السودان: الجيش «يمشط» بلدتين غرب دارفور بالطائرات العسكرية

اقتراب توقيع اتفاقية تنظيم انتشار القوات الدولية في الإقليم المضطرب

TT

شن الجيش السوداني هجوماً على بلدتين في ولاية غرب دارفور امس، في عملية اعتبرتها الحكومة «تمشيط لدحر متمردين انسحبوا الى الاراضي التشادية». وصرح العميد عثمان محمد الأغبش الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة بأن الجيش قام بدحر المتمردين الذين انسحبوا إلى داخل الأراضي التشادية مخلفين وراءهم عدداً كبيراً من القتلى والجرحى والمعدات التي يجري حصرها، واضاف أن القوات المسلحة احتسبت شهيداً واحداً خلال العمليات وأربعة جرحى.

وقال شهود ومتمردون في دارفور، إن طائرات تابعة للحكومة السودانية والجيش وميليشيا، هاجموا البلدتين مما أسفر عن خسائر جسيمة بين المدنيين. وقال عبد العزيز نور عشر القائد الميداني لـ«حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور لـ«رويترز»: «هاجمت الحكومة بلدة ابو سروج هذا الصباح ... هجوم مباشر بعربات وخيول وقصف». واضاف: «انهم يهاجمون ايضا بلدة سيربا». وافاد ان التقديرات الاولية لعدد القتلى تصل الى حوالي 200 قتيل لكن يصعب التحقق من العدد حيث ان المهاجمين مازالوا في البلدتين.

وقال سكان في الجنينة عاصمة الولاية لـ«رويترز» انه يمكنهم سماع طائرات «أنتونوف» تحلق على مقربة وانهم سمعوا طائرات هليكوبتر. ويقول متمردو دارفور انهم يسيطرون على المنطقة شمال الجنينة، حيث قاتلوا قوات الجيش مرارا. ويقول عمال مساعدات ان الدخول الى المنطقة محظور.

وتزامنت هذه العملية في وقت تترقب اوساط سودانية ودولية الاعلان عن اتفاقية تحكم نشر قوات الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في اقليم دارفور. ومن المرتقب ان توقع الحكومة السودانية اتفاقية مع البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى «اليوناميد»، الاتفاقية التي تحكم وضع قوات حفظ السلام في دارفور ، بعد ان حسمت جملة خلافات بين الطرفين إبان لقاء الرئيس عمر البشير والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في العاصمة الإثيوبية اديس ابابا على هامش قمة الاتحاد الافريقي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال مدير إدارة السلام والشؤون الانسانية في وزارة الخارجية السفير الطيب علي أحمد لـ«وكالة السودان للأنباء» ان الجانب السوداني فرغ من المفاوضات مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في ما يتعلق بالاتفاقية التي تحكم وضع القوات وذلك بعد استعراض كافة الجوانب المتعلقة بها، خاصة فيما يتعلق بتحرك أفراد البعثة ودخولهم وخروجهم من البلاد والامتيازات التي توفرها لهم الدولة ووسائل الاتصالات التي تستخدمها البعثة.

الى ذلك، قدم رئيس البعثة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي رودلف ادادا وقائد القوات الجنرال مارتن لوثر اقواي تنويرا لاعضاء لجنة الامن والدفاع بالبرلمان، استمر زهاء الاربع ساعات، حول مهمة بعثة «اليوناميد»، والصعاب التي تعترض اكمال نشرها في دارفور.

وأكد ادادا في سياق رده على سؤال للصحافيين حول تصريحات الامين العام للامم المتحدة، التي قال فيها ان السودان سيقبل في نهاية الامر بالقوات النيبالية والتايلندية، ان بعثته لا تملك القرار فيما يتعلق بمشاركة الدولتين من عدمها. بينما أشار الجنرال أقواي الى ان العرض المقدم من اثيوبيا وبنغلاديش بدعم القوات الهجين بطائرات عمودية، سيخضع للمناقشة بين الحكومة وبعثة «اليوناميد». \وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني اللواء جلال تاور انه ينتظر وصول 1200 جندي مصري ومثلهم من إثيوبيا بنهاية الشهر الجاري، موضحاً ان القوة الدولية المكونة من 25 دولة افريقية، والمدعومة من 16 دولة اخرى، مازالت تتوالى في تكوينها على ان تكتمل بنهاية العام الحالي. واضاف ان العمل الفعلي للقوات يبدأ بعد توقيع اتفاق سلام موسع، بينما تنحصر مهمة القوات على حماية المدنيين وانفسهم، بجانب وجود جهاز مدني للقوة الهجين يسمح له بدخول معسكرات النازحين. من ناحية اخرى، يبدأ النائب الأول للرئيس ورئيس حكومة الجنوب الفريق سلفا كير ميارديت زيارة رسمية للقاهرة غدا يجرى خلالها مباحثات رسمية مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك تتناول أبرز التطورات على الساحة السودانية ومستجدات الوضع في دارفور والموقف علي الحدود السودانية التشادية. وذكرت مصادر مطلعة أن زيارة النائب الأول للقاهرة تستمر يومين يلتقي خلالها عدد من المسؤولين المصريين لمتابعة المشروعات المصرية بالجنوب التي تم الاتفاق عليها خلال زيارته الماضية إلى القاهرة والوقوف على الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية لإعادة الإعمار بالجنوب السوداني.

ومن جهة أخرى وصلت إلى الخرطوم امس طائرة خاصة على متنها اكثر من 90 من الرعاية السودانيين بتشاد حيث أقلتهم الطائرة من الكمرون التي فروا اليها في اعقاب هجوم المعارضين التشاديين على انجمينا الاسبوع الماضي، من بينهم اعضاء البعثة الدبلوماسية السودانية الذين غادروا العاصمة التشادية عقب الاحداث بعد مضايقات لحقت بعم عقب الهجوم، طبقا للمسؤولين في الخارجية السودانية.

وقال محمد عمر مدير الإدارة القنصلية بالخارجية ان السودانيين الذين وصلوا هم اعضاء السفارة السودانية في مقدمتهم السفير عبد الله الشيخ والعاملون في البنك الزراعي السوداني والمدرسة السودانية ومكتب الخطوط الجوية السودانية بانجمينا.