السباق يزداد شراسة بين الجمهوريين: رومني يشكك بـ«جمهورية» ماكين

ولاية فلوريدا تنتخب مرشحها الجمهوري.. والديمقراطيون يعاقبونها ويحرمونها من إرسال مندوبين

TT

ازدادت المعركة الانتخابية بين المرشحين الجمهوريين شراسة يوم الانتخابات التمهيدية في ولاية فلوريدا، مع اقتراب يوم «الثلاثاء العظيم» في الخامس من فبراير (شباط) القادم حيث تختار 22 ولاية مرشحيها في الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وركز المرشحان اللذان يتقدمان استطلاعات الرأي لدى الحزب الجمهوري، جون ماكين بطل حرب فييتنام، وميت رومني رجل الاعمال الذي ينتمي الى طائفة المورمون، كل على المجال الذي يبرع فيه، من دون أن يتحاشيا انتقاد بعضهما. ووضع الرجلان ثقلهما في فلوريدا، كون هذه الولاية ستعطي الفائز الجمهوري 57 مندوبا في الجمعية العامة للحزب حيث يتم اختيار مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، وستعطي الفائز أيضا دفعا قويا ليوم «الثلاثاء العظيم». ويتوجب على المرشح الذي يريد الفوز بترشيح الحزب الجمهوري أن يجمع 1191 مندوبا في الجمعية ليضمن تسميته.

وفي حين ركز ماكين على أهمية الأمن القومي في الولايات المتحدة محاولا إبراز الأمن القضية المحورية والاساسية التي يجب أن تقود المجتمعات، ركز رومني في حملته على الاقتصاد الاميركي الذي يمرّ بأزمة أحبطت الكثير من الاميركيين، وحاول إبراز نفسه على أنه «المنقذ» في هذا المجال نظرا لخبرته الواسعة في العمل التجاري والاقتصادي.

كما شكك رومني بـ«جمهورية» منافسه ماكين الذي تبنت ترشيحه صحيفة نيويورك تايمز الاميركية الليبرالية، واتهمه بأنه يحمل أفكارا ليبرالية أقرب الى الديمقراطيين من الجمهوريين. ويعتبر بعض المحللين أن تبني الصحيفة لماكين قد يضر بحملته بين الجمهوريين أكثر مما يفيده. وعلى الرغم من أن ماكين حاول انتقاد سياسة رومني الاقتصادية، الا انه اختار التركيز على المجال الذي يبرع فيه، المجال الأمني. وشدد على خبرته العسكرية والامنية، وقال: «من الذي يملك الخبرة والخلفية لمواجهة الاسلاميين المتطرفين؟ رومني لا خبرة لديه على الاطلاق في هذا المجال». وبدا ماكين من خلال تمسكه بالحديث عن خبرته العسكرية والتذكير بها في كل المناسبات، يلعب على عامل الخبرة الذي تراهن عليه المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لجذب الناخبين.

إلا ان تجاهل ماكين الوضع الاقتصادي، أو عدم اعطائه حيزا كبيرا في أحاديثه، استوجب ردا من رومني الذي قال في اشارة اليه من دون أن يسميه: «بعض المرشحين يقولون إن الاقتصاد ليس نقطة قوتهم، حسنا. أنا أقول إن الاقتصاد نقطة قوتي». أما رودي جولياني، المرشح الجمهوري الذي كان يضع كل آماله على هذه الولاية واختار ألا ينافس في الولايات السابقة والتركيز على الناخبين في فلوريدا، فيبدو أن آماله ذهبت مع الريح. فعلى الرغم من تصدره استطلاعات الرأي في فلوريدا لأسابيع، الا أنه منذ حوالي أسبوع وبعد انتقال منافسيه الجمهوريين الى هذه الولاية بدأت أسهم جولياني بالانحسار حتى أصبح ثالثا في الاستطلاعات بعد ماكين ورومني.

ومن المقرر أن يعلن جولياني صباح اليوم ما اذا كان سيتابع حملته الانتخابية أم أنه سينسحب من السباق، علما بأنه من المتوقع انسحابه.

أما القس السابق والمرشح مايك هاكابي الذي كان قد فاز في أيوا، أول ولاية جرت فيها الانتخابات، فيبدو انه مصمم على متابعة السباق وصولا الى «الثلاثاء العظيم» حيث يراهن على بعض الولايات التي تضم جمهوريين متطرفين.

تجدر الاشارة الى ان الحزب الديمقراطي لن ينافس في ولاية فلوريدا، بعد أن قرر الحزب معاقبة الولاية بعدم السماح لها بارسال مندوبين عنها الى الجمعية الوطنية لاختيار المرشح الديمقراطي بسبب تغييرها لتاريخ اجراء الانتخابات التمهيدية فيها. ويلتقي المرشحون الديمقراطيون يوم «الثلاثاء العظيم»، علما بان الكثير من المحللين يقولون إن السباق قد يمتد الى ابعد من هذا اليوم الذي يختار فيه الحزب الديمقراطي أكثر من 1600 مندوب. وقد لا يتمكن أي من المرشحين اللذين يحتلان صدارة الترتيب، هيلاري كلينتون وباراك اوباما، من جمع 2025 مندوبا، وهو العدد الذي يجب جمعه لضمان تسمية الحزب.