أكد الدكتور فؤاد معصوم، رئيس الكتلة الكردية في مجلس النواب (البرلمان) العراقي، موافقة المجلس على علم مؤقت للعراق. وقال في حديث لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، ان «بعض التعديلات التي تمت مناقشتها في اجتماعات سابقة تم اقرارها وهي رفع النجوم الثلاث التي كانت تعني اهداف حزب البعث، الوحدة والحرية والاشتراكية، والإبقاء على عبارة الله أكبر باللون الاخضر ولكن بالخط الكوفي».
وكان مجلس النواب قد اجرى امس اقتراعا لاختيار علم وطني جديد بشكل مؤقت، في خطوة يطالب بها منذ فترة الاكراد الذين يعتبرون علم البلاد خلال فترة الرئيس الراحل صدام حسين يعيد للاذهان الوحشية التي اتسمت بها فترة حكمه. وأبدى نواب البرلمان وحدة نادرة بشأن هذه القضية الحساسة التي تمثل انفصالا رمزيا عن الماضي، حسبما ذكرت وكالة رويترز. ورفض العراقيون محاولة سابقة من الحكومة المؤقتة عام 2004 لتغيير علم البلاد.
وزاد الجدل بشأن تغيير العلم خلال فترة ما بعد صدام مع التخطيط لعقد اجتماع لاتحاد البرلمانيين العرب في اربيل (عاصمة اقليم كردستان) في العاشر من مارس (اذار). ورفض مسؤولون أكراد، خاصة في اربيل وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني رفع العلم الحالي الممنوع في كردستان حيث يرفع علم الاقليم الذي يتكون من ثلاثة الوان هي الاحمر والابيض والاخضر وتحتل شمس ذهبية منتصف العلم، بينما كان العلم العراقي ذو النجوم الثلاث والذي لا يحمل عبارة «الله اكبر» يرفع في مدينة السليمانية والمناطق الخاضعة لسيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس جلال طالباني،الى جانب علم الاقليم.
واكد معصوم ان «العلم الجديد سيتم رفعه على جميع المؤسسات الرسمية في اقليم كردستان الى جانب علم الاقليم حيث سيظل العلم الجديد هو العلم الرسمي لفترة عام واحد فقط يتواصل خلالها النقاش حول الشكل النهائي للعلم».
ولم تبد الكتل الشيعية والسنية والكردية في البرلمان قدرا كبيرا من المعارضة للعلم الجديد المقترح لانه مماثل تقريبا للعلم القديم وأيده 110 بين 165 عضوا. يذكر ان هذه هي المرة الرابعة التي يتغير فيها العلم العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية، حيث رفع علم المملكة العراقية الهاشمية في العهد الملكي الذي بدأ بتولي الملك فيصل الاول على عرش العراق عام 1921 وانتهى بمقتل ثالث ملوك العراق فيصل الثاني عام 1958، ثم تم رفع علم اول جمهورية عراقية في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم الذي استمر منذ 1958 وحتى 1963 عندما قتل البعثيون قاسم.
اما العلم الثالث فقد تم رفعه في عهد عبد السلام عارف وهو ذات العلم العراقي الحالي من غير عبارة «الله اكبر» وكانت النجوم الثلاث ترمز للوحدة بين مصر والعراق وسورية، وكان هذا العلم معتمدا في الدول الثلاث قبل ان يتغير في مصر وسورية ومن ثم العراق عندما وضع صدام حسين عبارة «الله اكبر» بخط يده خلال الحرب العراقية الايرانية.