أندونيسيا: تشييع سوهارتو في جنازة رسمية وعسكرية

دفن جثمانه في مقبرة عائلته بجاوة

تشييع جثمان الرئيس السابق سوهارتو في جنازة رسمية وعسكرية أمس (ا.ب)
TT

دفن جثمان الرئيس الاندونيسي السابق سوهارتو امس في مقبرة عائلته في مدينة ماتيسي الصغيرة وسط جاوة، في مراسم جنائزية رسمية وعسكرية.

وذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في المكان أن نعش الرئيس السابق لف بالعلم الاندونيسي، وغطيَّ بالياسمين والورود قبل أن يوضع في مقبرة عائلة سوهارتو الذي توفيَّ الاحد عن 86 عاما. وتجمع عشرات الآلاف من الإندونيسيين في جاكرتا على طريق الجنازة التي انطلقت من منزل سوهارتو في حي مينتينغ السكني في موكب طويل تقدمه رجال شرطة على دراجات نارية إضافة إلى مروحيات تحلق فوقه.

ولف نعش الرئيس السابق بالعلم الإندونيسي الأحمر والأبيض وغطيَّ بالياسمين والورود قبل ان يوضع في قبو مقبرة عائلة سوهارتو في مدينة ماتيسيه الصغيرة بحضور الرئيس الحالي سوسيلو بمبانغ يودويونو.

وشاركت في المراسم وحدات من الشرطة وقوات المشاة وسلاح الجوي والبحرية بالبزات الرسمية، مذكرة بان سوهارتو كان جنرالا سيطر طوال 32 سنة على قوات أمن الارخبيل. واعلن الرئيس يودويونو «بصراحة يجب علينا ان نقر بأن المرحوم سوهارتو قدم الكثير من الخدمات للأمة والدولة، لكن علينا ايضا ان نعترف بأنه كإنسان وقائد لم يكن خاليا من العيوب».

وبعد نقله على متن طائرة عسكرية الى سولو، توجه الموكب وسط حشود كبيرة على طريق ماتيسي البلدة الريفية الواقعة على سفح بركان لاوو حيث تملك عائلة سوهارتو ضريحا كبيرا من الرخام تحت سقف معقوف في شكل جاوة التقليدي.

واصطف آلاف الاندونيسيين في وقت مبكر من صباح امس في جاكرتا على الطريق الذي سيسلكه موكب جثمان سوهارتو لإلقاء النظرة الاخيرة عليه.

وتجمع مئات التلاميذ وعشرات الآلاف من السكان على جانبي الطريق لمشاهدة الموكب عند مروره متوجها الى مطار جاكرتا الدولي. واقلت طائرة عسكرية من طراز «هيركوليس» نعش الرئيس السابق، بينما توجه الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو ومسؤولون آخرون بطائرة اخرى الى ماتيسي حيث تجمع مئات السكان عند مرور الموكب. وجرت مراسم جنائزية في منزل اسرة سوهارتو في جاكرتا اولا. واقيم صباح امس حفل في منزل سوهارتو سلمت خلاله عائلته الدولة الجثة رسميا. ونقل ثمانية من الجنود وعناصر الشرطة النعش المغطى بالعلم الاندونيسي الاحمر والابيض الى خارج المنزل. وقدمت له التشريفات العسكرية.

وكان سوهارتو الذي استقال من السلطة في مايو (ايار) 1998 تحت ضغط المظاهرات، شكل حكومة «نظام جديد». وتوصلت البلاد في عهده الى توفير حاجات البلاد من الرز وشهدت الصادرات ازدهارا كبيرا. إلا ان الجنرال السابق قمع بعنف عامي 1965 و1966 الحزب الشيوعي وكل من كان يواليه في مذبحة أسفرت عن مقتل ما بين نصف مليون ومليون اندونيسي. وكان يقمع منهجيا معارضيه وخلف عشرات الاف القتلى بين الحركات الانفصالية، واحتل تيمور الشرقية متسبباً في مقتل ثلث سكانها. ورغم ذلك، حضر رئيس وزراء تيمور الشرقية شانانا غوشماو الذي تعرض الى قمع قوات سوهارتو الاندونيسية قبل الزج به في السجن من 1992 الى 1999 في جاكرتا. وكان غوشماي زعيم حركة التمرد الانفصالية في تيمور الشرقية قد كافح بالسلاح الجيش الاندونيسي الذي اجتاح بلاده عام 1975 في عهد سوهارتو. واعتقل في ديلي عام 1992 واستقبل كبطل عندما افرج عنه عام 1999 في تيمور الشرقية التي اصبح رئيسها ثم رئيس حكومتها. واحتلت اندونيسيا تيمور الشرقية من 1975 الى 1999. واتهم سوهارتو بانه جمع مع عائلته ثروة تقدر بما بين 15 الى 35 مليار دولار، وانه بات اكثر الرؤساء فسادا في التاريخ المعاصر. وقال البنك العالمي ان سوهارتو اختلس بين 0.6 % و3.1% من الناتج الداخلي العام في عهده.

الى ذلك، عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي ـ مون عن تعازيه اول من امس بوفاة الرئيس سوهارتو، مشيرا الى انه حكم بلاده «خلال فترة مهمة». وقال بيان للمتحدث باسم بان كي ـ مون، ان «الامين العام وجه تعازيه الى الحكومة والشعب الاندونيسيين بوفاة الرئيس السابق سوهارتو». واضاف البيان ان «حكم سوهارتو لإندونيسيا الذي استمر 32 عاما كان في فترة مهمة من تاريخ البلاد، وحقبة اضطلعت اندونيسيا خلالها بدور كبير في الشؤون الدولية».