وزير خارجية تشاد في بروكسل: الحكومة تجري مفاوضات مع المتمردين

الحركات المسلحة تنفي.. وتصف حديث علامي بـ«الأكاذيب»

TT

كشف وزير خارجية تشاد احمد علامي أمس ان حكومة إنجامينا تجري حاليا، وحسب قوله، مفاوضات مع أطراف التمرد، التي كانت وراء المواجهات المسلحة التي شهدتها تشاد أخيرا.

وقال علامي للصحافيين في بروكسل، قبل اجتماعه مع لويس ميشال مفوض التنمية الأوروبي، ان مفاوضات تجري بالفعل وفي هذا الوقت مع عناصر التمرد، سعيا الى إقناعها بالتخلي عن مآربها.

ولم يعط الوزير التشادي أية توضيحات لا عن مكان المفاوضات ولا الجهة التي ترعاها ولا المشاركين فيها.

كما تطرق الوزير الى مصير 3 من قادة المعارضة اعتقلوا خلال الهجوم على إنجامينا، فاوضح ان الرئيس التشادي الاسبق لول محمد شوا بصحة جيدة، ولكنه أكد أن حكومته لا تعرف مكان كل من ابني عمر محمد صالح المتحدث باسم الائتلاف الرئيس في المعارضة التشادية، والنائب الفيدرالي نغارليجي يورونغار. وعلى غرار فرنسا يطالب الاتحاد الأوروبي السلطات التشادية بتقديم ايضاحات حول مصير هذين المفقودين. وقال علامي «صدقا نحن لا نعرف مكان المفقودين الآخرين اللذين يتكلمون عنهما كثيرا».

ومن جهتهم، نفى المتمردون نفيا قاطعا ان يكونوا بصدد اجراء مفاوضات مع حكومة الرئيس ادريس ديبي، واصفين كلام وزير الخارجية التشادي محمد علامي عن اجراء هكذا مفاوضات بانه «اكاذيب».

وقال الجنرال محمد نوري زعيم اتحاد قوى الديمقراطية والتنمية لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «لا مفاوضات مع حكومة ديبي. اذا قالوا هذا فهم بكل بساطة يكذبون. هذه اكاذيب».

وشدد نوري من ليبرفيل في اتصال هاتفي عبر الاقمار الصناعية على انه «ليست هناك ولن تكون هناك ابدا مفاوضات ثنائية. ليس مع اتحاد قوى الديمقراطية والتنمية». واضاف «منذ معركة إنجامينا (مطلع فبراير/شباط) لم يرسل النظام اي اشارة سلام. على العكس من ذلك لقد بدأ بالاعتداء على قادة الأحزاب السياسية والسكان المدنيين. لا مفاوضات، ولا مؤشر للسلام، مع من تراه يتفاوض؟ فليقل لنا».

من جهتها أعلنت حركة تمرد اخرى، هي تجمع قوى التغيير، في اتصال مماثل مع وكالة الصحافة الفرنسية، انها فوجئت بهذا الخبر، نافية صحته نفيا قاطعا.

وقال المتحدث باسم الحركة عيد مارا مايدي، «رسميا لم يبلغنا احد، هذه مفاجأة، حتى الساعة لم يتصل بنا احد».

وشهدت تشاد مواجهات عسكرية خلال الأسبوعين الأخيرين تسببت في إعلان حالة الطوارئ من جهة، وتأخير نشر القوات الأوروبية في هذا البلد الأفريقي من جهة أخرى.

وطالب التكتل الأوروبي على هامش زيارة الوزير التشادي الحالية لبروكسل من السلطات التشادية التقيد باتفاقية المصالحة الوطنية الموقعة بينها وبين المعارضة في أغسطس (اب) من العام الماضي.

وجاء ذلك بعد ان اجرى خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسات الأمنية والخارجية بالاتحاد الاوروبي مباحثات وصفها بـ«المعمقة» مع وزير الخارجية التشادي أحمد علامي، تناولت الوضع في تشاد والمنطقة. وأكد سولانا، حسب بيان أصدره مكتبه بهذا الشأن، «تضامن الاتحاد الأوروبي مع الحكومة التشادية»، معبراً عن «قلقه تجاه ما حدث أخيراً في البلاد وارتباطه بالأوضاع السياسية الإقليمية في هذه المنطقة»، من القارة الأفريقية.

وجدد سولانا التزام الاتحاد الأوروبي بالعمل في تشاد، سواء على الصعيد العسكري عبر إرسال قوة (يوفور) لحفظ السلام إلى شرق البلاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، أو على الصعيد السياسي، مذكراً في هذا الاتجاه بالجهد الذي بذله الاتحاد للتوصل إلى اتفاق 13 أغسطس من العام الماضي. وأوضح المسؤول الأوروبي أن هذا الاتفاق يبقى، بالنسبة للأوروبيين، الأساس الذي ستبنى عليه أية مصالحة شاملة بين الأطراف التشادية في المستقبل.