شيخ الأزهر: من حق أي دولة امتلاك التقنية النووية شرط استعمالها بالخير

قال إن الإسلام أوجب على المسلمين إعداد القوة في مجال العلم الدنيوي بجانب الديني

TT

أيَّدَ شيخ الأزهر، الدكتور محمد سيد طنطاوي، حق أي دولة في امتلاك التقنية النووية شرط أن تستعملها في الخير، في رده على سؤال حول المشاريع النووية الإيرانية، قائلا إنه لو كان في عهد أبي بكر الصديق قنبلة ذرية، لأمر خالد بن الوليد أن يحارب أعداء الإسلام بمثلها. ومن جهتهم أقرَّ العلماء المشاركون في الملتقى الدولي الثالث لخريجي الأزهر، الذي تستضيفه ماليزيا منذ أول من أمس، ويضم علماء من 95 دولة، اقتراحاً لرئيس الوزراء الماليزي، داتو سرى عبد الحميد بدوي، لـ«الإصلاح الاقتصادي والقضاء على مشكلة الفقر في العالم الإسلامي»، يشمل بناء قاعدة قوية لتبادل المعلومات وتوطين التكنولوجيا الحديثة بما يتيح لبلدان العالم الإسلامي تنمية مواردها الذاتية، واستغلالها بشكل أفضل. وعلى هامش فعاليات الملتقى، أكد شيخ الأزهر، أن الإسلام أوجب على المسلمين إعداد القوة، وخاصة القوة في مجال العلم الدنيوي، بجانب العلم الديني، لافتاً، في محاضرة ألقاها بمناسبة منحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة العلوم الإسلامية بماليزيا، إلى أن القوة تكون أكثر نفعا عندما تستخدم فيما أحله الله. وقال شيخ الأزهر: «الأمة الإسلامية بحاجة لتتعلم، وتعلم أن الأخذ بأسباب التقدم، وبناء قاعدة علمية كبيرة لحاضرها ومستقبلها، هو فرض إسلامي»، مشيراً إلى أن «أسلافنا الأوائل كانوا أكثر منا وعيا بقضية تعلم العلم النافع وتسخيره في خدمة المسلمين، وذلك حين أمر أبو بكر الصديق، خالد بن الوليد، عندما أرسله لإحدى الغزوات قائلا له (حاربهم بمثل ما يحاربونك به)».

وأضاف الدكتور طنطاوي موضحاً أنه كان لو كان في عهده (عهد أبي بكر الصديق) توجد القنبلة الذرية لقال له (لابن الوليد) حاربهم بالقنبلة الذرية، مشيراً إلى أن «الإسلام دين يمد يده بالسلام إلى كل من يمد إليه يده بالسلام»، وأن «من المسلمين من هم، بفعلهم وقولهم، يسيء إلى الإسلام».

وقال شيخ الأزهر: «لنكن منصفين في أحكامنا.. الغرب ليس كله شر وليس كله خير.. ففيه ناس فضلاء يحترمون الإسلام، وبعضهم يؤمن به، ولا يمكن تعميم القول، فهنالك عقلاء منهم، من الأحسن أن نذهب إليهم ونتعلم منهم العلوم المفيدة، وهنالك الكثير من المسلمين حصلوا على درجات علمية من الجامعات الغربية، ويعاملوننا معاملة طيبة». ورداً على أسئلة من طلاب بجامعة العلوم الإسلامية الماليزية، قال شيخ الأزهر، حول المشاريع النووية التي تجريها إيران والضغوط التي تواجهها، إن «كل مشروع لا تستعمله الدولة إلا في الخير فمرحباً به، وأؤيده كل التأييد»، مؤكد أن «الإسلام دين الاتحاد.. ولا فرق بين مسلم سُني، وشيعي، وكردي، وعربي، وغربي، وشرقي، وشمالي، وجنوبي، لأنهم جميعا تجمعهم عقيدة واحدة، وهي إخلاص العبادة لله رب العالمين». وتضمَّن الاقتراح الذي وافق عليه الملتقى، والمقدم من رئيس الوزراء الماليزي، العمل على إدخال إصلاحات على مناهج التعليم تتيح للدارسين في المدارس والجامعات بالعالم الإسلامي القدرة على التفكير والإبداع لمسايرة ركب التقدم العالمي في شتى المجالات.