الخارجية الإسرائيلية: الوقت حان لجعل أوروبا الركيزة الثالثة لبقاء الدولة اليهودية

TT

بدأت وزارة الخارجية الاسرائيلية مراجعة استراتيجية شاملة لعلاقاتها مع الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء، تعتمد على التفاعل الاسرائيلي مع مؤسسات الاتحاد، في المقابل السماح لاوروبا بلعب دور اكبر في العملية الدبلوماسية والاقتصادية الاسرائيلية.

وقالت مسؤولة في وزرة الخارجية الاسرائيلية لـ«الشرق الاوسط» ان الوزارة دائما تبحث في تطوير علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي». واضافت اميرة اورون نائبة الناطق بلسان وزارة الخارجية «نحن نعلق اهمية كبيرة على علاقاتنا مع الاتحاد الاوروبي في كل الابعاد.. الاقتصادية والتجارية والثقافية والتاريخية».

ونقلت صحيفة «جيروساليم بوست» عن مسؤولين دبلوماسيين لم تسمهم القول امس ان اهمية الاتحاد الاوروبي اصبحت مركزية الى درجة ان وزارة الخارجية، باتت تعتقد بان الوقت قد حان لان يعاد تقييم الاعتماد التقليدي للدولة اليهودية، على ركيزتين فقط لبقائها على قيد الحياة وهما القوة العسكرية بوجود جيش قوي والتحالف غير القابل للكسر مع الولايات المتحدة. وقال المسؤولون انه ومع تنامي اهمية الاتحاد الاوروبي على مسرح الاحداث العالمية لا سيما في منطقة الشرق الاوسط، فان الحاجة لركيزة ثالثة، وهو تعميق العلاقات مع اوروبا، اصبحت ضرورية.

وقال مصدر دبلوماسي اسرائيلي رفيع «ان اورويا تلعب بشكل متزايد ادوارا في كل شيء يهمنا.. وقضايا مثل التجارة والفلسطينيين وايران واليونيفل (القوات الدولية) في لبنان». وأوضح «انهم في اللجنة الرباعية ويلعبون دورا اساسيا في مجالات اخرى. ان تطوير علاقات متينة مع اوروبا، اصبح الركيزة الثالثة لحماية بقاء اسرائيل».

وحسب الجيروساليم بوست فان استراتيجية اسرائيل الجديدة، تقضي بتعزيز التعاون مع اوروبا في اكثر من مجال والاثبات للاوروبيين ان اسرائيل يمكن ان تساعد في بعض الاهتمامات الاوروبية العديدة في المنطقة. ولتحقيق هذا الغرض بعثت اسرائيل للاتحاد الاوروبي في الاونة الاخيرة، باقتراح مفصل للتفاوض حول التعاون في 9 مجالات هي التعليم والشؤون المالية والبيئة وتطوير الاجيال الصاعدة وتطبيق القانون والتعاون الامني والبحث العلمي.ويقوم الاتحاد الاوروبي بدراسة الاقتراح الاسرائيلي ووعد بالرد في اواسط مارس (اذار) المقبل. وحسب جيروساليم بوست فانه من المتوقع ان تلتقي وزيرة الخارجية تسيبي لفني مع نظرائها الاوروبيين، لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق لتعزيز الشراكة. وتسعى اسرائيل ايضا الى تعزيز الاتصالات مع الجاليات المسلمة المتزايدة في أورويا التي تشكل مصدر العداء لإسرائيلي. غير ان لفني ترى ان هذه الجاليات قد تكون الجسر لعلاقات وتفاهم افضل. وحسب المسؤول الدبلوماسي «ان اوروبا تصبح يوما بعد يوم اكثر اسلامية وأدركنا الحجة للتواصل مع هذه الجاليات».