بوتين يبشر بسباق تسلح جديد.. ويعد بإنتاج أسلحة فائقة التطور

الناتو يرد على اتهاماته للغرب ببدئه سباق التسلح ويطلب منه تخفيف لهجته

TT

اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يكون خطاب الوداع الذي ألقاه أمس خطابا طنانا تحدث فيه عن عودة سباق التسلح الى العالم واتهم الغرب ببدئه، وقال ان روسيا «مضطرة» للرد عبر انتاج أسلحة جديدة ذات تكنولوجيا متطورة، منتقدا السياسة الاميركية وسعيها لنشر درع صاروخي جديد في بولندا وتشيكيا.

واستدعى حديث بوتين عن عودة سباق التسلح ردا من حلف شمال الاطلسي (الناتو) الذي دعا روسيا الى «تخفيف لهجتها» عن «سباق تسلح». وقال المتحدث باسم الناتو جيمس اباثوراي عقب اجتماع لمجلس الناتو في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، إن حلف شمالي الاطلسي وروسيا «تتوفر لديهما كافة الاماكن والقنوات للحديث بطريقة مثمرة وودية، وعلينا الاستفادة منها وليس الدخول في أحاديث محتدمة غير ضرورية».

واتهم بوتين الغرب في كلمة ألقاها أمام مجلس الدولة لتحديد رؤيته لروسيا حتى عام 2020، بتجاهل مخاوف موسكو الامنية نتيجة لتوسيع حلف شمال الاطلسي العسكري الى حدودها ونشر نظام للدفاع الصاروخي في وسط أوروبا. وأضاف قبل ثلاثة أشهر من الموعد المقرر لانتهاء ولايته كرئيس لروسيا: «من الواضح بالفعل ان سباقا جديدا للتسلح بدأ يتكشف في العالم. ليس خطؤنا.. لم نبدأه. في الواقع نحن مضطرون للرد. كان لدى روسيا وسيكون دائما لديها رد على هذه التحديات الجديدة».

وأكد أن «روسيا ستبدأ خلال السنوات القليلة المقبلة انتاج أنواع جديدة من الاسلحة التي لن تكون على أي وجه أقل من الاسلحة الموجودة لدى أي دولة أخرى بل هي أرقى في بعض الحالات»، مشيرا على ما يبدو الى صواريخ جديدة ذات قدرات نووية.

وقال أيضا ان «قتالا ضاريا» على الموارد الطبيعية يدور في أنحاء العالم، وان «رائحة النفط والغاز» تفوح من كثير من الصراعات وتحركات السياسة الخارجية. وأضاف أن روسيا في حاجة لان تكون يقظة لمحاولات الوصول الى مواردها.

وفي انتقادات مباشرة للولايات المتحدة الاميركية وسياستها في الشرق الاوسط وحربها على العراق، قال بوتين من دون أن يسميها: «يجري أحيانا تدمير سيادة دول معينة ومناطق بأكملها تحت ستار تصريحات طنانة عن الحرية والمجتمع المفتوح». وهاجم الرئيس الروسي دولا أجنبية لمحاولاتها «غير الاخلاقية وغير المشروعة» التدخل في شؤون روسيا الداخلية.

ورغم أن وسائل الاعلام الروسية وصفت الخطاب بأنه برنامج عمل كي يسير عليه خليفته ديميتري ميدفيديف الذي يدعمه يوتني، إلا أن الرئيس الروسي لم يذكر خليفته بالاسم في الكلمة التي استمرت 50 دقيقة ولم يشر الى الحكومة القادمة. ولم يكن هناك سوى القليل من التفاصيل المحددة الخاصة بالسياسة.

وجلس ميدفيديف بين أعضاء الحكومة في مقاعد الصف الاول في قاعة سانت جورج بالكرملين يستمع بانتباه لبوتين وهو يشيد بالنمو الاقتصادي والاستقرار في روسيا خلال السنوات الثماني التي قضاها في السلطة ويدعو لبذل جهود جديدة لإنهاء اعتماد الاقتصاد على صادرات المواد الخام. وكان بوتين استهل خطابه بشكر مواطنيه لدعمهم «الذي لم يتوقف خلال سنوات حكمه منذ عام 2000». واستعرض ما كانت عليه روسيا يوم تولى مقاليد الحكم، مشيرا الى اخطار الحروب والإرهاب وتنامي حركات الانفصال التي هددت بقاء الوطن ووحدة اراضيه؛ في اشارة مباشرة الى الحرب في الشيشان والتوتر في شمال القوقاز الى جانب تسلط ممثلي رأس المال ممن كانوا يسمون بـ«الاوليغاركيا» وأباطرة الاعلام في اشارة الى ممثلي الدوائر اليهودية الذين استولوا على ابرز وسائل الاعلام المركزية من امثال فلاديمير غوسينسكي وبوريس بيريزوفسكي. ودان ضمنا السلطة السابقة ابان عهد سلفه بوريس يلتسين وما كانت عليه البلاد آنذاك، وقال انه استطاع انقاذها من الانهيار ووضع حدا لسيطرة «الاوليغاركيا وتدخلهم في شؤون الدولة والسياسة وضغطهم لاملاء ارادتهم لدي صناعة القرار السياسي». وعرض رؤيته حول تطور الدولة خلال السنوات الـ 12 المقبلة على نحو يشير الى احتمالات عودته في عام 2012 الى الكرملين لولايتين اخريين تنتهيان في عام 2020. وقال ان روسيا رفعت مستوى مواطنيها خلال السنوات الثماني الماضية بمقدار الضعفين ونصف الضعف الى جانب ارتفاع نسبة النمو الى 8.1% خلال العام الماضي وزيادة حجم الاستثمارات الاجنبية بمقدار سبعة اضعاف ليبلغ في عام 2007 ما قيمته 82.3 مليار دولار.

وأكد ان روسيا تشغل مكانتها اليوم ضمن البلدان السبع الكبار اقتصاديا، مشيرا الى انها ستتحول في القريب العاجل الى واحد من أهم المراكز المالية العالمية. وعرج الرئيس الروسي في حديثه عن تراجع نسبة الوفيات وازدياد نسبة المواليد وتراجع خطر المشكلة الديموغرافية، مؤكدا ما تحقق من انجازات في مجال الصحة والخدمات والإسكان والتعليم الذي قال انه يتطور في اطار احدث منجزات العصر. وحدد أولويات تطور روسيا في الفترة المقبلة في إطار تحديث صناعة الطائرات وسفن الفضاء والسفن والطاقة وبناء الطرق والجسور وتطوير بقية المجالات بما فيها مجال بناء الكوادر وتوفير فرص العمل.