واشنطن تحبط محاولات إصدار بيان رئاسي عن مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في غزة

الوفد الليبي قدم تعديلات تنتقد الغارات الجوية على غزة

TT

نجحت المساعي الأميركية في إحباط الجهود لاعتماد بيان رئاسي من مجلس الأمن عن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة. وأفاد مصدر دبلوماسي من المجلس انه «قد فشل للأسف في التعامل مع الوضع الإنساني في غزة وفشل حتى في إصدار بيان». وقد استأنف المجلس يوم أمس مشاوراته حول مشروع البيان الذي تقدمت به ليبيا التي ترأس مجلس الأمن لهذا الشهر باسم المجموعة العربية. وقد قدم الوفد الليبي تعديلات على النص فأضيفت فقرة تعرب عن قلق المجلس من إطلاق الصواريخ من غزة على الأراضي الإسرائيلية كما تعرب في الوقت ذاته عن قلق المجلس من الغارات الجوية على قطاع غزة. وقد رفضت الولايات المتحدة هذه التعديلات وأصرت على إدانة إطلاق الصواريخ وعلى وصفها بالإرهابية. وفي المقابل، رفضت المجموعة العربية الموقف الإميركي مما أدى الى موت مشروع البيان. وأفاد مصدر دبلوماسي من البعثة الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» بان «التعديلات التي تقدمت بها ليبيا تعتبر اساسا جيدا للمناقشات من أجل اعتماد بيان رئاسي متوازن يتعامل مع الوضع الإنساني ومع أمن إسرائيل ومع الجوانب السياسية الأخرى». وأضاف نفس المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أنه «من المعيب جدا أن يفشل مجلس الأمن في إصدار بيان رئاسي متوازن بسبب تعنت بعض الدول»، وهو بذلك يشير إلى الولايات المتحدة. واستبعدت أوساط دبلوماسية أن تلجأ المجموعة العربية إلى تقديم مشروع قرار نظرا لعدم تحمس عدد من الدول الأعضاء لمشروع القرار، منها على سبيل المثال إيطاليا وكرواتيا وربما بريطانيا، إضافة إلى معارضة واشنطن لأي خطوة من هذا النوع.

وبحسب أوساط دبلوماسية مطلعة على جوهر المفاوضات، فان الاقتراحات التي تقدمت بها واشنطن تهدف الى كسب المزيد من الوقت لغرض تسويف مشروع البيان الرئاسي والتخلي عن فكرة اعتماده من قبل مجلس الأمن وهذا ما حققته في مشاورات طويلة استغرقت اكثر من سبعة أيام.

وانتهت مشاورات مجلس الأمن دون التوصل إلى اتفاق بشأن مشروع البيان الرئاسي الذي تقدمت به ليبيا باسم المجموعة العربية والذي يدعو إسرائيل إلى انهاء الحصار الذي فرضته على قطاع غزة لتأمين وصول إمدادات الإغاثة الإنسانية. ومن المعروف أن مجلس الأمن لا يتمكن من اعتماد البيان الرئاسي إلا بموافقة الخمسة عشر عضوا فيه. وأوضح سفير ليبيا جاد الله الطلحي رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر أن 14 عضوا قد أيدوا مشروع البيان بصيغته التوافقية الذي قدم يوم أمس باستثناء عضو واحد. وقد خضع نص مشروع البيان إلى تعديل وأضيفت اليه فقرة تنص على «أن مجلس الأمن يعرب عن قلقه العميق من العنف الأخير الذي أثر على غزة وعلى سكان جنوب إسرائيل».

وأضيفت فقرة أخرى، يدعو فيها المجلس كل الأطراف الى وقف فوري لكل أعمال العنف من بينها إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وإلى وقف كل الأعمال التي تتعارض مع القانون الدولي والتي من شأنها أن تعرض المدنيين إلى الخطر. وقد أضيفت هذه الفقرة إرضاء للولايات المتحدة غير أنها فاجأت أعضاء مجلس الأمن بالمقترحات الجديدة على مشروع بيان يتعامل بالأساس مع الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.