الصومال: قصف القصر الرئاسي والمطار ونجاة طائرة وفد الاتحاد الأفريقي

السلطات تفرج عن مدير محطة القرآن الكريم بعد شهرين في الاعتقال

TT

قصف مسلحون معارضون للحكومة الصومالية القصر الرئاسي ومطار العاصمة مقديشو والسفارة الإثيوبية في مقديشو بقذائف الهاون، تزامنت مع وجود وفد من مجلس الأمن والسلم الأفريقي يزور العاصمة، التي شهدت تصاعدا ملحوظا لهجمات المسلحين علي الأهداف الحكومية. ومقرات القوات الإثيوبية التي تدعمها. وانفجرت خمس قذائف هاون في موقع غير بعيد من مقر اقامة رئيس وزراء الصومال نور عدي الذي من المقرر ان يجتمع في وقت لاحق مع سعيد جينيت مفوض الاتحاد الافريقي للسلم والامن. واصابت ثلاث قذائف اخرى محيط مطار مقديشو، بحسب متحدث باسم قوة السلام الافريقية. وشمل القصف أيضا منطقة قريبة من السفارة الإثيوبية في مقديشو، لكنه لم يكشف عن إصابات. وكانت الطائرة التي أقلت وفد الاتحاد الأفريقي موجودة بالمطار وتستعد للإقلاع عندما سقطت 3 قذائف هاون في مدرج المطار لكن الطائرة لم تصب بأذى. وسمع دوي القصف في مناطق أخرى من العاصمة فيما بات واضحا أن المسلحين المعارضين للحكومة قصدوا من عمليات القصف المتكررة توصيل رسالة الى الوفود الزائرة بأن مقديشو ليست آمنة كما تقول الحكومة الصومالية الانتقالية.   ميدانياً، لا تزال حرب العصابات مستمرة بين القوات الإثيوبية والقوات التابعة للحكومة الصومالية من جهة وبين المقاتلين التابعين لفصائل المعارضة الصومالية من جهة أخرى. وأصيب 4 جنود حكوميين امس في أحدث اشتباكات بين الطرفين بجنوب العاصمة. وعلى الرغم من الحملات الأمنية المكثفة التي نفذتها عناصر الجيش والشرطة في العاصمة إلا أن ذلك لم يفلح في صد هجمات المسلحين المعارضين التي شهدت تصاعدا ملحوظا في الأسابيع الأخيرة في العاصمة مقديشو وخارجها.  على صعيد آخر، أفرجت السلطات الصومالية عن الإعلامي الشيخ يوسف برّو مدير محطة القرآن الكريم الإذاعية في العاصمة مقديشو بعد أن أمضى نحو شهرين في المعتقل لأسباب لم توضحها الحكومة الصومالية بعد، ولم يقدم برو للمحاكمة. وتحتجز السلطات الأمنية منذ أسبوعين 3 صحافيين آخرين؛ بينهم عبد الرحمن حذيفي مدير محطة «صومالي وين» التي تبث من مقديشو. واعتبرت منظمة «التحالف من أجل الدفاع عن حرية التعبير في الصومال»، وهي منظمة محلية تضم العديد من التنظيمات الصحافية والإعلامية والحقوقية عام 2007 الأسوأ في الاعتداءات والمضايقات التي تعرض لها العاملون في المجال الإعلامي، والتي شملت حالات قتل وجرح وضرب وتشريد وتهديدات.

وأورد التحالف في أحدث تقرير أصدره يوم الاثنين الماضي بمناسبة اليوم الوطني للصحافة الصومالية بأن 8 صحافيين قتلوا خلال عام 2007؛ بينهم مديرو محطات إذاعية وأصيب 5 صحافيين آخرين بجراح كما تعرض 40 صحافياً للاعتقال لمدد مختلفة. وتعرض 34 صحافيا لهجمات وتهديدات، إضافة الى نحو 60 آخرين فروا من البلاد بسبب عدم تمكنهم من ممارسة أعمالهم وتلقي بعض هؤلاء مكالمات تهددهم بالقتل.

وكانت منظمة لجنة حماية الصحافيين ومقرها في نيويورك، قد أصدرت أخيرا تقريرا قالت فيه إن الصومال كان البلد الثاني الأشد خطراً على الصحافيين خلال عام 2007، إذ قتل فيه سبعة صحافيين. وكان صحافيان بارزان من ضمن حالات القتل السبع في الصومال. فقد قتل مهد أحمد علمي، مدير إذاعة «صوت العاصمة» في مقديشو، بعد أن أصيب بأربع طلقات نارية في الرأس. وبعد بضع ساعات من ذلك، قتل علي إيمان شارماركي، وهو أحد مالكي شركة «هورن أفريك ميديا» الإعلامية، جراء لغم تم تفجيره عن بعد، وذلك بعد ان شارك في تشييع جنازة مهد أحمد علمي.  وقال عبد القادر عثمان، أمين عام جمعية الصحافيين الصوماليين وعضو لجنة العلاقات الخارجية في اتحاد الصحافيين العرب، «إن الصحافيين الصوماليين يتعرضون للمضايقات من كلا طرفي الصراع في الصومال الحكومة والمعارضة، وكذلك من حكام الولايات حيث لا يوجد قانون فعال يحمي حقوق الصحافيين. وأضاف عثمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن قانون الصحافة الجديد الذي أعدته الحكومة وصادق عليه البرلمان، الشهر الماضي، خطوة الى الأمام، على الرغم من وجود بعض الفقرات المقيدة للحريات داخل نصوصه. وطالب الحكومة الصومالية بتقديم الصحافيين الأربعة المعتقلين الى محاكمة عادلة وتمكينهم من لقاء أسرهم ومحاميهم، أو إخلاء سبيلهم.