الجزائر تستفسر من مصر عن سبب توقيفها 3 أساتذة جامعيين جزائريين

TT

قال سفير الجزائر لدى مصر، عبد القادر حجار، إنه أجرى اتصالات مع السلطات المصرية، أمس، للاستفسار حول شكوى رفعها ثلاثة أساتذة جامعيين جزائريين إلى سلطات بلدهم تتهم الأمن المصري بتوقيفهم وتعذيبهم للاشتباه في علاقتهم بالإرهاب.

وأوضح حجار في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» أنه أجرى اتصالات مع المصريين لمعرفة ما جرى بالتحديد خلال فترة إقامة الأساتذة بالقاهرة (منتصف الشهر الحالي)، مشيراً إلى أنه يتوقع الإحاطة بالقضية اليوم.

وجاء في الشكوى التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، ونشرتها صحف محلية أمس، أن الاساتذة المعنيين يدرسون بكلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير بجامعة سطيف (300 كلم شرق العاصمة الجزائرية)، وأنهم سافروا نهاية العام الماضي إلى القاهرة من أجل المشاركة في دورة تدريبية، ومن أحد فنادقها انطلقت فصول كابوس حقيقي، على تعبيرهم.

وجاء في الشكوى: «في يوم 14 يناير (كانون الثاني) على الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، دخلت فرقة من جهاز الأمن المصري إلى غرفتنا بفندق دي روز بشارع طلعت حرب، وكانت مكونة من ستة أشخاص بزي مدني، حاملين أسلحة رشاشة، ففتشوا بدقة أغراضنا دون أن يبلَغونا السبب، وعندما طلبنا منهم الكشف عن هويتهم قالوا إننا أمن دولة وهويتنا هي المدافع والرشاشات التي ترونها أمامكم». وأوضح أصحاب الوثيقة أن «الزوار» اقتادوهم على متن سيارة، وهم معصوبو العيون، إلى مكان مجهول. وتحدثوا عن «تجريدهم من ملابسهم وتكبيلهم بسلاسل من حديد وتبديل أسمائهم بأرقام 28 و29 و30».

وقال الاساتذة الجامعيون عمر شريقي ونبيل حركاتي وساعد مرابط، إن المكان الذي كانوا فيه، «لا يستجيب لأدنى شروط الحياة، فالبرد شديد والنوم على البلاط، وتناولنا أكلا ونحن مقيدو الأيدي ومعصوبو الأعين». وأضافوا: «لقد لاقينا معاملة خشنة ودار التحقيق الذي خضعنا له حول شبهة الإرهاب والاتصال بأشخاص مشبوهين في مصر وبريطانيا، واستنطقونا حول الارقام المسجلة بهواتفنا واطلعوا على بريدنا الالكتروني بعد أن أرغمونا على الكشف عن كلمة السر».

وبعد مرور يومين من الاحتجاز، أطلق سراح الثلاثة «دون أن يعطونا أي تفسير لما حدث ولم يسمحوا لنا بالاتصال بالسفارة الجزائرية». وقال الاساتذة إن الأمن المصري أخذهم إلى المطار ووضعهم في الطائرة المتجهة إلى الجزائر.

ودعا «الضحايا» إلى فتح تحقيق في القضية، مشيرين إلى أن «الأحداث المأساوية» التي عاشوها «كان لها أثر سلبي كبير» على نفسياتهم. وناشدوا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التدخل «لإعادة الاعتبار لكرامة الجزائري».