الباكستانيون أدلوا بأصواتهم وسط تأهب أمني وأجواء متوترة

المعارضة تحذر من تزوير الانتخابات

TT

أغلقت مراكز الاقتراع ابوابها في الانتخابات العامة الباكستانية بعد عملية إدلاء بالأصوات وصفت بأنها بطيئة. وأدلى الناخبون الباكستانيون منذ الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي وحتى الخامسة مساء في انتخابات عامة يمكن ان تؤدي الى عودة برلمان مستعد لعزل الرئيس برويز مشرف حليف الولايات المتحدة من السلطة. وبدأت في وقت لاحق عملية فرز أصوات الناخبين، وسط أجواء متوترة، ومخاوف لدى أحزاب المعارضة من حدوث عمليات تزوير، رغم تعهد الرئيس برويز مشرف بأن تكون «شفافة ونزيهة وديمقراطية». وقد أدلى الناخبون الباكستانيون بأصواتهم امس، لانتخاب 342 عضواً في الجمعية الوطنية الباكستانية (البرلمان(.

وحذر الحزبان المعارضان الرئيسيان، «حزب الشعب» و«حزب الرابطة الإسلامية»، من عمليات تزوير على نطاق واسع، وهددا بالقيام بعمليات احتجاج واسعة ما لم تكن الانتخابات نزيهة. وطغت المخاوف من اعمال العنف التي يقوم بها المتشددون على الحملة الانتخابية. وقالت مصادر مطلعة ان هناك عشرة اشخاص على الاقل قتلوا في اشتباكات بين الاحزاب المناوئة في منطقة البنجاب». وفي مكان غير بعيد، في وادي سيوات اصيب مركزان للاقتراع بأضرار اثر انفجارات قبيل بدء التصويت عند الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش. لكن التفجيرات لم تسفر عن اصابات. وترتدي هذه الانتخابات التشريعية اهمية كبيرة لجمهورية باكستان الاسلامية التي يبلغ عدد سكانها 160 مليون نسمة بينما تتابعها الاسرة الدولية بقلق عميق. وقد ضاعفت الولايات المتحدة ضغوطها على الرئيس برويز مشرف حليفها الاساسي في «الحرب على الارهاب». وترى واشنطن ان الاسلاميين يهددون دولة اساسية لاستقرار المنطقة وتؤكد ان تنظيم القاعدة وحركة طالبان اعادا بناء قوتهما في المناطق القبلية على الحدود مع افغانستان.

وتهدف الانتخابات الى اختيار برلمان جديد سيتم منه اختيار حكومة ورئيس وزراء لحكم البلاد بالتعاون مع قائد الجيش السابق الرئيس برويز مشرف وتمثل استكمالا للانتقال الى الحكم المدني. وتهدف ايضا الانتخابات التي اجلت من الثامن من يناير (كانون الثاني) بعد قتل بوتو الى اختيار مجالس في اقاليم باكستان الاربعة.

وعلى الرغم من الانتشار الأمني الكبير، حيث تم نشر حوالي نصف مليون من قوات الأمن الى جانب 80 الف جنديا لتأمين الانتخابات إلا انه سجلت اعمال عنف وهجمات مسلحة وتفجيرات في عدة مناطق في انحاء البلاد مما ساهم في تردد العديد من الناخبين في الذهاب للإدلاء بأصواتهم. وقتل مهاجم انتحاري 47 شخصا في هجوم على انصار زعيمة المعارضة الراحلة بي نظير بوتو يوم السبت. وكانت الانتخابات قد أجلت بعد مقتل بوتو في هجوم يوم 27 ديسمبر لدى مغادرتها تجمعا انتخابيا في روالبندي. وسلط اغتيالها الضوء على مشاعر القلق بشأن مستقبل باكستان المسلحة نوويا في وقت توجه فيه الاتهامات لتنظيم القاعدة بمحاولة زعزعة استقرار باكستان التي يبلغ عدد سكانها 160 مليون نسمة. ورغم انها ليست انتخابات رئاسية فمن المتوقع ان يكون الاستياء الشعبي من مشرف القائد السابق للجيش عاملا حاسما في الانتخابات التي جرت لاختيار برلمان جديد ومجالس اقليمية. غير ان المعارضة تقول ان عمليات التزوير قبل الانتخابات تضر بفرصها.

وفي مؤتمر صحافي في مدينة لاهور بشرق باكستان قال رئيس الوزراء الاسبق نواز شريف الذي اطاح به مشرف في انقلاب عام 1999: «بات جليا ان هناك خطة واسعة النطاق لتزوير الانتخابات وضعت موضع التنفيذ». وتعهد شريف وحزب المعارضة الرئيسي الاخر وهو حزب الشعب الذي كانت تتزعمه بوتو والذي اعتلى موجة التعاطف منذ اغتيالها بتنظيم احتجاجات اذا سلب منهما الفوز بالغش.

وقال شريف: «يجب ان نفوز نحن وحزب الشعب بأكثر من اغلبية بسيطة. اذا حرمنا من ذلك فهذا يعني حدوث تزوير واسع النطاق وسندعو كلانا لتنظيم احتجاجات». وقال لطيف خوسا وهو عضو بارز بمجلس الشيوخ عن حزب الشعب الباكستان للصحافيين ان حلفاء مشرف اعدوا المئات من مراكز الاقتراع التي سيتم فيها ملء صناديق الاقتراع بأصوات مؤيدة لحزب الرابطة الاسلامية الباكستانية «جناح القائد الاعظم» الذي يدعم مشرف. وقد تثير احتجاجات في الشوارع على نتيجة الانتخابات تساؤلات بشأن رد فعل الجيش. ولكن اذا ابلت المعارضة بلاء حسنا كما تشير استطلاعات الرأي فان برلمانا معاديا قد يطعن في دستورية اعادة انتخاب مشرف كرئيس للبلاد لفترة اخرى مدتها خمس سنوات من قبل البرلمان السابق. وهذا ايضا قد ينذر بموجة من الاضطرابات. وتضررت شعبية مشرف حليف الولايات المتحدة عندما حاول اقالة كبير القضاة الباكستانيين في مارس اذار وقيامه في نوفمبر بفرض حالة الطوارئ لمدة ستة اسابيع لاعاقة أي طعون قانونية على اعادة انتخابه. لكن زوج بوتو اتخذ نهجا تصالحيا بالقول بان حزبه سيشكل حكومة موسعة اذا فاز في الانتخابات وانه يريد التفاوض مع المؤسسة التي يقودها الجيش بشأن زيادة صلاحيات البرلمان.

وينحي الكثير من الباكستانيين باللائمة على الحكومة في ارتفاع الاسعار ونقص المواد الغذائية. وليس من المتوقع حصول اي من الاحزاب الرئيسية حزب الشعب الباكستاني او حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية جناح القائد الاعظم الذي يدعم مشرف او حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية جناح نواز شريف على اغلبية مما يعني ان من المرجح تشكيل حكومة ائتلافية. وقال حزب شريف انه لن يدخل الحكومة في ظل وجود مشرف كرئيس للبلاد. لكن اصف علي زرداري زوج بوتو قال ان حزبه يرغب في اقامة حكومة ذات قاعدة واسعة. وقال زرداري الرئيس المشارك للحزب في خطاب: «سنحاول جمع جميع الاعداء والاصدقاء سويا». وقال المحلل السياسي احمد رشيد ان مشرف يريد اقامة تحالف بين حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الاسلامية الباكستانية جناح القائد الاعظم. اما الاحزاب الاسلامية التي تسيطر على الشمال الغربي والذي تصاعد فيه العنف منذ يوليو تموز عندما اقتحمت القوات الباكستانية مسجدا للمتشددين في اسلام اباد فمن المتوقع ان تدفع الثمن غاليا في الانتخابات. وتم فرز الاصوات في مراكز الاقتراع ومن المتوقع البدء في اعلان النتائج عند منتصف الليل.وستتضح الرؤية بحلول صباح اليوم.