منوشهر متقي لـ«الشرق الأوسط» : أميركا تساند الإرهاب في شمال العراق

وزير خارجية إيران قال إن رايس أشجع من الرجال في واشنطن لأنها تحدثت مرتين بإيجابية عن تطبيع العلاقات مع طهران

منوشهر متقي
TT

قال وزير خارجية ايران منوشهر متقي ان بلاده ستشارك بفاعلية في الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق، وانها ستجري مباحثات مع الاطراف الاخرى المشاركة ومن بينها الولايات المتحدة، لبحث الخلافات والتطورات. واشار الى ان بلاده اجرت ثلاث جولات من المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن العراق وان واشنطن اعربت مؤخرا عن رغبتها في اجراء جولة رابعة قائلا ان طهران لا تمانع على اجرائها «من حيث المبدأ» وان موعدها سيتم تحديدها لاحقا.

وقال متقي في حديث اجرته معه «الشرق الاوسط»، خلال زيارة قصيرة الى العاصمة البلغارية صوفيا، انه يأمل في ان يتم خلال الاجتماع المقبل المقرر عقده في الكويت، المصادقة على جانب من مشروع عرضته بلاده خلال الاجتماع السابق في اسطنبول، يتناول جانبا من مشكلة المنظمات الارهابية كما يتطرق الى خروج القوات الاجنبية من العراق، بالاضافة الى قضية كركوك. واعرب وزير خارجية ايران عن الاعتقاد بضرورة تأجيل او تأخير البت في هذه القضية (كركوك) الى حين التمكن من الوصول الى تسوية لها. وعلى الرغم من زيارة وزير خارجية ايران لصوفيا كانت قصيرة جدا بحيث لم تتعد ساعات اجرى خلالها اجتماعات مع رئيس الحكومة البلغارية سيرغي ستانيشسف ومع وزيري الخارجية والاتصالات، الا ان «الشرق الاوسط» تمكنت من اجراء حديث معه تناول مجالات مختلفة من العلاقات العربية ـ الايرانية وقضايا عالمية اخرى.

وبشأن المطالبات بانسحاب القوات الأميركية من العراق ومدى تأثيرها على الاستقرار، قال متقي «اذا خرجت أميركا من العراق على اساس برنامج صائب فان هذا الخروج سيساعد على استقرار الاوضاع هناك.. اما اذا لم يقرر الرئيس جورج بوش حتى نهاية ولايته سحب قواته من العراق، فان الحكومة الأميركية القادمة ستجابه مشاكل جادة».

وعن موقف بلاده من الازمة على الحدود العراقية ـ التركية قال الوزير الايراني ان «احد جذور هذه الازمة يكمن في قضية الارهاب»، مشيرا الى ان «شمال العراق يجب ان لا يتحول الى مكان تقوم منه منظمات ارهابية بمهاجمة دول اخرى». وقال «النقطة الثانية من هذه المسألة هي في العلاقة والتعاون بين الولايات المتحدة ومنظمة ب. ك.ك (حزب العمال الكردستاني ـ التركي)، موضحا ان «ما يوفره الأميركيون من وسائل لهذا الحزب في هذه المنطقة هي من الاشياء التي تشجع مثل هذه القوى». وأضاف «تحدثت بهذا الخصوص مع مسؤولين عراقيين واتراك، واتمنى بان يتوصل العراق وتركيا الى اتفاق يستند الى مبدأ عدم السماح بمهاجمة أي دولة انطلاقا من شمال العراق». وقال ان «اتفاقا من هذا النوع من شأنه ان يساعد المسؤولين في شمال العراق من تركيز جهودهم على تحسين الاوضاع الاقتصادية في منطقتهم لما فيه خير شعبهم». وطالب وزير خارجية ايران الأميركيين بوضع حد «لموقفهم المزدوج (..) اذ انهم يدعون من جهة وقوفهم ضد الارهاب ومن ناحية اخرى يساعدون الارهابيين».

وحول الوضع في لبنان نوه الوزير الايراني بان استمرار الازمة هناك يضر بمصالح المنطقة كلها وان مشكلة لبنان يتعين النظر اليها من كل جوانبها، مؤكدا على ان بلاده تصر على تسوية الازمة هناك وانها تدعم الجهود التي تبذلها الدول العربية والاسلامية وانها على قناعة بان مشاكل لبنان ينبغي حلها من قبل اللبنانيين انفسهم. وقال ان أميركا وفرنسا وايران وسورية والمملكة العربية السعودية ليس بمقدورها حل هذه المسالة بمعزل عن اللبنانيين.

وبشأن العلاقات مع مصر اكد متقي ان بلاده تقيم اتصالات جيدة مع مصر في مختلف المجالات وعلى كل الاصعدة، بالرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عام 1980، واشار هنا الى تعاون بلاده مع مصر في المجال الاقتصادي مؤكدا على ان هذا التعاون يمتد الى داخل المنظمات الدولية. ثم اشار متقي الى ان ايران ومصر شرعتا في المباحثات لاعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما وان البلدين على وشك استعادة هذه العلاقات.

وحول ملف طهران النووي قال متقي ان «على أميركا النظر بشكل اكثر جرأة الى برنامج إيران» واوضح ان الاميركيين «دأبوا منذ سنوات على الترويج بان ايران تريد صنع سلاح نووي.. اما اليوم فان الجميع ومن بينهم اجهزة المخابرات الاميركية يقولون ان ايران لا تسعى الى انتاج مثل هذا السلاح وان هذا الموقف يتيح فرصة جيدة امام الادارة الأميركية لاعادة صياغة موقفها». واضاف «هذه الادارة بحاجة الان الى الجرأة للاعتراف امام الشعب الأميركي بانها اخطأت في تقديرها وان اعترافا كهذا سيعزز من سمعتها امام الرأي العام في بلادها». واعرب متقي عن الاعتقاد بان الادارة الأميركية لن تقوم بذلك.

وبشان سؤال حول الشروط التي تقدمت بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لتطبيع العلاقات مع ايران وما اذا كانت طهران تضع شروطا مشابهة، اجاب متقي بالقول: «يبدو ان السيدات في الولايات المتحدة اكثر شجاعة من الرجال هناك.. فالسيدة رايس اعربت مرة او مرتين عن رأي ايجابي لكن المشكلة تكمن في انها لاتستطيع تطبيق وجهات نظرها الايجابية». وحول اتفاقية الجزائر المبرمة عام 1975 بين العراق وايران بخصوص شط العرب قال الوزير متقي ان ايران والعراق يريدان الاستفادة من هذا المجرى المائي وان شط العرب هو جزء من معاهدة الجزائر، مؤكدا على ان هناك تعاونا بين البلدين بخصوص هذا المجرى المائي، وان المسألة تتعلق بتطهير وتنظيف مياه هذا المجرى وجعلها صالحة للملاحة وان البلدين سيجريان في القريب محادثات بهذا الشأن.