إيران تنتقد بناء قاعدة عسكرية فرنسية في الخليج.. وتهاجم باريس «غير الودية»

موسكو: قرار العقوبات ضد طهران يتضمن «رسائل واضحة» إليها

TT

انتقدت ايران فرنسا لاتخاذها موقفا «غير ودي» في النزاع النووي بين طهران والغرب، واقامة قاعدة عسكرية في الخليج قالت انها ستضر بالسلام في المنطقة الغنية بالنفط. ويأتي ذلك فيما لمح المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني الى أن ايران سيكون ردها مماثلا بعد أن استدعت باريس في الاسبوع الماضي السفير الايراني بشأن تصريحات مناهضة لاسرائيل من الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد. وقال حسيني في مؤتمر صحافي أمس «نتحلى حتى الان بضبط النفس فيما يتصل بسياساتنا تجاه فرنسا ومواقفها غير الودية ولكن اذا واصلوا هذا الاتجاه فسنعيد النظر أيضا في مواقفنا». وانتقد حسيني اتفاقا وقعته باريس مع الامارات العربية المتحدة لبناء أول منشأة عسكرية فرنسية دائمة لها في الخليج على الجهة المقابلة لايران. وستضم القاعدة ما بين 400 و500 فرد وستبقى فرنسا على مقربة من ممرات بحرية يمر عبرها أكثر من ثلث شحنات النفط في العالم.

وقالت وزارة الدفاع الفرنسية الاسبوع الماضي ان قوات من فرنسا والامارات وقطر ستجري أول تدريبات عسكرية مشتركة في الخليج في وقت لاحق هذا الشهر. وقال حسيني في تصريحات نقلتها قناة برس تي.في الايرانية «نحن ضد أي شكل من أشكال الزيادة في الوجود العسكري لقوى أجنبية بالمنطقة.. نعتقد أن مثل هذا الوجود غير بناء بالنسبة للامن والسلام في المنطقة». وفي إشارة الى اسرائيل قال حسيني ان فرنسا «تتجاهل جرائم النظام الصهيوني»، ضد الفلسطينيين. ومضى يقول «سنعبر قطعا عن اعتراضاتنا من خلال استدعاء السفير الفرنسي». واستدعت وزارة الخارجية الايرانية امس السفير الفرنسي في ايران برنار بوليتي بعد استدعاء الخارجية الفرنسية للسفير الايراني في باريس لتبليغه احتجاجا على تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاخيرة حول اسرائيل. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية «نعارض استدعاء» السفير الايراني علي اهاني الجمعة في باريس. وأضاف «سنعبر عن اعتراضنا عبر استدعاء السفير الفرنسي». وأكدت وكالة انباء «فارس» الايرانية ان الاستدعاء تم صباح امس.

وكانت السلطات الفرنسية ابلغت الدبلوماسي الفرنسي «شجبها الحاد واستنكارها الكبير» لتصريحات احمدي نجاد. وقال الرئيس الايراني في آخر تصريح له حول اسرائيل ان «الكيان الصهيوني القذر» سيسقط «عاجلا ام اجلا». وفسر حسيني تصريحات احمدي نجاد بالقول ان هناك «حقائق في المنطقة يدل عليها الرئيس». وشجب المتحدث الايراني التصريحات الاخيرة لوزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران الذي قال انه غير مقتنع بان ايران اوقفت برنامجها النووي العسكري في 2003. وقال حسيني ان «مثل هذه المواقف غير ودية وغير حكيمة وغير واقعية». وأضاف ان ايران «التزمت حتى الآن بضبط النفس، لكننا سنعيد النظر في موقفنا اذا تكررت مثل هذه المواقف الفرنسية». وكان الرئيس الايراني قد دعا من قبل الى «محو اسرائيل من على الخريطة». وفرنسا احدى القوى الغربية التي تسعى لزيادة الضغوط على ايران لوقف أنشطتها النووية الحساسة التي تخشى أن يكون الهدف منها صنع قنابل ذرية. وقد كثفت من التصريحات المنتقدة لطهران منذ أن تولى الرئيس نيكولا ساركوزي منصبه في مايو (ايار) الماضي. وتقول ايران ان برنامجها النووي لا يهدف الا لتوليد الكهرباء. وهناك علاقات تجارية تربط بين فرنسا وايران ولكن العلاقات تدهورت منذ أن أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في سبتمبر (أيلول) أنه ينبغي للعالم أن يستعد لحرب مع ايران.

وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك في مقابلة نشرت امس ان مشروع قرار مجلس الامن المقترح يتضمن «رسائل واضحة» الى ايران بان عليها ان تطبق متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل تام. وقال كيسلياك لوكالة انترفاكس الروسية للانباء انه «عندما يتم نشر هذه الوثيقة، سترون انها تتضمن مؤشرات واضحة الى ايران وتطالب بتوسيع محدد لنظام العقوبات الذي فرضه مجلس الامن الدولي سابقا» على ايران. وأضاف «المطلوب هو تعاون ايراني تام مع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وبدأ مجلس الامن الدولي الاثنين النظر في مشروع قرار يشدد العقوبات على الجمهورية الايرانية لرفضها تعليق عملياتها لتخصيب اليورانيوم، التي يخشى الغرب في ان تؤدي الى امتلاكها قنبلة نووية وهو ما تنفيه طهران.

وروسيا هي من بين الدول الخمس التي تمتلك مقعدا دائما في مجلس الامن وترتبط بعلاقات متينة مع طهران وتعمل حاليا على استكمال بناء اول مفاعل نووي ايراني في بوشهر.