براون يستضيف اجتماعاً لقادة أوروبيين ضمن جهود استرجاع قوته السياسية

يركز على خبرته الاقتصادية لمعالجة تراجع شعبيته

TT

على الرغم من تركه منصب وزير الخزانة الصيف الماضي، وتوليه رئاسة الحكومة البريطانية، ما زال غوردون براون يشعر بارتياح أكبر في التعامل مع القضايا الاقتصادية. وكان براون قد عانى من تراجع حاد في شعبيته خلال الأشهر الماضية، بسبب عدد من الازمات التي عصفت بحكومته، وعلى رأسها فضائح تمويل حملات انتخابية لوزراء مقربين منه. ولكن يعمل براون على تحسين صورته من خلال اللجوء الى مصدر قوة، سمح له ان يكون محورياً في الحياة السياسية البريطانية، خلال العقد الماضي، وهو معرفته الواسعة في القضايا الاقتصادية وتسيير الشؤون الاقتصادية البريطانية. واستضاف براون أمس، اجتماعاً لقادة اوروبيين لبحث القضايا المالية الخاصة بالاتحاد الاوروبي، بالاضافة الى الاضطرابات التي شهدتها اسواق المال العالمية خلال الاسابيع الماضية. واجتمع براون مساء امس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي ورئيس المفوضية الأوروبية خوزيه ـ مانيول باروسو في مقر رئاسة الحكومة البريطانية. وقال ناطق باسم براون ان اللقاء يركز على «القضايا المالية، وشفافية حسابات المصارف والتعاون بين الدول لمواجهة الازمات المالية، بالإضافة الى تصنيف المؤسسات المالية». وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، ان «قضايا اوسع ستناقش بالتأكيد ولكن التركيز سيكون على اسواق المال خاصة مع التطورات الأخيرة والدور الأوروبي في السوق العالمية». ويذكر ان هذا الاجتماع كان مقرراً منذ اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، استعداداً للقاء وزراء مالية الدول الصناعية السبع بداية الشهر المقبل، لبحث الاقتصاد العالمي. وكان براون قد شارك في «منتدى الاقتصاد العالمي» في منتجع دافوس السويسري الاسبوع الماضي، حيث ركز في خطابه على المجال الاقتصادي والحاجة الى اصلاح المؤسسات المالية العالمية. وكانت الجلسة الحوار الخاصة مع براون تتمحور حول الاسواق العالمية ورؤيته للمستقبل الاقتصادي العالمي، حيث قال: «انه وقتاً حرجاً للاقتصاد العالمي والعولمة». وقدم براون خططاً لمواجهة هذه تحديات الاضطرابات المالية، بما فيها الشفافية والتعاون الدولي على اطلاق «صفارات الانذار» في حال نشوب مشاكل اقتصادية قد تؤدي الى ازمات واسعة. وطالب براون بإصلاح المؤسسات المالية الدولية، قائلاً ان «صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اسسا للاربعينات من القرن الماضي، وليس لتحديات القرن الوحاد والعشرين». ويحاول براون ان يستخدم خبرته المالية من اجل انقاذ موقعه السياسي، وكان قد وعد بداية العام الماضي انه سيقود بريطانيا الى الامام «وسط الاضطرابات المالية العالمية». وعلى الرغم من ذلك، ما زلت شعبية براون تشهد تراجعاً حسب استطلاعات الرأي. واظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «ذا اندبندنت» البريطانية أمس، ان حزب «العمال» الحاكم، والذي يرأسه براون، يحظي بتأييد 30 في المائة فقط من الشعب البريطاني، بينما يتمتع حزب «المحافظين» المعارض بـ38 في المائة وحزب «اللبراليين الديمقراطيين» بـ17 في المائة.