كوبا: المجلس الوطني يختار رئيسا غير فيديل للمرة الأولى منذ نصف قرن

من المرجح اختيار راؤول كاسترو ليخلف شقيقه.. والرئيس الجديد يلقي كلمة بعد انتخابه

TT

للمرة الاولى منذ نحو نصف قرن، يختار البرلمان الكوبي اليوم رئيسا للبلاد غير فيديل كاسترو الذي أعلن تنحيه عن السطلة الاسبوع الماضي لاسباب صحية. ولا يزال راؤول كاسترو الذي حل بالفعل محل شقيقه منذ اعتزاله السلطة بصورة مؤقتة في يوليو (تموز) من العام 2006 قبل ان تصبح نهائية الاسبوع الماضي، هو الاوفر حظا لخلافة شقيقه رسميا في رئاسة البلاد.

ويقع على عاتق الجمعية الوطنية للدولة الشيوعية قرار اختيار رئيس الدولة على الاقل من الناحية النظرية وطبقا للعملية الانتخابية الفريدة في كوبا. ويضفي اجتماع الجمعية الوطنية اليوم الصفة الرسمية على لحظة تاريخية تتمثل في بداية حقبة زمنية بدون فيدل كاسترو البالغ من العمر 81 عاما، ووضع مقاليد السلطة في ايدى جيل اكثر شبابا.

ولا يعرف 70% من الكوبيين حاكما آخر لهم غير فيديل، الى ان سقط الزعيم الملتحي مريضا قبل 19 شهرا. كما أن أكثر من 60% من النواب المنتخبين حديثا ولدوا بعد ثورة كاسترو عام 1959.

وكان 614 عضوا بالجمعية الوطنية بما فيهم فيدل وراؤول قد أنتخبوا في يناير (كانون الثاني) ومن المقرر ان تعقد الجمعية اولى جلساتها عند الساعة العاشرة صباح اليوم (أي الساعة 15.00 بتوقيت غرينيتش) في قصر المؤتمرات في هافانا.

ومن المقرر أن يختار النواب خلال هذه الجلسة 31 عضوا في مجلس الدولة طبقا لقائمة معدة سلفا توفرها لهم لجنة مختارة من أعضاء الجمعية الوطنية. ولا يتم نشر هذه القائمة علنا قبل التصويت ولكن تحدد الاسماء كمرشحين لشغل مناصب معينة حيث يتم اختيار أحد المرشحين عادة كمرشح لمنصب الرئيس وفي هذه الحالة فإن راؤول كاسترو هو المرشح الاكثر احتمالا اي انه سيكون رئيسا للدولة ورئيسا للحكومة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ولن يتم ترشيح فيديل كاسترو الذي قاد الثورة الكوبية إلى النجاح في أوائل العام 1959 لهذا المنصب الكبير لاول مرة منذ وضع هذه العملية في شكل مؤسسي عام 1976. وكان كاسترو المريض قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي في صحيفة الحزب الشيوعي «جرانما» اليومية إنه لم يعد يتمتع بسلطة رسمية في الجزيرة.

وكتب كاسترو: «لن أتطلع ولن أقبل، أكرر لن أتطلع ولن أقبل، منصب رئاسة مجلس الدولة ولا منصب القائد الاعلى. سأخون ضميري إذا قبلت مسؤولية تتطلب القدرة على المزيد من التحرك والالتزام الكامل الأمر الذي لا تسمح به حالتي البدنية».

وقبل التصويت لاختيار رئيس الدولة يتعين على النواب أن يحلفوا اليمين القانونية وانتخاب رئيس الجمعية الوطنية ونائبه والامين العام. ويمثل مجلس الدولة الاكثر أهمية الجمعية الوطنية بين الجلسات على مدى فترتين في العام و«يعتبر الممثل الاعلى للدولة الكوبية» في ظل القانون الكوبي.

ووضعت لجنة الترشيحات الوطنية بعد مشاورات داخل الجمعية الوطنية قائمة المرشحين لمناصب رئيس الدولة والنائب الاول له وخمسة نواب آخرين للرئيس والامين العام و23 عضوا آخرين. وتتكون لجنة الاختيار منظمات اجتماعية وعمالية ترتبط بالحزب الشيوعي بشكل عام. ويتساءل المنتقدون غالبا عن الطريقة التي توضع بها القوائم ويشكون من أن «المشاورات» تتم في سرية تامة.

ويعلن النواب قبولهم او رفضهم (كاجراء فني) لقائمة المرشحين برفع الايدي ثم الادلاء باصواتهم بشكل «سري ومباشر» لكل مرشح على حدة بالنسبة للمناصب المختلفة حيث ينبغى حصول المرشح في هذه الحالة على أكثر من 50% من الاصوات الصحيحة.

ويتوقع معظم المراقبين ان تسفر نتيجة الانتخابات عن فوز راؤول كاسترو البالغ من العمر 76 عاما بمنصب رئيس مجلس الدولة رغم ان تقدمه في السن قد يمثل عائقا فى هذا الصدد. وتضم قائمة المرشحين الاخرين المحتملين نائب الرئيس كارلوس لاجي ورئيس الجمعية الوطنية ريكاردو الاركون ووزير الخارجية فيليبي بيريز روكي.

ومن المقرر أن يوجه راؤول كاسترو أو من سيخلف فيديل في المنصب الكبير في تسلسل القيادة الكوبية كلمة إلى الجمعية الوطنية في نهاية العملية الانتخابية اليوم.