سلفا كير في القاهرة: نعمل على وحدة السودان وعلاقتي مع البشير إيجابية

رئيس الوزراء المصري: نواصل مساعينا لإنهاء التوتر في دارفور وعلى الحدود مع تشاد

رئيس الوزراء المصري احمد نظيف خلال لقائه أمس في القاهرة النائب الاول للرئيس السوداني سلفا كير (أ.ب)
TT

أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف، أن مصر تعمل مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين، لإنهاء التوتر في دارفور، وعلى الحدود مع تشاد، مشيرا إلى حرص مصر على المشاركة في قوات الأمم المتحدة في جنوب السودان، وقوات حفظ السلام في دارفور. وقال نظيف في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع سلفا كير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني، عقب انتهاء جلسة مباحثات بينهما أمس بالقاهرة، ان مصر ملتزمة بجهود إعادة الأعمار وتحقيق التنمية في كافة أرجاء السودان، وفي جنوبه بشكل خاص، بالتعاون مع حكومة السودان وحكومة الجنوب، مشيرا إلى انه تم خلال جلسة المباحثات، بحث عدد من المشروعات في مجالات كثيرة، مثل توفير الكهرباء والطاقة لمدن الجنوب، وكذلك التعليم والتعليم العالي، وإنشاء المدارس وإنشاء فرع لجامعة الإسكندرية في جنوب السودان. كما تمت مناقشة التعاون والمساعدة في مجال الصحة، وإنشاء مستشفيات ووحدات صحية، وفي مجال الزراعة والري والمجرى الملاحي لنهر النيل لنقل الافراد والبضائع لربط شمال السودان بجنوبه، وكذلك ربط السودان بمصر. وقال إن هناك عددا من المشروعات التى يجرى تنفيذها وأخرى يجرى دراستها تخصص لها الحكومة المصرية بعض الموارد. وأوضح رئيس الوزراء المصري، أن الوفد السوداني طرح أفكارا لجذب الاستثمارات المصرية والعربية في عدة مجالات، مشيرا الى أن الاستثمار الخارجي مهم لدفع عملية التنمية في الجنوب. من جانبه قال سلفا كير، إن لدى بلاده مشروعات كبيرة وطموحة مع مصر، التي وصفها ببلده الثاني، مشيرا إلى وجود الملايين من السودانيين يعيشون في مصر، وأنها كانت من أوائل الدول التي فتحت قنصلية لها في جوبا، في أعقاب توقيع اتفاق السلام، موضحا انها القنصلية الأنشط بين القنصليات العاملة في جنوب السودان. وأكد سلفا كير على وحدة السودان شمالا وجنوبا، قائلا «هذا ما نعمل عليه الآن، من خلال تنفيذ الالتزامات التى ينص عليها اتفاق السلام بين الشمال والجنوب». ووصف علاقاته مع الرئيس البشير بأنها إيجابية «وإن كانت لدينا خلافات حول تطبيق اتفاقية السلام، فهذا شأن طبيعي».

وردا على سؤال حول مشروع قناة جونغلي (مشروع مائي مصري سوداني، توقف العمل به نتيجة حرب الجنوب)، قال الدكتور أحمد نظيف «هذا المشروع تمت مناقشته بالفعل، وكان على أجندة أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين»، مضيفا أن هناك اتفاقا لإعادة دراسته بعد توقفه منذ منتصف السبعينيات، وأن هناك اتفاقا عاما لإعادة بحثه وهو مشروع يحتاج إلى موارد مالية ضخمة». وقال نظيف «هناك شركات مشتركة مع السودان تعمل في مجالات مختلفة مثل الزراعة، وأن التحدى الحقيقي ليس التمويل، بل إنشاء البنية التحتية»، وأوضح أن «هناك فرصا كبيرة للاستثمار في مجالات النقل والطرق كعنصر أساسي في إقامة البنية التحتية، وخدمة جهود التنمية». وأوضح نظيف أن مصر تتعاون مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، مثل البنك الدولي في تمويل مشروعات كبيرة لخدمة جنوب السودان. من جانبه أكد السفير عبد المنعم مبروك سفير السودان في مصر، أنه تم الاتفاق على إجراء المزيد من المشاورات بين الخبراء والوزراء المرافقين للنائب الأول، ونظرائهم المصريين للاتفاق على المزيد من المشروعات والافكار التي تساهم في تنمية واستقرار الجنوب. وقال مبروك لـ«الشرق الأوسط» إن سلفا كير أكد خلال المباحثات، حرص السودان على تعزيز العلاقات مع مصر، وقدم شرحا للتطورات الراهنة في السودان، ومسار تنفيذ اتفاق السلام الشامل والأوضاع في دارفور. كما قدم شرحا لجهود حكومة الجنوب لتوحيد فصائل دارفور، للدخول برأي موحد في مفاوضات مباشرة مع الحكومة السودانية.

وأشار السفير السوداني، إلى أن الجانبين، أكدا على أهمية العون المصري لجنوب السودان، وأكدا أيضا على ضرورة بذل مزيد من الجهد لجذب الاستثمارات المصرية إلى جنوب السودان، خاصة في مجال البنيات التحتية، مشيرا إلى أن سلفا كير سيلتقي الرئيس المصري اليوم «الأربعاء» في ختام زيارته لمصر.