الكويت تنصح رعاياها بـ«التريث» في السفر إلى لبنان بعد تهديد سفارتها في بيروت

بري يعرض حماية شرطة مجلس النواب للمبنى و«حزب الله» يستنكر ما جرى

قوى الأمن اللبناني تفرض طوقا أمنيا حول المبنى المؤقت للسفارة الكويتية في بيروت أمس، في أعقاب التهديدات المجهولة المصدر التي تلقتها السفارة (أ.ب)
TT

دعت الكويت رعاياها الى «التريث» في السفر الى لبنان بعد ساعات على اخلاء سفارتها في بيروت نتيجة تهديد من مجهول بـ«قصفها بصاروخين». وقد لقي هذا التهديد استنكاراً لبنانياً واسعاً. وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بأنه «نظراً الى الظروف السياسية الراهنة التي يمر بها لبنان الشقيق فان وزارة الخارجية وحرصاً منها على سلامة المواطنين ترى التريث في السفر الى لبنان في هذه الظروف». واعرب المصدر عن «الامل في أن تكلل بالنجاح والتوفيق كافة الجهود الخيرة المبذولة ليتجاوز الاشقاء في لبنان هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها وينعم لبنان بوحدته وامنه واستقراره».

وفي حديث مع «الشرق الاوسط» وضع القائم بأعمال سفارة الكويت في بيروت طارق الحمد التهديدات التي تلقتها السفارة في بيروت امس في خانة «منع الكويت من القيام بوساطة بين اللبنانيين»، وكشف الحمد الذي يتولى اعمال السفارة في غياب السفير عبد العال سليمان القناعي الموجود في بلاده، ان البيان الذي صدر عن الخارجية الكويتية ونصح المواطنين الكويتيين بـ«التريث في التوجه الى لبنان»، لم يكن بسبب الحادثة وحدها، لكنه اشار الى ان ما حصل «سّرع العملية». وقال الحمد ان المعطيات المتوفرة حول التهديد «قليلة» مبديا امله في ان تتمكن السلطات اللبنانية من تزويد السفارة غدا (اليوم) بمعلومات اضافية حول الجهة التي قامت بذلك وتقفي اثر المكالمة.

وكانت السفارة الكويتية في بيروت تلقت اتصالاً من مجهول هددها فيه باطلاق صاروخين على مبناها. وقال القائم بأعمال السفارة طارق خالد الحمد ان السفارة «تلقت تهديداً عبر الهاتف من شخص بأنه سيقوم بتفجير السفارة بإطلاق صاروخين عليها. وتالياً اتخذنا كل الاجراءات الضرورية اللازمة من اجل تأمين العاملين في السفارة لناحية اخلائهم. وتم الاتصال بالجهات اللبنانية الأمنية المشكورة جداً على سرعة الاستجابة والتواجد في المبنى واتخاذ التدابير الامنية التي من شأنها المحافظة على سلامتنا». وقال مصدر فضل عدم الكشف عن هويته انه على إثر ذلك» تم إخلاء المبنى من الموظفين». وافادت معلومات امنية لبنانية ان وكالة «رويترز» تلقت ايضاً اتصالاً هاتفياً من مجهول قال ما حرفيته: «ستتعرض السفارة الكويتية لإطلاق صاروخين عند العاشرة من صباح اليوم (امس)» واقفل الهاتف. وعلى الفور اتصلت الوكالة بالمراجع المعنية التي سارعت الى تطويق مبنى السفارة الكويتية في محلة بئر حسن في ضاحية بيروت الجنوبية وهو قيد الترميم والمكاتب الملحقة بها في «الاريسكو سنتر». وتم احضار كلاب بوليسية تابعة لمكتب اقتفاء الاثر فتشت المكاتب ومبنى السفارة والمحيط ولم تعثر على شيء.

وعما اذا تم اتخاذ تدابير استثنائية غير اخلاء السفارة افاد مصدر فيها: «حتى الساعة لا. ونعتبر ان ما حصل غريب علينا. فللمرة الاولى نتلقى تهديداً مباشراً. وهذا الموضوع يجب ان يؤخذ على محمل الجد ايا كان مصدره، اذ لا يجوز المزاح في موضوع امني. ويجب ان تؤخذ اقصى التدابير الامنية بالنسبة الى الموظفين والمبنى طبعاً». ودعا الرعايا الكويتيين في لبنان الى توخي الحذر في تنقلاتهم والاماكن التي يرتادونها وعدم الخروج ليلاً. وشدد على «ان الكويت لا تشك بأي جهة. وهي مطمئنة الى التدابير الامنية اللبنانية وقدرة الاجهزة على التوصل الى من حاول تهديد السفارة».

وابلغ مصدر امني لبناني بارز «الشرق الاوسط» ان الاجهزة الامنية مستنفرة وتجري التحقيقات والتحريات بشكل مكثف توصلاً الى كشف هوية المهدد وتوقيفه. وأوضح ان الشق الفني من التحقيق حدد الهاتف العمومي الذي اتصل منه صاحب التهديد ورقم البطاقة المستعملة ومكان شرائها وان المتصل استعملها للمرة الاولى في تهديده للسفارة.

هذا، واتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقائم بالأعمال الكويتي طارق الحمد مستنكراً التهديد الذي تلقته السفارة. وشدد على «ضرورة ديمومة عمل السفارة» مؤكدا، في الوقت نفسه، على «تقديم كل ما يلزم في حماية السفارة حتى لو اقتضى ذلك الاستعانة بشرطة مجلس النواب» وعلى ان «هذا الموقف هو موقف اللبنانيين وكل اطراف المعارضة». واجرى رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري اتصالا هاتفيا بسفير الكويت عبد العال سليمان القناعي الموجود في الكويت، مستنكرا التهديد الذي تعرضت له السفارة. واكد رفضه «هذه الاساليب التي لا تتلاءم اطلاقا مع العلاقات الاخوية بين لبنان والكويت».

كذلك اجرى المسؤول عن العلاقات الدولية في «حزب الله» نواف الموسوي اتصالا هاتفيا بالقائم بالاعمال الكويتي طارق احمد، مستنكرا «التهديدات التي وجهها مجهول الى السفارة الكويتية في بيروت» معتبرا «ان هذه التهديدات هي محاولة للاساءة الى الروابط الوثيقة بين الشعبين الشقيقين».

واتصل وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ بالقائم بالاعمال طارق الحمد مستفسراً عن «حقيقة التهديد» الذي تلقته سفارة بلاده. وأبدى وزير الاعلام غازي العريضي استنكاره وشجبه للتهديد الذي تلقته السفارة الكويتية. واتصل لهذه الغاية بالقائم بالاعمال الكويتي طارق الحمد وابلغه استنكاره، مؤكداً «ان مثل هذا العمل مدان من جميع اللبنانيين». كما اتصل بسفير الكويت عبد العال القناعي وابدى له استنكاره وتنديده بهذا العمل. واكد العريضي ان «سفارة الكويت هي بيت لبنان الجامع في قلب بيروت وان العاملين فيها هم اخوة وابناء اعزاء لنا ولا ننسى دور بلدهم وقيادتهم وشعبهم ولا ننسى جهودهم هنا في بيروت».

واستنكر وزير الاتصالات مروان حمادة التهديد واستهجن «التصرفات والتصريحات التي تذكرنا بعهد الثمانينات، عندما عمل المعطلون الحاليون على الاعتداء على البعثات الدبلوماسية وعلى المواطنين العرب والأجانب لتفريغ لبنان وحذفه عن الخريطة السياسية العربية والدولية».