الجيش الأميركي: 9 آلاف من عناصر الصحوة جاهزون للانضمام إلى الجيش والشرطة

العسكري لـ«الشرق الأوسط»: الولاء للعراق والجيش هو المعيار في قبول المتطوعين

مقاتلون من مجلس صحوة ديالى يتمركزون في منطقة ريفية خارج مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى امس(ا ف ب)
TT

اعلن الجيش الأميركي، أمس، أن ما لا يقل عن تسعة آلاف من عناصر مجالس الصحوة التي تحارب تنظيمات «القاعدة» في العراق خضعوا للتدقيق وباتوا جاهزين للانضمام الى صفوف الشرطة أو الجيش. لكن مصدرا حكوميا أكد لـ«الشرق الاوسط» أن شرط الانضمام للقوات النظامية هو الولاء للوطن ونبذ الطائفية.

ويمثل هذا الرقم أكثر من نصف العناصر المنضوية في مجالس الصحوات الذين كانوا في غالبيتهم العظمى من المسلحين المناوئين للأميركيين والحكومة. وكان هؤلاء قد قدموا طلبات للالتحاق بصفوف القوى النظامية العراقية بعد أن جندهم الجيش الأميركي لمحاربة تنظيم القاعدة والمتطرفين الذين يدورون في فلكه ضمن مناطقهم. وفي حديث لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد، قال محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية إن «رأينا واضح في هذا الموضوع؛ فنحن كوزارة دفاع ليس لدينا أي اعتراض على أي عراقي للتطوع في صفوف الجيش شرط ان يكون ولاؤه للوطن وللمؤسسة العسكرية وان يترك كل الهويات والمسميات الطائفية والسياسية».

وأضاف العسكري قائلا إن «مقاتلي مجالس الصحوة قدموا خدمات جليلة للعراق؛ وذلك بتطوعهم لمحاربة الارهاب من تلقاء أنفسهم دفاعا عن حياة العراقيين. وتنفيذا لأمر الحكومة، فان من يتطوع منهم للخدمة في صفوف الجيش العراقي عليه ان يتخلى عن بقية المسميات السياسية والطائفية وان يعمل في الجيش كعراقي وسيكون مقاتلا كجندي عراقي حاله حال بقية جنودنا»، مشيرا الى «ان هذا الموضوع ينطبق على كل العراقيين الذين تتوفر فيهم شروط التطوع؛ إذ يخضعون للتدقيق التام قبل الموافقة على تطوعهم سواء كانوا من مجالس الصحوة او غيرهم». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الادميرال غريغوري سميث الذي قال للصحافيين في بغداد إن الآخرين ما يزالون بانتظار إجراء الفحوصات والفرص التي تسمح بانضمامهم الى الشرطة او الجيش. وأضاف ان «حوالى تسعة آلاف من عناصر مجالس الصحوة بدأوا الانتظام في طوابير لبدء برامج التدريب». وأوضح سميث أن «بين عشرة الى عشرين ألفا من عناصر الصحوة في محافظة الأنبار باشروا برامج التدريب وانتظموا إما في صفوف الشرطة او الجيش».

يشار الى ان «مجلس صحوة الأنبار» كان السباق في محاربة «القاعدة» اعتبارا من منتصف سبتمبر (ايلول) 2006. وبدأ الجيش الاميركي العام الماضي محاورة المسلحين المناوئين الذين يطلق عليهم تسمية «المواطنين المحليين المعنيين» بغية تجنيدهم بمبلغ 300 دولار شهريا لمحاربة «القاعدة». ويشكل العرب السنة بين هؤلاء نحو ثمانين في المائة والباقي للشيعة، في حين توجد بعض مجالس الصحوة المختلطة من السنة والشيعة. وأكد الضابط الاميركي ان عشرين في المائة فقط من بين الثمانين ألفا يرغبون في الانخراط في صفوف القوى النظامية.

وأشار سميث الى ان «القاعدة» حاولت اختراق مجالس الصحوة. وقال «لا أعتقد ان محاولات اختراق مجالس الصحوة كانت كثيرة». وتابع سميث «نعترف بوجود محاولات للاختراق كما نعترف بأن قيادات مجالس الصحوة جيدة ومتحضرة ولديها روابط متينة جدا مع العشائر والسكان». وأضاف «انهم يعرفون عناصرهم بشكل جيد ومحدد وقواتنا تعمل سوية عن كثب لطرد العناصر التي تظهر حدا أدنى من الولاء». وأكد ان «القاعدة» «تعتبر مجالس الصحوة تهديدا لوجودها. وقد تحاول ترهيب بعض الأشخاص لمنعهم من الانضمام او لإرغامهم على الانسحاب».