أوباما يقترب من إحداث «الانقلاب».. وتصدع جديد في فريق حملة هيلاري

اكتسح واشنطن وفرجينيا وميرلاند وتجاوز كلينتون في عدد المندوبين

TT

اقترب المرشح الديمقراطي باراك اوباما من إحداث «انقلاب» في السياسة الاميركية والتاريخ الاميركي برمته، بعد ان واصلت ماكينته الانتخابية التقدم بطريقة مذهلة في الانتخابات التمهيدية، التي ستقرر مرشح الديمقراطيين والجمهوريين في السباق الرئاسي. وفاز اوباما أول من أمس في منطقة واشنطن الكبرى (أو مقاطعة كولومبيا) التي تضم العاصمة الاميركية وولايتي فرجينيا وميرلاند، في حين حافظ المرشح الجمهوري جون ماكين على تفوقه، الذي يقترب من حد الفوز النهائي، بعد ان فاز بدوره في واشنطن وفرجينيا وميرلاند.

وتفوق اوباما بطريقة واضحة في عدد المندوبين على منافسته هيلاري كلينتون، التي انتقلت الى تكساس لمواصلة حملتها الانتخابية في ظل تصدع فريقها الانتخابي. وفي احصاء مؤقت طبقاً لشبكة سي ان ان، اصبح رصيد اوباما 1215 مندوبا، وتراجع نصيب هيلاري الى 1190 مندوباً لمؤتمر الحزب الديمقراطي، الذي سيحسم في الصيف اسم المرشح للسباق الرئاسي.

وقال معلقون في شبكات التلفزيون الاميركية بشأن تقدم اوباما في سبع ولايات متتالية منذ يوم السبت، ان فكرة وصول رئيس من الاقليات اصبحت تغري الاميركيين، أكثر من وصول سيدة الى البيت الابيض، إذ ان الاميركيين يعتقدون انهم بذلك سيتفوقون على الاوروبيين الذين جربوا في اكثر من حالة تولى امرأة قيادة الدولة، لكنهم لم يجربوا قط ان تكون رئاسة الدولة لشخص من الاقليات في البلدان الاوروبية.

وكان فوز اوباما في انتخابات أول أمس كاسحاً عكس ماكين الذي واجه منافسة حادة في فرجينيا مع المرشح العنيد الرافض للانسحاب مايك هاكبي، حيث فاز ماكين بنسبة 50 بالمائة، وحصل مايك هاكبي على نسبة 41.

وفاز اوباما باغلبية كبيرة في فرجينيا، حيث بلغت النسبة التي حصل عليها 64 بالمائة وحصلت هيلاري على 35 بالمائة، معظمها من اصوات اللاتينيين (هاسبانيك)، وهي نقطة الضعف الاساسية لاوباما، وتبين ذلك في الولايات التي يشكلون فيها كتلة انتخابية مهمة. وفي واشنطن العاصمة حيث يشكل الاميركيون الافارقة نسبة 60 في المائة من السكان، اكتسح اوباما المدينة بنسبة 75 بالمائة وحصلت هيلاري على 24 بالمائة.

وفي ميرلاند كان أداء اوباما طيباً، حيث حصل على 62 بالمائة، في حين كانت نسبة هيلاري 35 بالمائة. وكان قاض قد قرر تمديد موعد الاقتراع في ميرلاند ساعة ونصف الساعة، بعد الوقت المقرر بسبب رداءة احوال الطقس، حيث تساقطت الثلوج على الطرق مما أدى الى عرقلة حركة المرور.

وفي غضون ذلك قال اوباما امام انصاره في ولاية ويسكنسن في الشمال، التي ستجرى فيها الانتخابات التمهيدية الثلاثاء المقبل، تعليقاً على فوزه في فرجينيا وميرلاند وواشنطن: «نحن نسير في الطريق»، وخصص كلمته لانتقاد جون ماكين، خاصة قوله إن الحرب في العراق ربما تستمر 100 سنة. وقال متهكماً: «جورج بوش ليس على بطاقة الاقتراع، لكن سياسته على البطاقة»، في إشارة الى ان ماكين سيطبق السياسات نفسها. وفي المقابل انتقلت هيلاري كلينتون الى تكساس حيث تراهن على الفوز. وألقت كلمة لم تتطرق فيها الى هزيمتها الثانية في ثلاث ولايات دفعة واحدة، وقالت إنها تنظر الى الامام وليس الى الخلف. وفي غضون ذلك استقال مايك هنري نائب مدير حملتها الانتخابية، بعد يوم واحد من استقالة مديرة الحملة باتي سوليس دويل وتعيين ماغي ويليامز مكانها. وقال هنري في بيان له «احتراما لماغي وفريقها الجديد اعتقد انني اتخذت الخيار الصائب، لان حملتنا بحاجة الى بناء فريق قيادي جديد بسرعة من اجل القيام بالتصحيحات اللازمة بهدف الفوز، بعدما عملنا بجهد كبير منذ نحو عام». يذكر ان هنري كان يعتبر «رجل التنفيذ» في التخطيط لحملة كلينتون وادارتها. وفي الجانب الجمهوري يبتعد ماكين كثيراً عن هاكبي، حيث يتوفر في إحصاء مؤقت على 812 مندوباً، وما يزال هاكبي خلفه بمسافة كبيرة حيث حصل على 217 مندوباً. وتحدث ماكين في مدينة الكسندريا (فرجينيا) بعد الاعلان عن فوزه في فرجينيا وميرلاند وواشنطن العاصمة، ووجه انتقادات لاذعة للديمقراطيين. وقال إن سياستهم ستهدد أمن الولايات المتحدة.