أطراف أوروبية تنقل صيغا لصفقة شاملة بين إسرائيل وحماس

التحركات تسبق «خطوات دراماتيكية» تخطط لها الحركة ضد الحصار

TT

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن أطرافاً أوروبية كثفت في الآونة الأخيرة على نحو غير مسبوق من جهودها للتوسط بين حركة حماس وإسرائيل بشأن التوصل لصفقة شاملة يتم بموجبها رفع الحصار ووقف العمليات الاسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة مقابل وقف إطلاق الصواريخ محلية الصنع على التجمعات والبلدات اليهودية في محيط القطاع. وقالت المصادر إن لقاء تم اخيرا بين دبلوماسي بريطاني وشخصيات من حماس تطرق لموقف الحركة من التهدئة مع إسرائيل، ونقل هذا الدبلوماسي التصور الى الحكومة الإسرائيلية. وحسب المصادر فإن تصور حماس للصفقة الشاملة ينص على التزام إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مقابل وقف حركات المقاومة الفلسطينية عمليات إطلاق الصواريخ. وتطالب حماس برفع فوري للحصار المفروض على القطاع وفتح المعابر الحدودية بين القطاع واسرائيل والقطاع ومصر، وإنهاء صفقة تبادل الأسرى التي يتم بموجبها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، مقابل الإفراج عن المئات من الاسرى الفلسطينيين. وأشارت المصادر الى أن المزيد من الأطراف الأوروبية وتحديداً ممثلين عن الحكومة النرويجية، تواصل الاتصال مع شخصيات في حماس، مشيراً الى أن موظفاً كبيراً في السفارة النرويجية في اسرائيل يجري اتصالات بشكل دوري مع قادة حماس ونخب مرتبطة بالحركة، تتركز على إمكانية التوصل لتهدئة شاملة بين المقاومة وإسرائيل. واوضحت المصادر أن شخصيات ألمانية سبق لها أن تبوأت مناصب دبلوماسية وأمنية التقت شخصيات في حماس وناقشت معهم إمكانية التوصل لتهدئة مع إسرائيل.

وحسب المصادر فإن الحكومة التركية تبدي حماساً كبيراً للقيام بدور الوسيط بسبب علاقاتها الجيدة مع الطرفين. وقالت المصادر إن وزير الخارجية التركي علي باباجان أعرب خلال اجتماعه مع وزير فلسطيني سابق اخيرا رغبة حكومته في لعب دور في التوسط بين حماس وتل ابيب. غير أنه لا يساور حركة حماس أي شك في أن الجهود التي تبذلها الأطراف الأوروبية ستفشل بسبب رفض اسرائيل تقديم أي التزام برفع الحصار ووقف عمليات الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية، وفق المصادر، لكن الحركة تواصل التعاطي معها على أمل أن يساهم ذلك في دفع الأوروبيين الى اتخاذ قرارات اكثر حزماً ضد الحصار المفروض على القطاع. وقالت المصادر إن حماس معنية بتوفير الظروف التي تسمح باتخاذ الاتحاد الاوروبي المزيد من الخطوات ضد الحصار، على غرار الدعوة التي اطلقها البرلمان الاوروبي الاسبوع الماضي. واكدت المصادر أن حماس رفضت اقتراحاً تقدمت به أطراف اسرائيلية، ونقله وسطاء أوروبيون، يدعو الى عقد لقاءات غير رسمية بين شخصيات من حماس وشخصيات اسرائيلية في الخارج.

وأكدت المصادر أن حماس فسّرت الدعوة الإسرائيلية كمحاولة لـ«حرق الحركة» وإحراجها، مشددة على أن اسرائيل ستحاول توظيف هذه اللقاءات في المناورة أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن).

وأشارت المصادر الى أن اللقاءات مع الأوروبيين تأتي في ظل استعداد الحركة لتكثيف أنشطة الاحتجاج الجماهيري ضد الحصار في كل الاتجاهات، منوهة الى أن الحركة تستعد لخطوات «دراماتيكية» في كل ما يتعلق بمحاولة اجتياح الحدود مع اسرائيل، موضحة أن اللقاءات مع الأوروبيين وإبداء الاستعداد للتعاطي مع المبادرات السياسية تأتي لإحراج الحكومة الإسرائيلية ومحاولة للحصول على دعم عالمي في ذات الطابع الجماهيري ضد الحصار.