وزير الدولة للحوار الوطني العراقي: مددنا جسور الثقة مع أطراف مهمة ونحاور بعثيين عبر وسطاء

أكرم الحكيم لـ«الشرق الاوسط»: جماعات مسلحة فضلت الحوار معنا وأخرى سلفية مع أميركا

أكرم الحكيم (تصوير: عبد الله السويسي)
TT

أكد أكرم الحكيم وزير الدولة لشؤون الحوار الوطني في العراق، أهمية استمرار مشروع المصالحة الوطنية في البلاد، معولا على التأثير الذي تلعبه العشائر في الحياة السياسية والتهدئة إضافة لدول الجوار. وقال الحكيم في حديث لـ«الشرق الاوسط»، إن هناك قوى في العراق، بعضها ما زال يرفع السلاح ضد «الاحتلال»، بدأت تمد جسوراً لبدء حوار مع الحكومة أو مع الولايات المتحدة الأميركية مباشرة، بما فيها مجموعات محسوبة على حزب البعث. وتحدث الحكيم اولا عن دور وزارته في المصالحة مع العشائر وتشكيل مجالس الصحوة، قائلا: «دعونا في أول مؤتمر عقدناه في بغداد قبل عام 2006 شخصيات عراقية عشائرية كانت تركت العراق واستقرت في الأردن وفي الإمارات وغيرها.. كما وفرنا لهم ضمانات أمنية؛ فعادوا وشاركوا.. هذا الموضوع تجسد أكثر في موضوع الصحوة.. ومع إنهم يشكون من ضعف الدعم لكنهم متعاونون مع الحكومة في حفظ الأمن، مثلما حدث في محافظة الأنبار». واوضح الحكيم ان الحوار في البدء كان بين الحكومة ومخالفيها، واضاف «لكن بمرور الزمن بدأنا نشعر بضرورة إجراء الحوار حتى بين الحكومة وأطراف العملية السياسية»، واضاف «هناك حاجة للحوار مع مجموعات أخرى، سواء حملت السلاح أم لم تحمله، شرط ألا ترفع السلاح في وجه المدنيين العراقيين أو الحكومة، وهناك بعض القوى بدأت تمد جسوراً مع الحكومة لبدء حوار، منها من كان أو ما زال، يرفع السلاح في وجه ما يسميه احتلالاً». واوضح الحكيم انه احصى «15 مجموعة مسلحة في العراق، من بينها مجموعات رئيسية يتراوح عددها من 4 إلى 5، منها مجموعات ضباط عسكريين لديهم محاور للتفاوض، ثم جاءت مجموعات محسوبة على حزب البعث السابق، وانقسمت لثلاث أو أربع كتل، هناك كتلة عزت الدوري (نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين)، وكتلة يونس الأحمد (قيادي سابق)، وكتلة أخرى وسطية، إضافة لكتلة كانت معنا في المعارضة منذ وجود صدام، وهي الأقرب إلى سورية في وضعها السياسي». وعن شروط هذه المجموعات للتفاوض مع الحكومة قال الحكيم ان لديهم «شروطا عديدة ومتفاوتة، يتم تلبية بعضها، ورفض بعضها الآخر». وقال ان «بعض المجموعات فضلت التحاور مع الولايات المتحدة الأميركية مباشرة، منها مجموعات سلفية دينية، وبعضها توصلت لهدنة مؤقتة لا تستهدف ما تسميه هي قوات احتلال، وهناك مجموعات أخرى بدأت تتلقى أموالا وسلاحا لمواجهة القاعدة في جنوب العراق». واضاف الحكيم «يُقال إن بعض القيادات في مجاميع الصحوة كانت في حزب البعث، لكن في تقديري، هذه المجموعات التي تواجه القاعدة تشكلت من العشائر، ومن الميدانيين.. معهم ضباط سابقون، ورجال أمن كانوا من فترة النظام السابق».

وحول شروط المقاتلين للدخول في حوار وفي العملية السياسية قال الحكيم، ان رفض الدستور من ابرز العناوين، على اعتبار أنه «لم يتم الاتفاق عليه من كل المكونات العراقية». وقال الحكيم ان حكومة المالكي تمكنت من مد جسور الثقة مع أطراف مهمة مثل «كتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي وجيش محمد، هذه الجهات دخلت بشكل غير مباشر، ليست كلها، بل بعضها، مع وسطاء للحكومة العراقية، وبعضها مثل كتائب ثورة العشرين، دخلت في حوار منذ أكثر من سنة مع ممثلي السفارة الأميركية في بغداد». غير ان الحكيم قال بانه «لا يوجد حوار مباشر بين حزب البعث والحكومة، لكن توجد اتصالات من خلال وسطاء»، واضاف ان «ملف حزب البعث من الملفات المطروحة ضمن ملفات المصالحة». وعن الاطراف البعثية التي تحاورها الحكومة قال الحكيم: «التقيت مع بعثيين معارضين لصدام سابقاً.. هؤلاء ميزتهم أنهم لم يكونوا مع صدام، على الأقل خلال ربع قرن الأخير.. توجد الآن اتصالات، لا أقوم أنا بها شخصياً، بل يقوم بها أناس مقبولون من الحكومة، في سورية وعمان، وأماكن أخرى في الخليج».

وعن الحوار بين الحكومة العراقية والمنطقة العربية قال الحكيم، ان «الأوان حان لنحقق التوازن في علاقات العراق الإقليمية بشكل أفضل»، داعيا الى بناء علاقات عربية مع العراق. واوضح ان هنالك ثلاثة ملفات مع سورية، وهي الحدود وملف البعثيين فضلا عن الجانب الاقتصادي ومشاكل العراقيين في سورية. وعن علاقة العراق بإيران قال الحكيم بان «إيران تصاعدت مخاوفها لمجيء القوات الأميركية إلى حدودها، والشيء الآخر هناك كلام حول وجود دعم مباشر لأجهزة إيرانية لمجموعات مسلحة موجودة في العراق». وقال الحكيم بان المختصين بالأمن «يقولون إن هناك دليلاً على وجود أسلحة متطورة وأحياناً فرص تدريب تحصل عليها بعض المجاميع في إيران، والبعض يقول إنها ليست من المجموعات الشيعية فقط، بل من مجموعات سنية متشددة». من جهة اخرى، قال الحكيم ان دول الجوار لها تأثير كبير في تهدئة الوضع في العراق، وأشار الى مبادرة السعودية في العام الماضي عندما جمعت علماء الدين في العراق للتقريب بين المذاهب في مكة المكرمة وأصدرت وثيقة مكة، إضافة إلى منع المتسللين عبر الأراضي السعودية.

وعن دور الجامعة العربية في ما يتعلق بمؤتمر المصالحة العراقية، الذي ينعقد في بغداد الشهر المقبل، قال الحكيم ان الجامعة ستشارك في الأعمال التحضيرية لهذا المؤتمر «كما إنها تشارك في المؤتمر باعتبارها هيئة حيادية، وهي قامت بجهد كبير في موضوع المصالحة من قبل، ومن ثم سوف نبني على الجهد السابق، ونستفيد من كل بنود الأجندات التي طرحت للمصالحة».