قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا: لن ننشئَ قواعدَ دائمة

البنتاغون ينفي ارتباط الوجود العسكري بمنافسة الصين حول الموارد النفطية

TT

صرح قائد القيادة العسكرية الاميركية في افريقيا (افريكوم)، الجنرال ويليام وارد، امس بأن استراتيجية الجيش الاميركية في القارة الافريقية مبنية على «الأمن الفعال، أي منع حدوث الازمات بدلاً من الرد على الأزمات بعد نشوبها». وأكد وارد ان العمل على منع حدوث الازمات يتضمن استراتيجية «دعم التنمية والاقتصاد المستدام»، بالاضافة الى دعم جيوش القارة الافريقية، ولكنه شدد على ان سياسة الولايات المتحدة لا تتضمن «انشاء قواعد عسكرية دائمة في افريقيا، ولن نقوم بصناعة القرار»، مضيفاً: «لا نريد عسكرة القارة».

وشرح وارد أن انشاء القيادة العسكرية الاميركية في افريقيا ليس «تغييراً في سياستنا وانما اعادة تنظيم عملنا هناك»، مشيراً الى ان الاهداف الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة في افريقيا لم تتغير، ولكن عمل الجيش الاميركي في افريقيا سيكون تحت مظلة قيادة عسكرية موحدة بدلاً من توزيعها على قيادات ثلاث، وهي «القيادة في المحيط الهادي» و«القيادة المركزية» و«القيادة الاوروبية». وأضاف: «سننظر الى افريقيا من خلال عدسة واحدة وضمن نظرة اكثر شمولية حول كيفية نظرنا الى العالم». وجاءت تصريحات وارد أثناء مشاركته في مؤتمر حول «افريقيا والامن الاميركي» استضافه «معهد دراسات الخدمات الموحدة» البريطاني «روسي» في لندن امس. وشدد وارد على التزامه «العمل مع جميع شركائنا من الدوائر الحكومية الاميركية وشركائنا الافارقة من دول ومنظمات اقليمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وكل من له دور في بناء الامن البعيد الأمد في افريقيا»، مؤكداً «لقد تعلمنا من اخطاء الماضي»، ولكن من دون توضيح هذه الاخطاء. ومن اللافت ان وارد لم يذكر العراق مرة واحدة اثناء حديثه الذي فاق الساعة، وتضمن خطابه الإجابة عن اسئلة الحضور، لكنه اشار الى دور التنمية في جهود استقرار افغانستان مرات عدة. واكد ان نصف العاملين في القيادة سيكونون من المدنيين، موضحاً انه سيكون له نائب من وزارة الخارجية بالاضافة الى نائب من وزارة الدفاع الاميركية. واضاف ان حوالى 630 موظفا مدنيا و630 عسكريا سيشكلون نواة القيادة العسكرية. ولم يوضح وارد الكثير من التفاصيل حول آلية عمل القيادة العسكرية، قائلاً انها «ما زات قيد الانشاء». ورداً على سؤال حول مقر القيادة الافريقية، قال وارد: «لم نطلب من اية دولة لتستضيف القيادة بعد»، مذكراً بأن «ما سنطلبه هو ضيافة مقر لرئاسة القيادة وليس قواعد عسكرية دائمة، فهذا ليس هدفنا». وبعدما اعلن الجيش الاميركي عن المرحلة الاولى من القيادة الافريقية في 1 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، من المتوقع ان تنتهي مرحلة الانشاء في التاريخ نفسه من هذا العام. وتابع: «القيمة الحقيقية للقيادة لن تظهر فوراً، وانما ستتضح بعد حوالى 10 أو 15 عاماً». من جهتها، قالت نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي للشؤون الافريقية تريزا ويلان ان الاسباب الامنية وراء الاهتمام الاميركي بالقارة الأفريقية تعود الى المخاوف من «الارهاب». واضافت: «نريد التخلصَ من الشبكات الارهابية ومنع الارهابيين من الحصول على مأوى، بالاضافة الى منع انتشار اسلحة الدمار الشامل وتجارة الاسلحة غير القانونية وتهريب المخدرات»، لكنها اقرت بأن هناك ايضاً مصلحة اقتصادية، وهي «ضمان الوصول الى المصادر النفطية، وهذا لا يعني السيطرة على هذه المصادر بل ضمان الوصول اليها»، مضيفة: «النفط مهم استراتيجياً للجميع ونقر بأننا مهتمون به ولكننا لا نريد السيطرة عليه».

ورداً على سؤال عما اذا كان الاهتمام الاميركي بالقارة الافريقية يأتي ضمن التنافس مع الصين على النفوذ في افريقيا، قالت ويلان: «لا توجد اجندة سرية في هذا الشأن، فنحن دولة رأسمالية مبنية على المنافسة، ونرحب بالمنافسة الصينية». واضافت ان قرار انشاء قيادة عسكرية اميركية في افريقيا «ليس متعلقاً بالصين، ومثل هذه الافتراضات تشير الى نوع من الحنين الى الحرب الباردة». وشددت ويلان على ان اهداف السياسة الاميركية في افريقيا هي «بناء القدرات الافريقية الوطنية والاقليمية للمشاركة في حفظ السلام ومكافحة الارهاب وتدريب القوات الافريقية لتحترم حقوق الانسان، بالاضافة الى تدريبهم في القضايا المتعلقة بالايدز». وخلصت ويلان تصريحاتها قائلة: «نريد بناء القدرة الافريقية حتى لا يكون من الضروري ان نقوم بعمل احادي الجانب عسكرياً في المنطقة (في ما يخص مكافحة الارهاب)، هذا خيار ليس جيداً».