القبارصة قد يختارون أول رئيس شيوعي في الاتحاد الأوروبي

الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية اليوم.. والمرشحان المتنافسان يعدان بإعادة توحيد الجزيرة

TT

يتوجه سكان جزيرة قبرص اليوم الى صناديق الاقتراع للتصويت في الجولة الثانية والأخيرة في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها ديميتريس خريستوفياس مرشح حزب أكيل الشيوعي، ويوأنيس كاسوليديس مرشح حزب ديسي اليميني. وتشير التقارير إلى أن المتنافسين يعيدان الآمال للشعب القبرصي بتوحيد الجزيرة المنقسمة منذ عام 1974.

وقد يدخل خريستوفياس، المرشح الاوفر حظا للفوز، التاريخ على انه اول رئيس شيوعي لهذه الجزيرة. ويتمتع زعيم حزب اكيل الشيوعي بتقدم واضح في السباق بعدما ضمن دعم حزبين اخرين رغم اختلاف مواقفهما حول مفاوضات السلام مع القبارصة الاتراك.

وتلقى المرشح الشيوعي دعم الاشتراكيين الديمقراطيين (ايديك) وحزب ديكو (وسط يمين) الذي يترأسه الرئيس المنتهية ولايته تاسوس بابادوبولوس الذي هزم من الدورة الاولى، وذلك رغم ان حلفاءه الجدد يعارضون انفتاحا واسعا على الشطر القبرصي التركي.

ويرى مراقبون سياسيون ان دعم حزبي ايديك وديكو سيعطي خريستوفياس اكثر من 58 % اذا ما احترم الناخبون تعليمات احزابهم. وفي حال فوز خريستوفياس سيصبح رئيس الدولة الشيوعي الوحيد في الاتحاد الاوروبي في نظام يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات واسعة وفعلية. وكانت نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات قد أسفرت عن إقصاء الرئيس الحالي المنتهية ولايته وستة مرشحين آخرين. وأقر بابادوبولوس بهزيمته معربا في الوقت نفسه عن «اعتزازه» بحصيلة ولايته التي بدأت عام 2003.

وخلافا للرئيس القبرصي السابق الذي ابدى تصلبا حيال القادة القبارصة الاتراك في مسألة اعادة توحيد الجزيرة، فقد ابدى المرشحان المتنافسان انفتاحا لتسوية «المشكلة القبرصية». ويؤكد خريستوفياس وكاسوليدس أنهما يريدان «الانفتاح» على القبارصة الأتراك، خصوصا بعد الجمود الذي شاب المفاوضات بين مجموعتي الجزيرة منذ عام 2004 تاريخ رفض القبارصة اليونانيين بأكثرية كبيرة خطة الأمم المتحدة للحل.

وديميتريس خريستوفياس البالغ من العمر 61 عاما، هو رئيس البرلمان القبرصي وزعيم الحزب الشيوعي، ويعرف بـ«رجل الشعب»، وهو أول زعيم في تاريخ الحزب الشيوعي يترشح للرئاسة، وأساس برنامجه الانتخابي التقريب بين المجموعتين اليونانية والتركية في الجزيرة المقسمة منذ 34 عاما. ويكرر مرارا انه الوحيد القادر على إعادة السلام في جزيرة قبرص، وهو عضو في البرلمان منذ عام 1991 وزعيم لحزب أكيل الشيوعي منذ 1988، ورئيس للبرلمان منذ 2001، وأكد تضامنه مع الاشتراكية الأوروبية ومبادئ اليسار في البرلمان الأوروبي.

أما يوانيس كاسوليديس البالغ من العمر 59 عاما، فهو نائب في البرلمان الأوروبي ووزير الخارجية السابق ورئيس حزب ديسي اليميني. ويطلق على نفسه «مرشح الشباب»، ويعد «بانطلاقة جديدة» بما يشمل معالجة المسألة الشائكة المتعلقة بانقسام الجزيرة. وقد وافق في عام 2004 على استفتاء الأمم المتحدة الهادف لإعادة توحيد الجزيرة، ويعد في حال انتخابه باستئناف المفاوضات مع القبارصة الأتراك، كما يريد كاسوليديس تحريك السياسة الداخلية وإعادة علاقات بلاده الثنائية مع العديد من الدول بعد أن شهدت فتورا إثر رفض خطة الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة. ويقول إن مستقبل قبرص يوجد في الاتحاد الأوروبي ولابد أن تكون هناك مشاركة تدمج القبارصة في الأسرة الأوروبية حتى يضمن مساندة أوروبا.

وتستقبل اللجان الانتخابية الشعب القبرصي من السابعة صباحا حتى الخامسة مساء. ووفقا للوائح وقائمة الناخبين فان عدد الناخبين 515994 ناخبا بينهم 361 ناخبا في الجزء المحتل ولأول مرة سوف يدلي بصوته 390 قبرصيا تركيا من مواطني الجمهورية القبرصية بعد التعديل القانوني وهناك 1150 مركزا انتخابيا.

ووفقا لنتائج استطلاعات الرأي التي أجريت في خمس قنوات تلفزيونية ردا على سؤال من هو الأنسب لكم لمنصب الرئيس، فإن قناة أنتينا ذكرت ان نسبة 50,5 كانت مع خريستوفياس و 49,5 مع كاسوليديس، بينما قناة يغما فذكرت أن كاسوليديس حاز نسبة 73 في المائة وخرستوفياس على نسبة 27 في المائة.

يذكر أن قبرص مقسمة منذ 1974 إثر اجتياح الجيش التركي لقسمها الشمالي ردا على انقلاب للمتشددين القبارصة اليونانيين، بإيعاز من المجلس العسكري الذي كان حاكما آنذاك في أثينا بهدف إلحاق الجزيرة باليونان. ولا تعترف سوى أنقرة بـ«جمهورية شمال قبرص التركية» التي أعلنت من جانب واحد.