أجرى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، محادثات أمس في طهران مع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، تمحورت حول الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، ومن بينها الأزمة اللبنانية والأوضاع في الأراضي الفلسطينية. وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية برويز داودي ورئيس الوزراء القطري، على ضرورة الرقي بمستوى العلاقات بين إيران وقطر وتعزيزها على جميع الاصعدة. ونقلت وكالة الانباء الإيرانية (ارنا) عن برويز داودي قوله أمس، انه والشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، اجريا جولة من المفاوضات امس، وجرى الاتفاق بينهما على تأسيس لجنة مشتركة للتعاون بين طهران والدوحة، حيث سيتم تمهيد الأرضية في المجالات التنفيذية خلال شهرين لتعزيز التعاون بين البلدين.
واشار النائب الاول للرئيس الإيراني خلال هذه المحادثات الي رغبة طهران في تعزيز العلاقات الثنائية مع قطر. ولفت الى ان العلاقات بين البلدين، وخاصة على الصعيد السياسي على مستوى رفيع و«لدينا عزيمه جادة من اجل تعزيز علاقاتنا الأخوية على اساس المصالح المشتركة في المجالات الاخرى». وتابع داودي: «ان الجمهورية الايرانية تنظر الى علاقاتها مع قطر نظرة بعيدة المدى، وتسعى طهران لكي تبني سياساتها وفق هذه النظرة، وتتابع تنفيذ الاتفاقات وفق هذا الاساس». واشار الى المقترحات التي قدمها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في قمه مجلس التعاون الخليجي، بهدف تعزيز العلاقات بين مختلف دول المنطقة، وقال ان قطر تستطيع ان تؤدي دورا موثرا في وضع هذه المقترحات قيد التنفيذ.
ولفت المسؤول الإيراني الى مجالات الاستثمارات بين البلدين، وقال ان الطاقة تعتبر المجال الافضل لتعزيز العلاقات بينهما. واعتبر داودي التعاون في المجالات المصرفية والمالية والاستثمارات المشتركة والنقل الجوي وبناء المساكن من بين الأمور التي يمكن الاهتمام بها في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، العلاقات بين الجمهورية الايرانية وبلاده راسخة.
وأعرب عن أمله في أن تودي هذه الزيارة الى تحقيق الأهداف، التي رسمها الرئيس الايراني وأمير قطر على صعيد تعزيز العلاقات بين البلدين في اطار عملي. ولفت الى أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، يولي اهتماما خاصا لتعزيز العلاقات مع الجمهورية الايرانية. واعتبر رئيس الوزراء القطري المواقف السياسية التي يتبناها البلدان متطابقة تقريبا. وأوضح ان تنسيقا يسود بين البلدين وأن مواقف قطر منسجمة مع مواقف إيران حيال قضايا لبنان وسورية وفلسطين والملف النووي الايراني. ووصف الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، المقترحات التي قدمها أحمدي نجاد في قمة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي عقد في الدوحة موخرا بالمهم والمفيد «وأن أمير قطر يعتبر نفسه مسؤولا عن تقديم هذه المقترحات، من اجل متابعتها ووضعها قيد التنفيذ».
واكد رئيس الوزراء القطري على تنفيذ الاتفاقات التي وقعها البلدان، وقال ان قطر تريد تعزيزا شاملا لعلاقاتها مع إيران، وتولي أهمية خاصة لقطاع الطاقة. كما أكد على تعاون ايران وقطر وروسيا في قطاع الطاقة، وخاصة الغاز الطبيعي. وكان رئيس الوزراء القطري قد وصل في وقت سابق أمس الى طهران، على رأس وفد سياسي رفيع في زيارة تستمر يومين.