سيلفان شالوم يدعو أوروبا لعدم انتظار قرار جديد من مجلس الأمن حول إيران

قال إن السلام مع سورية يعتمد على إغلاق معسكرات حماس والجهاد

TT

يقوم عضو «الكنيست» الاسرائيلي وزير الخارجية الاسرائيلي السابق سيلفان شالوم بجولة اوروبية انطلقت من لندن لإقناع الدول الاوروبية بتبني عقوبات على ايران وتشديد اجراءات عزلها. وفي لقاء مع مجموعة من الصحافيين في العاصمة البريطانية أمس، قال شالوم: «لا يمكن تضييع المزيد من الوقت في انتظار اصدار قرار جديد من مجلس الامن ضد ايران، علينا العمل الآن». وانتقد شالوم الموقفين الروسي والصيني ازاء ايران، وقال: «النظام الحالي في روسيا يعود الى ايام الحرب الباردة... والصين تعتمد اكثر فأكثر على الطاقة من ايران»، مشيراً الى عقد صيني مع ايران بقيمة 75 مليار دولار لتزويدها بالغاز. وأضاف: «روسيا والصين تحاولان اضعاف قرار مجلس الامن ضد ايران... علينا عدم انتظارهما». وتابع انه بامكان الولايات المتحدة واوروبا لعب دور فعال في عزل ايران وإجبارها على ترك سلاحها النووي، موضحاً: «غالبية التجارة الايرانية مع اوروبا والامم المتحدة». وقال انه سيحث المسؤولين البريطانيين الذين سيلتقيهم، بمن فيهم سايمون مكدونلد مستشار رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، على ضرورة اتباع هذه السياسة. واكد شالوم أن الخيار العسكري وضرب ايران «ليس خياراً جيداً»، مضيفاً انه «يمكن للدبلوماسية ان تنجح مثلما نجحت في ليبيا». واضاف: «لا اظن علينا الحديث عن الخيار العسكري وعلينا التركيز على المسار الدبلوماسي». وكرر شالوم الموقف الاسرائيلي تجاه ايران، وهو انها «تشكل تهديداً مشتركاً للعالم»، مضيفاً انها «تسعى الى الحصول على سلاح نووي بالإضافة الى تطوير صواريخ بعيدة المدى يمكنها ان تصل عواصم اوروبية وجنوب روسيا».

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول التناقض بين المطالبة بوقف البرنامج النووي الايراني وعدم الوضوح حول البرنامج النووي الاسرائيلي، قال شالوم: «لا يعرف احد اذا كان لدى اسرائيل سلاح نووي وهذا امر مهم». وأضاف: «لا يمكن المقارنة بين الدكتاتورية (ايران) والديموقراطية (اسرائيل) وحتى اذا كان لدينا القابلية النووية لن يكون بامكان شخص واحد اتخاذ قرار استخدام القنبلة النووية والامر ليس كذلك في ايران». وتابع: «ايران تقول علناً انها تريد تدمير اسرائيل ولكن نحن لا نريد ان ندمر اية دولة، ايران او غيرها»، ممتنعاً عن توضيح السياسة الاسرائيلية حول امتلاك قنبلة نووية. وعن احتمال نشوب حرب بين اسرائيل وحزب الله في لبنان، قال: «مازالت ايران ترسل صواريخ الى حزب الله، حتى ان لديهم صواريخ الان اكثر من الفترة قبل حرب 2006، كما ان قرار مجلس الامن (1701) لحل حزب الله فشل في ذلك وان جنودا اسرائيليين مازالوا مختطفين»، من دون ان يوضح فرص احتمال نشوب حرب بين الطرفين. ودار حديث مطول بين شالوم وصحافيين عرب امس حول ضرورة حل القضية الفلسطينية من اجل «نزع حجة المتطرفين» في منطقة الشرق الاوسط. ورفض شالوم هذه الحجة قائلاً: «حتى اذا عدنا الى حدود حرب 1967 لم نتخلص من مطالب جهات مثل حماس والنظام الايراني بالأراضي ما قبل 1967 أو غير ذلك». ولكنه سرعان ما استدرك ان تصريحاته قد تفهم على انها عدم رغبة اسرائيلية في احلال السلام مع الفلسطينيين، ليقول: «بالطبع هذا لا يعني اننا لا نريد السلام ونحن ملتزمون عملية السلام». واعتبر شالوم ان اية محاولات للتفاوض مع «حماس» ستكون «طعنة في ظهر (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس و(رئيس الوزراء الاسرائيلي) سلام فياض»، مضيفاً انهما «اول من يعارض ذلك». وقال شالوم: «اننا نريد السلام مع سورية ولبنان وفلسطين»، موضحاً: «نريد السلام مع سورية وهذا امر مهم جداً، ولكن لا يمكن للسوريين القول بأنهم يريدون السلام وفي الوقت نفسه يدربون ويحتضنون اعداءنا الذين يريدون قتلنا مثل عناصر الجهاد وغيرها». وأضاف ان السلام مع سورية يعتمد على «اغلاق معسكرات التدريب لحماس والجهاد في سورية، وفي حال حصل ذلك الرأي العام الاسرائيلي نفسه سيدفع الحكومة لابرام اتفاقية سلام مع سورية». وشدد على انه اول من اتبع «سياسية تحسين العلاقات مع المعتدلين في المنطقة وعزل المتطرفين» اثناء توليه وزارة الخارجية الاسرائيلية بين عامي 2003 و2006. وأضاف: «اثناء علاقاتي مع قادة عرب ومسلمين كنت اؤكد عليهم بانهم اذا ارادوا ان يؤثروا على السياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين عليهم تحسين علاقاتهم مع اسرائيل»، موضحاً انه ينوي العمل على تقوية العلاقات الاسرائيلية بالدول الاسلامية والعربية في حال عاد «حزب الليكود»، وهو الشخص الثاني في الحزب، المرشح لرئاسة الحكومة. ويتصدر حزب الليكود استطلاعات الرأي في اسرائيل حالياً مما يزيد من فرصه للعودة الى الحكومة في حال عقدت انتخابات مبكرة، ويذكر ان الموعد المحدد للانتخابات هو خريف عام 2010 ولكن من المتوقع ان تجرى انتخابات مبكرة نهاية العام الحالي او بداية العام المقبل.