القاضي بروغيير لـ «الشرق الأوسط»: الحرب الاستباقية جنبت فرنسا هجمات إرهابية

TT

قال القاضي الفرنسي المختص في قضايا محاربة الإرهاب، جان لوي بروغيير، إن «مستوى التهديد الإرهابي ضد فرنسا مرتفع جدا»، مشيراً إلى أن «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» هي مصدر هذا التهديد.

وأوضح بروغيير لـ«الشرق الأوسط»، إن الوجود العسكري الفرنسي في أفغانستان، وسعي باريس لتقوية علاقاتها بالولايات المتحدة الأميركية «معطيان تستغلهما القاعدة لتبرير تصعيد تهديدها ضد فرنسا ورعاياها في شمال إفريقيا». وحذر بروغيير من نشاط شبكات متطرفة موالية لتنظيم «القاعدة» بفرنسا، قال إنها قادرة على تنفيذ هجمات ضد أهداف محددة فوق التراب الفرنسي. وأضاف: «لا تزال هذه الشبكات نشطة وقد شكلت مصدرا لتغذية خلايا التجنيد للعراق بعد 2003، وهي قادرة على تنظيم اعتداءات بفرنسا».

واشتهر القاضي بروغيير بالتحقيق في تفجيرات مترو أنفاق باريس، صيف 1995، التي نفذتها «الجماعة الاسلامية المسلحة» الجزائرية عندما كانت في أوج قوتها. وعرف أيضا بالتحقيق في حادثة خطف طائرة فرنسية بمطار الجزائر العاصمة نهاية 1994، وفي اغتيال 7 رهبان فرنسيين بجنوب العاصمة الجزائرية عام 1995. وكانت العمليتان من تنفيذ نفس الجماعة.

وقال بروغيير إن «سياسة الحرب الاستباقية»، التي خاضتها فرنسا ضد خلايا الجهاديين فوق أرضها «مكنتها من تجنب ضربات استعراضية»، مشيراً إلى أن الفضل في ذلك يعود إلى «التنسيق المحكم» بين مصالح التحقيق القضائي التي يشرف عليها، وجهود المخابرات الفرنسية.

وهدد «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، فرنسا بضرب مصالحها واستهداف رعاياها في منطقتي المغرب العربي والساحل الأفريقي. وغادر العشرات من الفرنسيين الموظفين في شركات فرنسية وأجنبية، الجزائر نهاية 2007 و2008 بناء على تقارير استخباراتية تتحدث عن مخططات إرهابية لخطفهم. وأفاد جان لوي بروغيير الذي خسر في انتخابات البرلمان الفرنسي العام الماضي، بأن المتشددين المغاربيين الذين يقصدون «أراضي الجهاد»، سيعودون إلى بلدانهم الأصلية لتنفيذ هجمات بها. وكشف عن أن المناطق الأكثر استقطابا للجهاديين، هي العراق وأفغانستان وكشمير وكوسوفو والبوسنة والشيشان.