الحريري يتهم المعارضة بتوزيع الأدوار.. وحزب الله يحمل على السنيورة

هشام يوسف في بيروت على وقع تصاعد السجالات بين الموالاة والمعارضة

جنود لبنانيون يحرسون أمس مدخل أحد الشوارع الرئيسية في بيروت بعد انتشارهم في المدينة لاحتواء الاشتباكات الحزبية المتنقلة (أ ب)
TT

عاد الى بيروت امس، مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير هشام يوسف لمتابعة التحضيرات للاجتماع الرباعي، الذي سيضم الاحد المقبل الأمين العام للجامعة عمرو موسى، وممثلي المعارضة والموالاة، في محاولة للتوصل الى اتفاق يسمح بانتخاب رئيس للجمهوررية، في الجلسة التي كان دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لهذه الغاية، والمقررة في 26 فبراير (شباط) الحالي.

وتزامنت عودة يوسف مع تصاعد حدة الخطاب السياسي الداخلي. اذ اتهم رئيس كتلة «المستقبل» النيابية، النائب سعد الحريري، المعارضة بـ«توزيع الادوار بشكل لا يؤدي الى المخرج المطلوب»، مؤكداً ان «ليس هناك في الاجواء والاتصالات ما يشير الى انضاج اي طبخة». وقال تعليقاً على الاجواء وبعض المواقف التي تستبق عودة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وتحاول رسم حدود معينة للمبادرة العربية: «ليس هناك في الأجواء وفي الاتصالات الجارية وراء الكواليس، ما يشير الى انضاج اي طبخة، خصوصاً ان المعارضة ما زالت توزع الادوار بين قياداتها بين اتجاهين لا يؤديان الى المخرج المطلوب. الاتجاه الاول يعلن التمسك بالثلث المعطل، ويعبر عنه العماد ميشال عون. والاتجاه الثاني يتولاه الرئيس نبيه بري بتسويق فكرة المثالثة. وهي فكرة سورية المنشأ، استهدفت منذ البداية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وتتجاوز الحدود التي رسمتها المبادرة العربية».

وأكد الحريري ان قيادة «14 آذار» ستذهب الى جلسة الحوار الثالثة «ملتزمة روح ونص المبادرة العربية، كما عبر عنها الأمين العام السيد عمرو موسى، وترجمها من خلال المعادلة التي لا تلغي الاكثرية، ولا تعطي المعارضة حق التعطيل، ولا تضع اي شروط تتعلق بالحكومة ورئيسها وحقائبها. وخلاف ذلك هو محاولة للقفز نحو توقعات غير موجودة ونحو طبخة ما زالت تصنع في مطابخ النظام السوري. ونحن مع سائر اللبنانيين غير ملزمين بتناول الطبخة السورية للحل».

وقد رد المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل على الحريري مستغرباً «زعمه ان الرئيس نبيه بري يسوِّق فكرة المثالثة وهي سورية المنشأ، من اجل تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية». وقال: «تناسى السيد الحريري ان الرئيس بري بدأ اقتراح الحلول منذ اكثر من سنتين. ولم يترك وسيلة من اجل ذلك الا وسلكها. وكان المعرقل دائماً من تزعم 14 شباط (الموالاة). ونسي الحريري انه هو من اقترح فكرة المثالثة في الاجتماع الأخير الذي رعاه الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى». واضاف: «في جميع الاحوال، اذا كنا نتناول الطبخة السورية حيناً والطبخة الفرنسية حيناً آخر والعربية غالباً، دلونا لماذا لا تغيرون الطبخة التي منها تتغذون، ام ان نَفَس العم سام (الاميركي) وطعامه أشهى؟».

وفي رد آخر، علق النائب حسين الحاج حسن (حزب الله) على كلام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الذي تحدث عن «لبنان الساحة والانتصارات»، فقال: «الذي يتحدث عن لبنان بهذه الصيغة هو حليفك الاميركي، ان لم نقل سيدك، عندما اعتبر ان دعم حكومتك من اولويات الامن القومي الاميركي. ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قالت ان لبنان في الموقع المتقدم في مشروع الشرق الاوسط بين الاعتدال والارهاب». وانتقد «خجل السنيورة في الافتخار بانتصار المقاومة ابان عدوان يوليو (تموز)».

ورأى وزير الصحة المستقيل محمد جواد خليفة القريب من رئيس مجلس النواب نبيه بري «ان الصيغة الحكومية 10+10+10 تشكل ارضية صالحة للانتقال بحوار قصير يذلل الامور الاخرى»، معولاً على «حل لبناني داخلي». وقال: «ان عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى هي الامل الكبير. وجلسة الانتخاب واردة في اي لحظة يتم فيها التوصل الى ارضية صالحة للاتفاق والانطلاق منها». وأفاد: «ان الوضع السياسي في البلد دقيق للغاية. اننا نسمع عن خطوط تماس بين الاحياء ونسمع عن لجان أمنية وعن قمة دينية، وكل المفردات التي كانت تستخدم خلال الفترات الماضية والواقع الاليم، الذي مر به لبنان، اضافة الى ذلك ما تم من ادخال العامل الاقليمي والعامل الاسرائيلي بعد اغتيال عماد مغنية»، محذراً من انه «اذا حصل شيء ما سيدفع الجميع ثمنه، فضلاً عن ان الوضع الدولي والاقليمي غير مضبوط».

هذا، ورأت كتلة نواب حزب الله في بيان اصدرته امس «ان ظاهرة التسلح وافتعال التوترات المؤسفة في شوارع بيروت في ظل الانقسام السياسي الحاد، هي مؤشر خطير الى تردي الاوضاع في البلاد، الذي يزيد من تفاقمه الخطاب المتوتر لقوى الموالاة». واكدت ان «الحل السياسي المتوازن من شأنه حفظ السلم الاهلي، من جهة، وتوفير المظلة لقيام القوى الأمنية الرسمية لواجباتها في لجم هذه التوترات». واتهمت فريق السلطة بـ«الاصرار على تفكيك عُرى الوطن والتحريض الطائفي والمذهبي»، معتبرة ذلك «خدمة مجانية تستفيد منها اسرائيل واسيادها في الادارة الاميركية، كما هو تهديد جدي لوحدة لبنان ودولته والعيش المشترك والسلم الأهلي فيه».

وأعلن عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا رفض «القوات» الشديد المثالثة في الحكومة. ورأى فيها «استمراراً لتعطيل الانتخابات الرئاسية»، لافتاً الى «ان الحديث عن الانتخاب بالنصف زائداً واحداً ليس للتهويل، لكننا سنلجأ الى اي طريقة لانتخاب رئيس». وقال: «نحن سنصر على التعاطي مع المبادرة العربية ايجاباً، استناداً الى ما انطلقت منه الجامعة العربية من انتخاب رئيس للجمهورية فوراً، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا يعطى فيها الترجيح للغالبية، كما لا يعطى التعطيل للمعارضة».

ورأى النائب هنري حلو (اللقاء الديمقراطي) «ان طروحات قوى 8 آذار (المعارضة) حيال تركيبات وسيناريوهات، تتحدث عن صيغة المثالثة وسوى ذلك مما هو خارج كلياً عن النص الحرفي للمبادرة العربية، تهدف الى التعطيل واستباق وصول موسى كما المرات السابقة، عندما تحدثت المعارضة عن ان المبادرة العربية تحتاج الى تفسيرات وايضاحات».