جدل بين الخبراء الدوليين حول أسباب انقطاع الكابلات البحرية

خبير دولي لا يستبعد عملا تخريبيا.. وأميركي ينفي ذلك

TT

أدت تصريحات أدلى بها خبير دولي في الاتصالات أشار فيها الى احتمال ان يكون قطع الكابلات البحرية للاتصالات، الذي عطل حركة تبادل البيانات عبر الانترنت في عدد من بلدان الخليج ومصر والهند وبلدان آسيوية اخرى، ناجما عن عمل تخريبي، الى تضارب في الآراء بين خبراء الاتصالات حول العالم.

وكان الخبير السعودي سامي بن صفوق بن البشير المرشد، مدير مكتب تنمية الاتصالات في الاتحاد الدولي للاتصالات، قد قال في تصريحات صحافية نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية في نشرتها الانجليزية: «إننا لا نريد ان نستبق نتائج التحقيقات الجارية، إلا اننا لا نستبعد حدوث عمل تخريبي متعمد أدى الى تعطيل الكابلات البحرية». إلا ان ستيفن بيكرت الخبير في الاتصالات الدولية، مدير الأبحاث في مؤسسة «تيلي جيوغرافي» الاستشارية في الاتصالات، أبلغ «الشرق الاوسط» بانه يشك في حدوث أي عمل تخريبي. وفي القاهرة استبعدت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أمس فرضية وجود «عملية تخريبية» وراء انقطاع كابلي الاتصالات الدولية البحريَّين الذي وقع بداية هذا الشهر، على بعد 8 كيلومترات شمال شواطئ مدينة الإسكندرية الساحلية المصرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أن كابلات الاتصال الدولية المارة تحت البحر تخضع لاتفاقيات دولية لحمايتها.

وكان سامي المرشد قد نفى في تصريحاته، على هامش المنتدى الاقليمي للأمن المعلوماتي في الدوحة، قيام الاتحاد الدولي للاتصالات بإجراء أي تحقيقات بشأن انقطاع الكابلات البحرية في البحر الابيض المتوسط ومنطقة الخليج في وقت واحد، مؤكدا ان الاتحاد ليس جهة تحقيق. واضاف ان «بعض الخبراء يشككون في التصور السائد بأن قطع الكابلات كان مصادفة، خصوصا انها تقع عميقا تحت مياه البحر ولا تمر السفن فوقها مباشرة». وفي دبلوماسية واضحة، رمى المرشد شكوكه في ملعب شركة «فلاغ تليكوم» الهندية التي تملك الكابلات بقوله ان نتائج أبحاث هذه الشركة ستظهر ما وصفه بـ«النتائج الدقيقة والحقيقية».

من جهته قال بيكرت، في مقابلة على الهاتف مع «الشرق الاوسط» من مكتبه في واشنطن، إن «من المستبعد جدا ان يكون قطع الكابلات ناجما عن عمل تخريبي.. ولا أذكر حدوث أي عمل من هذا النوع طيلة حياتي، سوى حادث سرقة صيادي أسماك فقراء لكابل بحري قرب مياه فيتنام»! واضاف ان نحو 50 كابلا بحريا ينقطع سنويا في المحيط الاطلسي.

ولدى سؤاله حول تصادف انقطاع عدد من الكابلات في منطقة جغرافية محددة قال بيكرت إن كابلين بحريين في البحر الابيض المتوسط كانا من اكثر تلك الكابلات تضررا، واذا تذكرنا أن المسافة الفاصلة بينهما لا تتعدى 400 متر تقريبا، فإن الضرر الحاصل لأحدهما ربما ادى الى حصول ضرر للآخر. وهذان الكابلان «فلاغ اوروبا آسيا» و«سيميوي ـ 4». واضاف ان 65 في المائة من انقطاع الكابلات يحدث بسبب شباك صيد الاسماك فيما تنجم 18 في المائة منه عن مرساة السفن، اما النسبة الباقية فتحدث نتيجة الهزات الارضية والتغيرات الجيولوجية.

والكابلات الخمسة التي تعطلت كانت كابل «سيميوي ـ 4» (جنوب شرقي آسيا ـ الشرق الاوسط ـ اوروبا الغربية ـ 4) قرب بينانغ بماليزيا، وكابل «فلاغ اوروبا ـ آسيا» قرب الاسكندرية، وكابل «فلاغ» قرب سواحل دبي، وكابل «فالكون» قرب بندر عباس في ايران، وكابل «سيميوي ـ 4» ايضا قرب الاسكندرية.

وحدث أول الاضرار يوم 23 يناير (كانون الثاني) الماضي بعطل لم يتم الابلاغ عنه قبالة السواحل الايرانية، ثم يوم 30 من الشهر نفسه والاول من فبراير (شباط). وكانت شركة «فلاغ تيلكوم» الهندية قد كشفت يوم السابع من فبراير الحالي ان كابل «فالكون» الذي يصل بين الامارات العربية وعمان قد قطع نتيجة أضرار لحقت به من مرساة إحدى السفن، إلا ان الألغاز ظلت تحيط باسباب انقطاع الكابلات الاربعة الاخرى. وتجدر الاشارة الى ان كابل «فالكون» قد تم إصلاحه، وكذلك كابل «فلاغ اوروبا آسيا» الذي تضرر خارج الشواطئ المصرية في البحر الابيض المتوسط .