باكستان: الإفراج عن 250 طفلا احتجزهم مسلحون رهائن

«إيساف» تتحدث عن إمكانية تحسن التعاون بين أفغانستان وباكستان في مكافحة الإرهاب

TT

أفادت الأنباء الواردة من باكستان أنه تم الإفراج عن حوالي 250 طفلا كان قد تم أخذهم رهائن من قبل عصابة واحتجزوا في مدرسة بإقليم وزيرستان الباكستاني. وكان المسلحين لاذوا بالمدرسة الواقعة بمدينة بانو بعد اشتباك مع قوات الأمن التي قامت بمحاصرة المدرسة. وقال وزير الداخلية الباكستاني، حميد نواز، ان مجموعة من المقاتلين الإسلاميين احتجزت أمس حوالي 250 طفلا رهائن في مدرسة في شمال غرب باكستان بالقرب من المناطق القبلية التي أصبحت معقلا للمتمردين المقربين من «القاعدة». وقال وزير الداخلية الباكستاني لوكالة الصحافة الفرنسية «هناك حوالي سبعة ارهابيين قاموا باحتجاز تلاميذ مدرسة رهائن»، مضيفا «هناك 200 الى 250 طفلا».

من جهتها قالت الشرطة المحلية ان الناشطين دخلوا الى المدرسة قرب بلدة كاراك في شمال غرب باكستان للاختباء بعدما حاولوا خطف عامل في المجال الصحي، ما ادى الى قيام الشرطة بملاحقتهم ومقتل واحد منهم». وأوضح مسؤول في الشرطة «لقد احتجزوا تلاميذ مدرسة رهائن، لا نعلم عددهم لكن نعتقد انهم بالعشرات». واضاف «هناك مسؤولون في المكان يجرون مفاوضات».

وردا على سؤال عما اذا كانت الحكومة وافقت على السماح للخاطفين بالمغادرة بحرية كما اشترطوا، أوضح شيما ان الخاطفين اصبحوا «بين ايدي الجيرغا» وبات مصيرهم معلقا بـ«الجيرغا والشرطة المحلية».

وذكر التلفزيون المحلي ان الحكومة وافقت على مطالب المسلحين. وصرح وزير الداخلية حميد نواز لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق ان نحو سبعة إرهابيين احتجزوا ما بين 200 و250 تلميذا.

وقالت الشرطة انه طلب منها رفع الطوق الأمني الذي فرضته السلطات على المدرسة.

وأكد محمود أيوب، قائد الشرطة المحلية، ان الشرطة «تلقت اوامر بالانسحاب»، مضيفا «حسب معلوماتي، نجحت المفاوضات». ويأتي هذا الحادث وسط موجة من العنف في باكستان منذ اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بي نزير بوتو والذي اثار مخاوف بشأن استقرار البلاد قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجري في 18 فبراير (شباط) المقبل. وتقع المدرسة بالقرب من الحدود الشمالية الغربية مع افغانستان حيث تخوض القوات الباكستانية معارك عنيفة مع مسلحين إسلاميين ينتمون الى تنظيم «القاعدة» وحركة طالبان منذ ثلاثة اسابيع.

وقالت الشرطة ان المسلحين تحصنوا في المدرسة التي تبعد نحو 250 كلم غرب اسلام آباد بعد ان خطفوا طبيبا في القرية واقتادوه في سيارة، مما دفع الشرطة الى مطاردتهم. وجرى تبادل لاطلاق النار ادى الى مقتل احد المسلحين واصابة شرطي، فيما فر الطبيب، حسبما صرح شاكر الله، ضابط الشرطة، لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال قائد شرطة المنطقة، دار علي خاتاك، ان المسلحين «كان بحوزتهم عدة انواع من الاسلحة مثل منصات الصواريخ والقنابل». ويلجأ المسلحون في شمال غرب باكستان بشكل متزايد الى عمليات الخطف واحتجاز الرهائن للحصول على مطلبهم بتطبيق الشريعة الاسلامية في المنطقة وانهاء العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الباكستاني في المنطقة. وقالت القوات الباكستانية الأحد انها تمكنت من استعادة السيطرة على نفق رئيسي يربط بين المنطقة التي تقع فيها المدرسة الواقعة شمال غرب مدينة بيشاور، بعد ان استولى عليه المسلحون. الا ان جنديا سقط في قتال عنيف تواصل الاثنين في منطقة القبائل في جنوب وزيرستان التي يقول مسؤولون باكستانيون ان بيعة الله محسود، الزعيم الاسلامي المتشدد المشتبه في ضلوعه في مقتل بوتو، يختبئ فيها. وينفي محسود اية علاقة له بمقتل بوتو.

من جهة اخرى في كابل صرح قائد قوة المساعدة على ارساء الأمن في افغانستان التابعة لحلف شمال الاطلسي (ايساف)، الجنرال الأميركي دان ماكنيل، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن التعاون بين السلطات الافغانية والباكستانية في مكافحة التطرف الاسلامي في طور التحسن. وقال ماكنيل «ثمة مؤشرات مشجعة، اذ للمرة الأولى منذ فترة طويلة أرى امكانية لتحسن التعاون» بين افغانستان وباكستان، الدولتين الجارتين. وأضاف الجنرال الاميركي «اللقاءات الاخيرة بين الرئيسين الباكستاني برويز مشرف، والأفغاني حميد كرزاي، كانت مثمرة أكثر من اللقاءات بينهما في السابق»، في اشارة الى التوتر بين رئيسي الدولتين بشأن حركة طالبان التي تشن حركة تمرد دامية ضد كابل.

وطردت حركة طالبان من السلطة في نهاية عام 2001 من قبل ائتلاف دولي تقوده الولايات المتحدة.

وتؤكد كابل وهي مدعومة من واشنطن، على الدوام ان حركة طالبان تلقى دعما في باكستان ولا سيما في المناطق القبلية الحدودية. وتقر اسلام اباد بأن عناصر من طالبان لجأوا الى شمال غرب باكستان منذ نهاية العام 2001 لكنها تحمل المسؤولية في ذلك الى «فشل» التدخل الأميركي والدولي في افغانستان، مشددة على ان جيشها يحارب عناصر طالبان الباكستانيين والأفغان في المناطق القبلية.

من جهة اخرى تواجه باكستان بدورها منذ عدة اشهر موجة لا سابق لها من الهجمات الانتحارية التي ينفذها اسلاميون قريبون من حركة طالبان ومن تنظيم «القاعدة» اسفرت عن سقوط اكثر من 860 قتيلا في غضون سنة.

وقال الجنرال الاميركي «اظن ان باكستان ادركت الصيف الماضي انها تعاني من مشكلة تزداد خطورة في المناطق القبلية ويمكن وصفها بأنها تمرد». وقال قائد قوة «ايساف» انه استشف من تصريحات الرئيس الباكستاني خلال جولته في اوروبا الاسبوع الماضي ان الباكستانيين «قد يكونون بحاجة الى مساعدة». وأضاف «بحثت مع الجنرال اشفاق كياني (رئيس هيئة الاركان الباكستانية السابق) في الأمر وأعرف رأيه حول هذه المسألة»، من دون ان يعطي المزيد من التفاصيل.

وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الأسبوع الماضي ان اسلام اباد لم تطلب المساعدة، لكن هذا الاحتمال هو موضوع «حوار جار»، مجددا عرض المساعدة الأميركية في اطار مكافحة التطرف. ورفضت اسلام اباد من جهتها مسبقا اي تدخل عسكري أميركي على أراضيها.