العاهل الأردني: بقاء إسرائيل مرهون بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية

قال إن استقرار لبنان خط أحمر ومبادرة الجامعة العربية فرصة ثمينة للخروج من المأزق

TT

أكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، أمس ان بقاء اسرائيل في المنطقة سيبقى مرهونا بانهاء احتلالها للاراضي الفلسطينية، وقيام دولة فلسطينية مستقلة. وقال في مقابلة مع صحيفة «الدستور» الاردنية تنشرها اليوم، وحصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منها، ان «التوصل الى حل دائم وعادل وشامل لكافة جوانب الصراع» هو ضمانة لبقاء اسرائيل في المنطقة. وحذر العاهل الاردني الدولة العبرية من الا تتوقع بدء مفاوضات جدية مع الفلسطينيين «في ظل العدوان المستمر والانتهاكات»، التي تقوم بها في قطاع غزة. واضاف ان «العدوان والحصار على اهلنا في غزة مرفوض تماما، وندينه ونشجبه ونستنكره». وتابع «نحن على اتصال مع اشقائنا الفلسطينيين والعرب والمجتمع الدولي لايقاف هذا العدوان والحصار اللذين يشكلان اعتداء على كل الأعراف والمواثيق الدولية». واوضح «هذا الأمر مدان بكل الأشكال، وقد طالبنا اسرائيل بوقفه فورا».

وانتقد الملك عبد الله الثاني استمرار اسرائيل في تبني سياسة الاستيطان، وقال ان «استمرار الاستيطان في جميع الاراضي المحتلة، بما فيها القدس، عمل غير مشروع ومرفوض لانه يهدد مستقبل الدولة الفلسطينية، وقبل ذلك يهدد عملية السلام نفسها». واضاف «حذرنا مرارا من ان مثل هذه السياسات الاحادية الجانب من قبل اسرائيل تقوض فرص السلام وتعرقل المساعي الجادة التي بدأت تأخذ زخما واهتماما كبيرين من المجتمع الدولي، وكافة الاطراف المعنية بالعملية السلمية». ودعا الملك عبد الله الثاني اسرائيل الى «الالتزام بما جاء في خارطة الطريق، التي نصت على وقف الاستيطان في مرحلتها الاولى»، مشيرا الى انه «يجب ان يكون الالتزام مدخلا لعملية السلام التي بدأت في انابوليس».

وحول العلاقات مع سورية قال العاهل الاردني، ان بلاده لديها مصالح عديدة مع دمشق، «وما زلنا متفائلين بمستقبل العلاقات مع سورية لايماننا الكبير بان هذا البلد جزء اساسي من العالم العربي». وأضاف «نتعاون من اجل ان تصب السياسة السورية في مصلحة الامة العربية (..) وما رأيناه من حالة جفاء بين سورية وبعض الدول العربية لا يقبله نهجنا القومي». ودعا الملك عبد الله الثاني العراقيين الى توحيد صفوفهم «والوقوف ضد الاصوات الداعية لاثارة الفتنة وتأجيج العنف، التي لا تخدم الا اعداء العراق». وحول الازمة اللبنانية قال ان «استقرار لبنان خط احمر.. ولا بد من العمل على مساعدته لتخطي ازمته الراهنة». وقال ان «مبادرة الجامعة العربية تمثل فرصة ثمينة» للخروج من المأزق. وطالب بالتمسك بها «لتجنيب لبنان تداعيات خطيرة ستمس أمن المنطقة برمتها». وفي الشأن الداخلي قال العاهل الاردني انه يدرك «المعاناة التي يمر بها المواطن الأردني جراء الصعوبات الاقتصادية والمعيشية»، واوضح ان التصدي لهذه الصعوبات «يتصدر اهتمامي وأولوياتي». وأضاف «نحن بدورنا لن نتخلى عن المواطن وسنعمل جاهدين لمعالجة الآثار الاقتصادية لارتفاع الأسعار، خاصة على ذوي الدخل المتدني والمحدود». وأكد انه وجه الحكومة ومنذ فترة لإيجاد مظلة شاملة للأمان الاجتماعي «من أجل التعويض المباشر للمتأثرين بارتفاع الأسعار، وخاصة من الفئات الأقل حظا». وأضاف «كما أكدنا ضرورة إيجاد معادلة تربط بين زيادة الرواتب ومعدلات التضخم، وشمول جميع الأسر غير المقتدرة وغير المستفيدة من التأمين الصحي بمظلة هذا التأمين».

وقال انه وجه الحكومة للعمل على الانتهاء من «تصور كامل لبرنامج إسكاني شامل يعكس رؤيتنا لتطوير مبادرة وطنية للإسكان، يستفيد منها موظفو القطاع العام ومنتسبو القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمتقاعدون، والمواطنون ذوو الدخل المحدود». واضاف «أعلم جيدا، ومن خلال تشرفي بالخدمة في القوات المسلحة الأردنية، وتواصلي مع أخواتي وإخواني في مختلف المحافظات، الأهمية التي يوليها المواطن الأردني للسكن الكريم له ولعائلته. وكما وعدت اخواتي واخواني في خطاب العرش بأن يكون عام 2008 هو عام الإسكان، فقد وجهت وكلفت الحكومة بإنشاء مؤسسة تختص بتمويل المشاريع الإسكانية، بحيث يتمكن المواطن، من الحصول على السكن الملائم، بما يتماشى مع مستوى دخله، وعلى نحو لا يتحمل فيه أعباء كبيرة. وسنعلن خلال الأسابيع القادمة، إن شاء الله، عن هذه المبادرة الوطنية وتفاصيلها، وبرنامج تنفيذها».