. ومن المرجح ان يتم نشر القوة الأوروبية بشكل عملي وعلى الأرض بدءا من منتصف فبراير المقبل.