باكستان: حزبا المعارضة الرئيسيان يتفقان على تشكيل حكومة بعد مفاوضات عسيرة

إعادة القضاة المفصولين وإقالة مشرف أبرز القضايا الخلافية

TT

قال نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني الاسبق ان حزبي المعارضة الرئيسيين اللذين فازا باكبر عدد من المقاعد في الانتخابات سيعملان معا لتشكيل حكومة.

وعقد شريف محادثات في اسلام اباد مع اصف علي زارداري زوج رئيسة الوزراء السابقة الراحلة بي نظير بوتو استمرت ساعتين. وبعد محادثاتهما قال شريف في مؤتمر صحافي مشترك مع زارداري «سنعمل معا لتشكيل حكومة في الاقاليم وفي الوسط». وقال زارداري ان الحزبين لا يزالان يعملان على الاتفاق على المعايير العامة لتشكيل الحكومة الائتلافية على المستوى الوطني. ورغم ان المحللين يرون ان الائتلاف بين الحزبين سيكون الاكثر استقرارا في تاريخ البلاد، الا ان العديد من المسائل لا تزال تفرق بينهما.

من جهة أخرى، أكد شريف ان الجانبين اتفقا خلال الاجتماع على اعادة القضاة المفصولين قائلا انه «في المبدأ لا خلاف على اعادة القضاة وسوف نعمل على تحديد آليات ذلك في البرلمان».

وفي حين أكد شريف انه يريد اقالة الرئيس الباكستاني برويز مشرف من منصبه الا ان حزب الشعب الباكستاني لم يعلن بعد موقفا واضحا من الامر. وتشير تقارير الى لقاءات سرية بين الحزب وبين انصار مشرف من اجل اتفاق على تقاسم السلطة.

وستكون المسألة الشائكة الثانية في الاتفاق بين حزبي شريف وبوتو الاتفاق حول اعادة رئيس المحكمة العليا المعزول افتخار شودري في حين لم يتخذ ايضا حزب الشعب الباكستاني موقفا واضحا ازاء الامر. وقد شن رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، الذي حقق حزبه نتائج جيدة في الانتخابات التشريعية، حملة عنيفة ضد الرئيس الباكستاني برويز مشرف، معتبرا ان حكمه غير دستوري وداعيا الى إقالته.

وقال شريف، ان حكم الرئيس برويز مشرف «غير دستوري وغير شرعي»، وذلك في اطار تظاهرة نظمتها مجموعة من المحامين والقضاة امام منزل القاضي المعزول افتخار محمد شودري في اسلام اباد للمطالبة بعودته الى منصبه.

وقال شريف امام التظاهرة، فيما احاط مئات من القوات شبه العسكرية والشرطة بالمحتجين، «واجبكم السهر على احترام القانون وعدم الانصياع لأوامر برويز مشرف ورئاسته اللادستورية وغير الشرعية»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وجاءت تصريحاته بعدما اشتبك محامون مناهضون لمشرف مع الشرطة وعقب لقاء بين آصف علي زرداري، زوج رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو مع مجموعة من القادة السياسيين لمناقشة تشكيل ائتلاف. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على محامين طالبوا بإعادة تشودري الى منصبه في مدينة كراتشي جنوب البلاد. كما تظاهر الآلاف في اماكن اخرى من البلاد.

وقال تشودري، الذي أقاله مشرف بموجب قانون الطوارئ في نوفمبر في كلمة عبر الهاتف للمحامين في كراتشي، انه لا توجد عقبات دستورية لعودة القضاة الى مناصبهم التي اقيلوا منها. واضاف تشودري الذي لايزال قيد الاقامة الجبرية في اسلام اباد «لقد تمت اقالتي بأمر من السلطة التنفيذية، واستطيع ان اعود الى منصبي بموجب امر من السلطة التنفيذية. ولا حاجة الى وجود غالبية الثلثين في البرلمان». وفي مدينة لاهور شرق البلاد، هتف نحو 2000 محامي في تظاهرة «اذهب يا مشرف اذهب»، و«أعد استقلال القضاء». وعقد زرداري اول لقاء مع زعيم حزب «عوامي الوطني» الباشتوني الصغير الذي هزم الاحزاب الاسلامية في المناطق المضطربة في شمال غربي البلاد. وقال زرداري بعد اللقاء «لقد قررنا العمل معا من اجل مصلحة باكستان والديمقراطية وسيادة المؤسسات الديمقراطية وحكم القانون في البلاد».

وقال زعيم الحزب اسفانديار والي خان انه اتفق مع زرداري «من حيث المبدأ على دعم سيادة الديمقراطية» الا انه قال ان بعض المسائل لاتزال بانتظار حل. ويعتبر مصير تشودري من اهم القضايا في تشكيل ائتلاف وكيفية تعامله مع مشرف.

ووعد شريف ان اول خطوة له في الحكومة ستكون السعي الى اعادة كافة القضاة الى مناصبهم بمن فيهم تشودري، بموجب امر تنفيذي يمنح لرؤساء الوزراء الجدد عند توليهم مناصبهم.

وفي حالة استعادة تشودري منصبه، يمكنه ان يلغي فوز مشرف في الانتخابات الرئاسية التي جرت في اكتوبر والاطاحة به من منصبه. غير ان مسؤولين في الحزب قالوا ان حزب الشعب الباكستاني لا يريد التوصل الى اتفاق بشأن تشكيل ائتلاف يمكن ان يتضمن التزام علني لاعادة تشودري.

ويقول محللون ان مشرف سيحاول التفريق بين زرداري وشريف واقناع زرداري بتشكيل ائتلاف مع احزابه. وقد جعل شريف من مسألة اعادة القضاة الى عملهم عنصرا رئيسيا في حملته الانتخابية وكرر هذا الطلب منذ الانتخابات. الى ذلك، تحدث الرئيس الاميركي جورج بوش هاتفيا مع مشرف بعد هزيمة الاخير الكبيرة في الانتخابات التشريعية، على ما افادت الخميس متحدثة باسم البيت الابيض دون كشف مضمون المباحثات.

وقالت المتحدثة دانا بيرينو للصحافيين على هامش زيارة بوش لليبيريا «ان الشعب الباكستاني هو الذي يقرر كيفية التصرف»، في الوقت الذي اكد فيه مشرف انه يعتزم البقاء في السلطة رغم الهزيمة. وأضافت المتحدثة ان مشرف «يمكن ان يساعد باكستان على متابعة (السير) على طريق الديموقراطية».

وذكرت المتحدثة اثر ذلك بان الرئيس الباكستاني حليف مهم للولايات المتحدة. وقالت «نحن نأمل ايا كانت تركيبة الحكومة المقبلة في باكستان ان يواصلوا هذه الشراكة».