بيلين: الأسد مستعد للتفاوض شخصيا مع أولمرت إذا وافق على التزامات رابين

TT

أكد د. يوسي بيلين، الوزير السابق في الحكومة الاسرائيلية وأحد أبرز مهندسي اتفاقات أوسلو، ان رسالة قدمت من دمشق تقول ان الرئيس السوري بشار الأسد مستعد لالتقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت في موسكو والتباحث معه حول امكانيات التوصل الى اتفاق سلام بين البلدين، في حالة احترام أولمرت تعهدات رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين.

وقال بيلين في حديث خاص بـ«الشرق الأوسط»، مساء أمس، ان الأسد تكلم بذلك الأمر مع يفغيني بريماكوف، رئيس الحكومة الروسي الأسبق، الذي التقاه الأسبوع المنصرم في الدوحة، وانه، أي بيلين، نقل هذه الرسالة الى الجهات المعنية في اسرائيل، معربا عن أمله في أن لا تضيع اسرائيل هذه الفرصة الجادة.

وكان بيلين قد زار قطر للمشاركة في المؤتمر السنوي لمنتدى موناكو، الذي يلتئم منذ سبع سنوات، ويضم رؤساء حكومات ووزراء كبار سابقين من مختلف دول العالم، للتباحث في أمور التعاون الدولي والسلام. وقد التقى هناك عدة شخصيات هامة، بينها بريماكوف، الذي يعتبر من أقرب المقربين الى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وقال بيلين لـ«الشرق الأوسط»، ان بريماكوف، الذي أصبح رئيسا لاتحاد الصناعة والتجارة الروسي، التقى الأسد خلال جولة قام بها في المنطقة قبل شهرين، كمبعوث للرئيس بوتين، وشملت كلا من سورية واسرائيل. وقد التقى بريماكوف الأسد في دمشق، وحسب بيلين، أخبره الأسد بهذا الموقف بمنتهى الجدية. وقال بيلين، ردا على سؤال «الشرق الأوسط»، ان الجديد في موقف الأسد انه لأول مرة يقول جهارة انه مستعد شخصيا للقاء أولمرت والتباحث معه حول اتفاق سلام كامل ودائم وشامل. وسألناه: لكن الأسد عرض مبادرة قبل أكثر من سنة للتفاوض مع اسرائيل من دون شروط مسبقة، وقد شككت اسرائيل في هذا العرض ورفضته عمليا، بينما الآن يتحدث عن شرط مسبق هو القبول بتعهد رابين للانسحاب الكامل الى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، مقابل اتفاقيات أمنية. فأجاب: العرض السوري لمفاوضات بين وفود من الدولتين ما زال قائما بالنسبة لسورية، كما فهمت من بريماكوف. ووفقا لتحليلي الشخصي، فإن الشرط المسبق جاء بخصوص لقاء الأسد أولمرت. فالحديث عن مشاركة الأسد شخصيا هو تطور نوعي ينبغي ألا يستهان به. وأكد بيلين انه خرج بانطباع بأن الأسد جاد للغاية في عرضه الجديد، كما كان جادا في عرضه السابق. وقال انه يتمنى ان تأخذه اسرائيل بجدية، ولو انه يعتقد، بأسف شديد، أنه طالما يجلس الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض، لن يتجاوب أولمرت مع هذا العرض. ورفض بيلين أن يقول كيف كان الرد الاسرائيلي عندما نقل هذه الرسالة الى القيادة الاسرائيلية، حفاظا على آداب نقل الرسائل السياسية الهامة.