قائد «المارينز» قبل مغادرة الأنبار: العشائر ساعدتنا لكن قانونها يجب ألا يسود

الميجور جنرال غاسكين أكد أن أميركا ارتكبت أخطاء لكنه متفائل بالمستقبل

TT

بينما يستعد لمغادرة العراق بعد عام في منصبه كأعلى ضابط في مشاة البحرية الاميركية (المارينز) يشعر الميجور جنرال والتر غاسكين بالتفاؤل بشأن مستقبل محافظة الأنبار، ولكنه صريح بشأن الأخطاء التي اقترفتها الولايات المتحدة في السنوات الأولى من الحرب، والتي ادت الى اتساع التمرد.

فقد خلق المسؤولون الأميركيون «عاصفة مثالية» بعد غزو عام 2003، وفرت للتمرد اجتذاب مجندين الى صفوفه، وفقا لما قاله غاسكين في مقابلات معه هنا هذا الاسبوع. وقد حدد الأخطاء الثلاثة الكبرى: بحل الجيش العراقي، وحرمان أعضاء حزب البعث من المشاركة في الحكومة، واغلاق المشاريع التي تديرها الدولة. وقال غاسكين «خلقنا تلك العاصفة التي استفادت منها قوات القاعدة استفادة كاملة». وقال ان النتيجة كانت موجة من عنف المتمردين في محافظة الأنبار التي ظل المارينز مسؤولون عنها منذ عام 2004، وخاضوا معركتين مع المتمردين في الرمادي في العام الأول.

ورددت تعليقات غاسكين أصداء انتقاد واسع النطاق للسياسات الأميركية المبكرة لا من محللين وسياسيين حسب، وانما أيضا من بعض كبار المسؤولين العسكريين. وجاءت بينما المارينز في عملية تسليم السلطة في عدد من المناطق. وفي أوائل الشهر المقبل سيعود غاسكين الى كامب ليجون بعد أن يحل محله الميجور جنرال جون كيلي قائدا عاما للقوات المتعددة في الغرب. وكيلي هو القائد العام لقوة حملة المارينز الأولى من كامب بيندلتون.

وسيضع غاسكين، الذي يقود 35 الفا من المارينز والجنود، المسؤولية بيد تحالف بين القوات، التي تقودها الولايات المتحدة وشيوخ العشائر الذين تحولوا ضد التمرد. وقال انه «لا يمكن أن يحدث شيء هنا بدون موافقة العشائر. انهم عشائر قبل ان يكونوا مسلمين».

وحذر غاسكين من ان التمرد ما يزال قادرا على شن هجمات، خصوصا باستخدام السيارات التي يقودها مفجرون انتحاريون. ولكنه عبر عن الثقة بان التقدم الحاصل في الأنبار سيكون دائميا، خصوصا عندما يكون مدعوما بمشاريع اقتصادية ترعاها الولايات المتحدة. وهو مبالغ في الثناء على الشيوخ الذين جرى تجنبهم في البداية من جانب المسؤولين الأميركيين، باعتبارهم «اشخاصا متحجرين». وقال «انهم يحترموننا ويثقون بنا».

والشيوخ، خصوصا اولئك الذين هم من عشائر قادت صحوة الأنبار، لا يمتنعون عن تذكير الأميركيين بدورهم في ايقاف التمرد، وتأكيد مكانتهم كحلفاء قيمين للولايات المتحدة». وقبل اسبوع، طلب شيوخ من عشيرة آلبو محل، وهي احدى أولى العشائر التي وقفت الى جانب الولايات المتحدة، قوات المارينز، باطلاق سراح ضابط شرطة متهم بالفساد. وقد أطلق سراح الضابط بعد أن وعد الشيوخ بمراقبة تصرفاته.

وبعد ايام قليلة من ذلك طلب شيوخ من آلبو محل والجغيفي وآلبو نمر من غاسكين الضغط على حكومة بغداد للموافقة على قائمة تضم رجالا من قبائلهم كأفراد شرطة محتملين، على الرغم من صلاتهم السابقة بالتمرد. ووعد المارينز بالقيام بذلك، مع الاشارة الى انهم لا يمكن ان يرغموا وزارة الداخلية على أي شيء. ومقابل مساعدة الشيوخ أكد غاسكين لهم على أنه يتعين على مستقبل الأنبار أن يكون في اطار نظام قانوني بعيدا عن القانون العشائري الذي يشتمل على النزاعات الدموية والانتقام.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»