الحريري: لن نقبل أن نسلم لبنان للوصاية السورية ـ الإيرانية

حث على المشاركة في ذكرى اغتيال والده لـ«ردع من يحاول القيام بحرب أهلية»

TT

قال رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري «ان لبنان يتعرض لمؤامرة اغتيال مستمرة منذ 14 فبراير (شباط) 2005»، يوم مقتل والده الرئيس الراحل رفيق الحريري بسيارة مفخخة انفجرت لدى مرور موكبه في بيروت، ودعا اللبنانيين جميعا «للتصدي لهذه المؤامرة التي تهدف الى السيطرة على لبنان من جديد واعادة زمن الوصاية السورية عليه».

وكان النائب الحريري قد وصل صباح امس فجأة الى مدينة طرابلس بشمال لبنان، وعقد لقاءات مع رجال دين ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات من مدينة طرابلس وجوارها، واستقبل النائب الحريري كوادر تيار «المستقبل» في منطقة الشمال، في حضور النائبين مصطفى علوش ومصطفى هاشم ومنسق التيار في الشمال كبارة، وتحدث اليهم عن التحديات التي تواجه لبنان في هذه المرحلة، مشددا على «الدور الذي يمكن ان يلعبه كل لبناني لمواجهة هذه التحديات». واستقبل النائب الحريري حشدا من رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من طرابلس وعكار وزغرتا والجوار، في حضور النائبين هاشم وعلوش، وتحدث امامهم فقال: «لقد اغتالوا رفيق الحريري ليغتالوا لبنان كوطن، وذلك في اطار مخطط سياسي وامني اعد له قبل وقت طويل، وكان في اعتقادهم ان الناس ستنسى الرئيس الشهيد في خلال ايام معدودة، وقد دعوا الى فتح مجلس النواب بعد سبعة ايام من الاغتيال لمناقشة مشروع قانون الانتخابات الجديد وكأن شيئا لم يكن. ولكن ظنهم خاب ومخططهم فشل لأنكم انتم وسائر الوطنيين الحقيقيين، انتفضتم على هذه الجريمة الارهابية وقلبتم مخططاتهم رأسا على عقب، ورفضتم اغتيال لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري. واليوم وبعد ثلاث سنوات على الجريمة الارهابية هناك محاولة متجددة لاعادة اغتيال لبنان من قبلهم وكان ما شهده الشمال من مخططات ارهابية مختلفة احدى اوجه هذه المؤامرة». وأشار الى «كل الجرائم الارهابية التي حصلت وكذلك محاولة إحباط قيام المحكمة الدولية ومحاولة إسقاط الرئيس فؤاد السنيورة ومحاولة اجتياح بيروت والحرب التي شنت على لبنان ودمرت البلد والاقتصاد اللبناني، كما رأينا مشاريع تعطيل الحكومة والاقتصاد والمؤسسات الأمنية والمجلس النيابي، والآن يعطلون انتخابات رئاسة الجمهورية». وشدد الحريري على ان الاكثرية تريد «ان ننتخب وبأسرع وقت ممكن قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، ولا تطلب الا الشراكة الحقيقية، لا التعطيل الحقيقي الذي يسعون اليه (المعارضة)». وقال: «لقد عشنا مسلسل التعطيل في المجلس النيابي الذي قامت به الاقلية وعطلت الدولة برمتها فكيف سيكون الامر عليه لو اخذوا الثلث المعطل؟ هناك حملات تهويل وتهديدات واستفزازات متواصلة ضدنا لن نرد عليها، لانها تأتي من قبل اشخاص يعرف الجميع بأي لسان يتكلمون ولحساب من يقومون بكل ذلك. نحن لن نقبل ان نسلم لبنان، وان نعود الى ايام الوصاية السورية والايرانية. ان لبنان لجميع اللبنانيين، ونحن لا نريد الغاء احد ولا نقبل بان يهيمن الاخرون على حقوقنا وحقوق اللبنانيين، لان مشروعنا هو مشروع لبنان كما كان يريده الرئيس الشهيد، لكي يعيش اللبناني في وطنه بكرامة وحرية واستقلال كسائر المواطنين في الدول الاخرى».

وقال النائب الحريري أمام وفد من علماء طرابلس والشمال برئاسة المفتي مالك الشعار «ان النظام السوري الذي اغتال الرئيس رفيق الحريري يحاول اغتيال لبنان مجددا، ولكن لا علاقة للشعب السوري بذلك، فهو يعاني بدوره من هذا النظام كثيرا، وقد رأينا كم من المعارضين السوريين ادخلوا الى السجون في حين تم الافراج عن ارهابيين صدروا الى لبنان والعراق لقتل المسلمين بتعليمات مباشرة من هذا النظام الارهابي، الذي لا يريد سوى سفك الدماء لتحقيق مكاسب سياسية في مكان ما. في 14 فبراير (شباط) 2005 اغتيل الرئيس الحريري وكانت محاولة لاغتيال لبنان، وفي 8 مارس (آذار) حاولوا ان يقولوا انهم هم الذين يمثلون لبنان واللبنانيين وقدموا الشكر الى بشار الاسد والى نظام الوصاية على كل ما قام به. ولكن في 14 مارس (آذار) خرج اللبنانيون بكثافة فاقت كل التوقعات واكدوا ايمانهم بلبنان سيدا وحرا وعربيا ومستقلا». واضاف: «ان ما حصل في 8 مارس (آذار) 2005 يتكرر كل يوم منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم بأوجه مختلفة كان آخرها احراق الدواليب في عدد من المناطق اللبنانية، ونحن من واجبنا في 14 فبراير ( شباط) 2008 ان نتذكر رفيق الحريري وفاء له ولسائر الشهداء الذين سقطوا في هذه المسيرة، ووفاء لكل اللبنانيين، ولمنع تكرار اغتيال لبنان ومنع عودة النظام السوري اليه من جديد، ولردع كل من يحاول القيام بحرب اهلية. ان نزولنا بكثافة الى ساحة الشهداء هو الرد الذي سيردعهم، وعندما يرون هذا التجمع الكبير المسالم من الناس التي تقف مجددا بعد كل ما تعرضت له لتقول انها لن ترضخ ولن تسمح لأي كان ان يركعنا».