اوباما يدفع هيلاري نحو الجدار وماكين يؤكد حظوظه الوافرة في مواجهة المتعثر هاكبي

المرشح الديمقراطي فاز في ويسكنسن وهاواي والجمهوري فاز في واشنطن وويسكنسن

TT

وضع المرشح باراك اوباما منافسته هيلاري كيلنتون امام مأزق حقيقي بعد ان فاز امس في الانتخابات التمهيدية في ولايتي ويسكنسن (شمال الولايات المتحدة) وجزيرة هاواي (خارج الاراضي الاميركية)، وهو ما سيحتم على هيلاري الفوز بنسبة لا تقل عن 65 بالمائة في ما تبقى من ولايات خاصة ولايتي تكساس واهايو التي ستجري فيهما انتخابات تمهيدية في الرابع من مارس ( آذار) المقبل، وذلك اذا ارادت ان تبقي نفسها في السباق للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي.

وكرس المرشح الجمهوري جون ماكين نفسه كمرشح دون منافسة حقيقية من طرف المرشح العنيد والمتعثر مايك هاكبي، بعد فوزه هو الآخر في ولايتي ويسكنسن وواشنطن (غرب البلاد) التي جرت فيها انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري، حيث كان الديمقراطيون اجروا هناك انتخابات تمهيدية في وقت سابق. وقالت وسائل الاعلام الاميركية امس إن جون ماكين برهن من جديد على انه «المرشح المؤكد» للحزب الجمهوري.

واصبحت هيلاري التي باتت تخسر الولايات تباعاً منذ آخر فوز لها في كاليفورنيا ونيويورك لصالح اوباما، مطالبة بتحقيق نتائج تقلب الوتيرة الحالية وتحد من الزخم الذي يحققه السيناتور اوباما الذي يطمح ان يكون اول افريقي اميركي يصل الى البيت الابيض. ويأمل منظمو حملة هيلاري ان تستطيع مرشحتهم ايقاف امواج الاكتساح المتدافعة التي يحققها اوباما في ولاية تكساس، حيث توجد نسبة كبيرة من اللاتين (هسابانك) الذين يشكلون نقطة ضعفه وتتعاطف هذه الشريحة مع هيلاري كيلنتون وتعتبر ان زوجها بيل كيلنتون كان أفضل رئيس اميركي منذ الستينات. وقالت شبكة «ان بي سي» إن كلا المرشحين يحتاج الآن الى الرقم السحري 65، إذ تحتاج هيلاري الى نسبة 65 بالمائة من المندوبين الذين سيتم انتخابهم في ولايات تكساس واوهايو (ويبلغ مجموع عدد مناديبهما 370 مندوباً) وفيرمونت ورود ايلاند ويومنغ وميسسبي وبنسلفانيا وانديانا وشمال كارولانيا وغرب فرجينيا وكنتيكت واريغون، في حين يحتاج اوباما بدوره الى 65 بالمائة من المندوبين في هذه الولايات حتى يستطيع ان يصل الى 2025 مندوباً وهو الرقم المطلوب للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي. وتفيد استطلاعات الرأي أن اوباما يحقق تقدماً كبيراً وسط «اصحاب الياقات الزرقاء» في ولايتين صناعيتين هما اوهايو وبنسلفانيا. وبلغ عدد المندوبين المؤيدين لاوباما حتى يوم امس وفي إحصاء مؤقت 1303، في حين تتوفر هيلاري على 1233 مندوباً، اي ان الفرق بينهما يبلغ حوالي 70 مندوباً.

واشارت الشبكة الاميركية الى أن تغييراً كبيراً حدث بالنسبة لتصويت البيض في الانتخابات الاخيرة، حيث صوت 63 بالمائة من الرجال لصالح اوباما وحصل اوباما على تصويت 47 بالمائة من النساء وتراجعت نسبة هيلاري الى 43 بالمائة. ويتوقع ان تلعب المناظرة التلفزيونية التى ستجري اليوم في أوستن (تكساس) بين اوباما وهيلاري دوراً كبيراً في حسم مواقف الناخبين المترددين. والقى ابوما بعد فوزه الاخير خطاباً مطولاً في مدينة هيوستن في تكساس، أكد فيه ان لحظة التغيير آتية وتعهد بحل موضوع التغطية الصحية وضمان الفرصة لجميع الاطفال الاميركيين للدراسة حتى مستوى الكلية، وفي الوقت نفسه اعفاء الذين يتقاضون اقل من 50 الف دولار في السنة من الضرائب، مؤكداً انه سيعتمد سياسة تقوم على اساس «لا يجوز لشخص يعمل في اميركا ان يبقى فقيراً». لكنه حذر من الافراط في التفاؤل وشدد على ان « التغيير الذي ننشده ما يزال على بعد أشهر وعدة أميال».

ولوحظ ان اوباما ركز في خطابه على برنامج الجمهوري جون ماكين وتجاهل منافسته الديمقراطية هيلاري، واعاد الى الاذهان قول ماكين إنه سيبقي القوات الاميركية في العراق لمدة 100 سنة مقبلة، وقال اوباما إنه سيعمل على سحب القوات من هناك خلال اول سنة له في الحكم، وقال في هذا الصدد «عارضت هذه الحرب عام 2002 وسأضع حداً لها في عام 2009» في إشارة الى ان الرئيس المقبل سيتولى رسمياً السلطة في البيت الابيض عام 2009 . ورد ماكين على هذه الانتقادات قائلاً «سأقاتل في كل لحظة وفي كل يوم خلال هذه الحملة للتأكد من ان الاميركيين لن ينخدعوا بالشعارات الجوفاء التي تدعو الى التغيير». وزاد قائلاً «هناك الكثير من تحديات الامن الوطني وانا أعرف كيف اتعامل مع هذه التحديات. السيناتور اوباما يريد قصف باكستان دون الحديث مع الباكستانيين واعتقد ان ذلك منحى خطر، من هنا أهمية الخبرة وحسن التقدير». من جانبها قالت هيلاري لامتصاص وقع تصريحات اوباما التي اصبحت تثير حماس الناخبين «انا والسيناتور اوباما سنصنع معاً التاريخ، لكن احدنا فقط هو القادر في يوم من الايام لكي يصبح قائد الجيوش الاميركية، وإدارة الاقتصاد، ومستعد لهزيمة الجمهوريين، واحدنا فقط ولمدة 35 سنة كان شخصاً صاحب افعال، ومقاتلا من اجل اولئك الذين يبحثون عن صوت»، الا ان معظم شبكات التلفزيون الاميركية قطعت حديث هيلاري عندما شرع اوباما في مخاطبة انصاره في هيوستن.

من جهة اخرى, شكا عدد من كبار مساعدي باراك أوباما، من موجة تحريض يتعرض لها في الآونة الأخيرة من طرف عناصر يهودية أميركية وعناصر يهودية اسرائيلية. وحسب مصادر اسرائيلية سياسية، فإن مساعدي أوباما لفتوا النظر الى مقال كتبه السفير الاسرائيلي السابق، داني إيلون، في صحيفة «جيروزاليم بوست» الصادرة باللغة الانجليزية في اسرائيل، واتهم فيه أوباما بانعدام الصدق وبمواقف خطيرة تجاه اسرائيل.