المغرب: اعتقال 6 آخرين في إطار التحقيق في خلية «بلعيرج»

اكتشاف مخبأ للذخيرة والصواعق في بئر شمال البلاد

TT

اعتقل الأمن المغربي، أول من أمس، ستة أشخاص على خلفية الانتماء إلى خلية «بلعيرج» الإرهابية، التي فككها الأمن أخيرا، ثلاثة منهم اعتقلوا بمدينة الناظور (شمال المغرب)، وبحوزتهم كمية هائلة من الذخيرة الحية، التي تستعمل في البنادق الرشاشة والمسدسات، اضافة الى الصواعق التي تستخدم في التفجيرات، بينما اعتقل الثلاثة الآخرون بالدار البيضاء، ليصل عدد المعتقلين في ملف خلية «بلعيرج» الى 38 معتقلا، ضمنهم قياديون حزبيون.

وقال مصدر في وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط»، إن مصالح الامن اعتقلت 3 أشخاص بمدينة الناظور، إثر تلقيها إفادات من أحد المعتقلين، الذي أكد وجود ذخيرة وصواعق موضوعة بإتقان في بئر بمحل سكناه. وأكد المصدر اعتقال ثلاثة آخرين بمدينة الدار البيضاء، لصلتهم بخلية «بلعيرج»، دون أن تكون بحوزتهم أسلحة.

ولم يفصح المصدر عن هوية ومهن الاشخاص الستة المعتقلين، حفاظا على سرية التحقيق، لكنه أكد أن الاشخاص الثلاثة، الذين اعتقلوا في الناظور لا يتوفرون على جنسية مزدوجة، مثل عبد القادر بلعيرج، زعيم الخلية المفككة، الذي يتوفر على جنسية بلجيكية، الى جانب جنسيته المغربية، مشيراً إلى أنه حالما ينتهي التحقيق الأولي، ستمد وزارة الداخلية، الصحافة بأسماء المعتقلين، بعد التأكد من أسمائهم، خاصة أن الشبكات الإرهابية، غالبا ما تلجأ الى تزوير بطاقات التعريف الوطنية (الهوية)، وجوازات السفر.

ومن جهة أخرى، قال مصدر أمني رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»، إن اعتقالات الناظور جاءت إثر اعتراف أدلى به عبد الغاني شيغانو، بائع المواد الغذائية، المعتقل ضمن خلية «بلعيرج»، الذي أكد أن الذخيرة والصواعق، كانت مخبأة في بئر بمحل سكناه في مدينة الناظور.

وفي موضوع ذي صلة، كشف محققون مغاربة، أن عبد اللطيف بختي، المعتقل ضمن خلية «بلعيرج»، هو من خطط وقام بعملية السطو على المقر المركزي لشركة نقل الأموال «برينكس»، في لوكسمبورغ، يوم 17 أبريل (نيسان) 2000، رفقة ستة آخرين، حيث سرقوا مبلغا قدره 17.6 مليون يورو، لكنهم سقطوا في قبضة الأمن البلجيكي، وحوكم بختي الملقب «إلياس عبد اللطيف ســعد»، يوم 16 يناير (كانون الثاني) 2003، بالسجن النافذ مدة 20 عاما، ورغم أنه نفى قيامه بالسطو، فإن المصالح الأمنية اكتشفت تطابق بصماته مع البصمات التي وجدت بالمقر المركــزي لشركة برينكس. وأكد المحققون المغاربة أن بختي، فر من السجن في مارس (آذار) 2003، واختفى عن الأنظار، إلى حين تفكيك خلية «بلعيرج»، حيث عمدت عناصر الخلية الى إدخال 30 مليون درهم (2.7 مليون يورو) إلى المغرب، التي تم تبيضها في مشاريع عقارية وسياحية، مدرة للدخل، وذلك من أجل الاستمرار في تزويد الشبكات الإرهابية بالأموال لشراء الأسلحة التي غالبا ما يقوم تجار المخدرات ببيعها على الصعيد الدولي، في السوق السوداء الموجودة في منطقة الساحل والصحراء الشاسعة، التي ينشط بها «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».

وفي السياق نفسه، ما زال اليهودي المغربي ابراهام أزينكوت، على قيد الحياة، ومقيما بمدينة الدار البيضاء رغم تعرضه يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 1996، لإطلاق نار من قبل شخصين كانا يمتطيان دراجة نارية، أصيب على إثرها بجروح خطيرة كادت أن تودي بحياته. وأكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أنه إثر تفكيك خلية بلعيرج، فإن القضاء المغربي سيعيد فتح ملف محاولة اغتيال ازينكوت، مشيراً إلى أن شخصين على الأقل من المعتقلين في ملف خلية «بلعيرج»، أقرا لدى المحققين المغاربة، أنهما أطلقا النار عليه قبل أن يلوذا بالفرار. وكان شكيب بن موسى، وزير الداخلية، أشار في مؤتمر صحافي أن خلية «بلعيرج» حاولت اغتيال شخصيات بارزة في المغرب، بينهم وزراء، وضباط عسكريون، وسياسيون، ومواطنون مغاربة من ديانة يهودية، حيث وضعت الخلية قائمة بأسمائهم.