قال جون نيجروبونتي المدير السابق للاستخبارات القومية الاميركية ان الولايات المتحدة استخدمت اسلوب الاغراق الوهمي في استجواب ارهابيين مشتبه بهم لكنها عدلت عن ذلك.
وتصريحات نيجروبونتي هي أوضح تأكيد حتى الان من جانب الادارة الاميركية لاستخدام هذا الاسلوب المثير للجدل. وكان المسؤولون الاميركيون يحجمون عن الاقرار باستخدام وكالة المخابرات المركزية «سي.اي.ايه» لاسلوب الاغراق الوهمي الذي تقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان انه غير مشروع وانه شكل من اشكال التعذيب. وجاءت تصريحات نيجروبونتي في حديث مع مجلة ناشونال جورنال في الوقت الذي ينتظر ان يقوم فيه مجلس الشيوخ الاميركي بمحاسبة وزير العدل الاميركي مايكل موكيسي على المراجعة التي وعد بها لمدى شرعية أساليب التعذيب.
وسألت المجلة نيجروبونتي عما اذا كان الجدل حول الاساليب التي تستخدمها الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب يعطل جهودها ويدخلها في «حرب أفكار»، قال نيجروبونتي: «لقد اتخذنا خطوات للتعامل مع قضية الاستجواب وعلى سبيل المثال لم يستخدم اسلوب الاغراق الوهمي منذ سنوات. وكان نيجروبونتي أول مدير للمخابرات القومية في الفترة من عام 2005 حتى 2007 وهو الجهاز الذي أنشأه الرئيس الاميركي جورج بوش في اعقاب الهجمات التي تعرضت لها البلاد في 11 سبتمبر (ايلول) عام 2001 . ويشغل نيجروبونتي الان منصب نائب وزيرة الخارجية الاميركية. ونشرت مجلة ناشونال جورنال حديث نيجروبونتي في عدد 25 يناير (كانون الثاني).
وقال نيجروبونتي ان الاغراق الوهمي: «لم يستخدم حين كنت مديرا للمخابرات القومية ولا قبل ذلك ببضع سنوات. انا قلق من ولعنا باستعادة الاحداث الماضية وميلنا الى النظر في أشياء حدثت منذ أربع بل ست سنوات». ويبدو ان تصريحات نيجروبونتي أكدت تقارير سابقة قالت ان وكالة المخابرات المركزية توقفت عن استخدام اسلوب الاغراق الوهمي عام 2003 بعد ان استخدمته في استجواب ثلاثة محتجزين لهم أهمية. وكان ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي قد قال من قبل ان الاغراق الوهمي أداة هامة، استخدمت في استجواب خالد شيخ محمد مدبر هجمات سبتمبر. وأصر الرئيس الاميركي مرارا على ان الولايات المتحدة لا تلجأ للتعذيب لكنه أحجم عن مناقشة اساليب الاستجواب المستخدمة. ورفضت «سي.اي.ايه» التعليق على تصريحات نيجروبونتي. ووعد موكيسي الذي تولى منصب وزير العدل في نوفمبر (تشرين الثاني) أثناء جلسات مجلس الشيوخ للتصديق على توليه المنصب بمراجعة اساليب الاستجواب الاميركية. لكنه لم يعط اية بادرة خلال لقاء مع الصحافيين الاسبوع الماضي على انه سيكون مستعدا لمناقشة هذا الامر خلال جلسة الاستماع التي تعقدها اليوم اللجنة التشريعية في مجلس الشيوخ. وصرح موكيسي بأن الجلسة ستركز على برنامج الاستجواب الحالي، ملمحا الى انه قد لا يبحث في أمر الاساليب التي توقف استخدامها بالفعل. ونشرت وزارة العدل الاميركية أمس نص شهادة موكيسي امام اللجنة ولم يشر فيه لعملية المراجعة المنتظرة. ولاحظ السناتور الديمقراطي باتريك ليهي رئيس اللجنة التشريعية في مجلس الشيوخ اغفال موكيسي للامر ووعد في بيان بأن يسأل موكيسي مباشرة: «عما اذا كان يتفق مع الرأي القائل بان الاغراق الوهمي هو تعذيب وغير قانوني». وأمر موكيسي وزارة العدل في الثاني من يناير بالتحقيق في أمر تدمير المخابرات المركزية الاميركية لاشرطة فيديو سجلت الاستجواب القاسي لاثنين مشتبه بهما عام 2002 ومن بينهما واحد على الاقل هو ابوزبيدة يعتقد انه تعرض لاسلوب الاغراق الوهمي. ورفض موكيسي مطالب بتعيين محقق مستقل.