عودة الاتصالات الهاتفية بين مصر وإيران بعد غياب 25 عاما

طنطاوي يؤكد: لا يوجد خلاف عقائدي في الأصول بين السنة والشيعة

مرشحون محافظون لانتخابات البرلمان الإيراني خلال مؤتمر صحافي لهم في طهران حول الاستعداد للانتخابات المقررة في مارس (أ.ف.ب)
TT

يستقبل الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الأربعاء، رئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد، الذي يزور مصر حالياً، ويستعرض معه سبل تطوير العلاقات بين البلدين، فيما التقى غلام الذي وصل إلى القاهرة أمس، وشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، وبحث معه سبل تدعيم العلاقات الثقافية والتقريب بين السنة والشيعة، واتفقا على التعاون العلمي بين الأزهر والمركز الإسلامي العالمي بطهران في مجال تبادل البحوث والمؤلفات.

وفي تصريحاته للصحافيين شدد طنطاوي على «أنه لا يوجد خلاف عقائدي في الاصول بين السنة والشيعة، وأن الخلافات جميعها خلافات اجتهادية في الفروع»، وقال «إن الخلاف في الأمور الفرعية لا يمنع من التعاون لخدمة الإسلام وتوحيد الصف الاسلامي في مواجهة التحديات التي تواجه الامة الاسلامية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى «أن التعاون بين الأزهر وإيران في مجال تبادل المؤلفات والأبحاث سيؤدي إلى تدعيم العلاقات الثقافية والتقريب بين السنة والشيعة».

بينما ركز المسؤول الإيراني في تصريحاته على ضرورة الحفاظ على الشخصية المعنوية للأمة الإسلامية، مؤكداً أن الظروف الراهنة تقتضي التعاون بين الجميع لخدمة الإسلام، وطالب باتخاذ خطوات عملية لتحقيق التواصل العملي بين الازهر والحوزات العلمية الاسلامية في إيران للاستفادة من المناهج الازهرية في تحقيق التقريب بين السنة والشيعة وازالة كافة المعوقات التي تعرقل سبل التعاون بين المسلمين. وضم الوفد الإيراني المرافق لغلام حداد كلا من الشيخ محمد علي التسخيري رئيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران ومستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران، وعلاء الدين بروجرودي رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى الإيراني. من جهة اخرى, قالت مصادر دبلوماسية رفيعة في القاهرة، إنها تمكنت من إجراء اتصالات هاتفية مع طهران، منذ قطعها عقب قطع العلاقة بين البلدين قبل نحو ربع قرن، فيما أفادت المصادر بأن القاهرة وطهران اتفقا على مواصلة التنسيق وتأجيل العلاقات الرسمية.. «إلى حين»، فيما ينتظر مسؤول من الخارجية الإيرانية، الالتقاء بمسؤولين مصريين كبار خلال هذا الأسبوع، من بينهم وزير الخارجية أحمد أبو الغيط.. وبينما علمت «الشرق الأوسط» أنه أصبح في الإمكان لأول مرة منذ نحو ربع قرن، إجراء اتصالات هاتفية عادية بين القاهرة وطهران، أفادت مصادر موثوقة (طلبت عدم الإشارة إليها) أن طهران تستشعر «تحسناً مهماً طرأ خلال الشهرين الأخيرين في علاقتها بمصر، كما لم يحدث من قبل منذ قطع العلاقات بين البلدين عام 1981».

وبحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن الوفد الإيراني الذي يزور القاهرة بدعوة من اتحاد البرلمانات الإسلامية هذا الأسبوع، يضم أكثر من عشرين من الشخصيات السياسية والنيابية الايرانية، وإن الجانب السياسي (الرسمي) في الوفد، والذي يأتي على رأسه، مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الدول العربية والإفريقية، محمد رضا باقري، طلب ترتيب لقاءات مع مسؤولين مصريين كبار، من بينهم الوزير المصري أحمد أبو الغيط، لاتخاذ مزيد من «الخطوات التنسيقية بين الطرفين».

وأعربت المصادر ذاتها عن اعتقادها أن «مصر ربما تفضل التريث، حتى تصبح الظروف الدولية مؤاتية للإعلان عن استعادة العلاقات بشكل كامل ورسمي»، وأن الجانب الإيراني أبلغ القاهرة تفهمه لمبررات «عدم العجلة»، وأن «هذا (من وجهة نظر إيران) لا يحول دون الاستمرار في التنسيق بين الطرفين».