64 % من الإسرائيليين يؤيدون التفاوض مع حماس حول صفقة تبادل أسرى

TT

دل استطلاع جديد للرأي في اسرائيل، نشرت نتائجه أمس في صحيفة «هآرتس»، على ان 64% من الاسرائيليين يؤيدون اجراء مفاوضات مباشرة بين حكومتهم وحركة «حماس»، حول صفقة تبادل أسرى، يطلق بموجبها سراح الجندي الأسير، جلعاد شليط، مقابل اطلاق سراح أسرى فلسطينيين وعرب.

وجاء هذا الاستطلاع ليساهم في حملة الضغط الشعبي على الحكومة كي تسرع المفاوضات مع «حماس» وتدفع ثمن الصفقة بلا وجل، وليشكل في الوقت ذاته، صفعة لقوى اليمين المعارضة، التي ترفض أي مفاوضات مع هذا التنظيم بحجة «عدم التعاطي مع قوى الارهاب». وكان لافتا للنظر في هذا الاستطلاع ان 48% من مؤيدي حزب الليكود المعارض، يؤيدون مفاوضات كهذه (51% منهم يعارضون)، مما يعني ان جمهور الليكود بات أقل تطرفا من قادته. في ما ارتفعت نسبة المؤيدين الى 55% في صفوف أنصار حزب «كديما» الحاكم و72% من أنصار حزب العمل الشريك في الحكم.

وبدأت اسرائيل تشهد حملة شعبية ضاغطة على الحكومة للإسراع في المفاوضات حول الصفقة وللتفاوض المباشر مع «حماس» ومع «حزب الله» لإطلاق سراح الجنود الاسرائيليين الأسرى، (هناك جنديان أسيران في لبنان منذ يوليو (تموز) 2006، هما الداد ريجف وايهود غولدفاسر، اضافة الى شاليط). ويقود هذه الحملة مجموعة من 70 شخصا من زملاء شاليط على مقعد الدراسة وأصدقائه الذين شاطروه الخدمة العسكرية في الوحدة التي تعرضت للهجوم في يونيو (حزيران) 2006، لدى اختطافه.

فقد بعث هؤلاء، أمس، برسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، الموجود حاليا في زيارة رسمية الى اليابان، يطالبونه فيها بالعمل على اطلاق سراح شاليط وزميليه مهما يكن الثمن لذلك باهظا. وقالوا في الرسالة: «نحن الذين نمثل الأغلبية الصامتة في الشعب الاسرائيلي وتربينا على القيم العسكرية القائلة بأن حياة الانسان هي أغلى قيمة عندنا، نطالبكم بصرف الفاتورة واعطاء المثل وتحمل المسؤولية. فلا تتسببوا لنا بأن نفقد ايماننا بالقيم التي تربى عليها الجيش والشعب». وقال أحد الجنود الموقعين على الرسالة: «نحن لسنا من السذج حتى نطلب اطلاق سراحه بهذه الطريقة، وقد منحنا الحكومة فترة كافية لادارة هذه العملية من دون ضغط. ولكننا اليوم نعبر فترة 600 يوم على اختفاء جلعاد وهذا وقت طويل للغاية. ونقول أكثر من ذلك، انه لو كانت هذه الحكومة مسؤولة أكثر، لكان شاليط اليوم في بيته. والتأخير في اطلاق سراحه، ناجم عن المساومات الجارية بيننا وبين «حماس». وهذا أمر فظيع. فما الفرق بين اطلاق سراح 50 مخربا فلسطينيا أكثر أو 50 أقل؟ فنحن نحارب الارهاب وحربنا لم ولن تتوقف. فلنطلق سراح الفلسطينيين الذين تطالب بهم «حماس» و«حزب الله» وننهي هذا الملف، وفي الوقت نفسه نواصل حربنا».

وذكرت مصادر مطلعة، ان وراء هذه الحملة يقف العديد من الجنرالات السابقين في الجيش، الذين يعتبرون ان المماطلة في الجهود لاطلاق سراح الجنود الأسرى تنشر جوا من الاحباط في صفوف الجنود في ميادين القتال. وكل واحد منهم يسأل نفسه العديد من الأسئلة حول تعامل الحكومة معه في ما لو اختطف هو أيضا. ويسود الشعور لدى العديد بأن الحكومة لا تبذل جهدا كافيا لاطلاق سراح الأسرى، «رغم علمها بأن هناك خطرا حقيقيا بأن يصبح مصير هؤلاء الجنود الأسرى مثل مصير الطيار رون أراد، الذي تم أسره قبل عشرين سنة في لبنان ومازال مفقودا».

وفي هذا السياق يصل محاميان فرنسيان، هما عمانوئيل ألطيط واصطفان زرفيف، المشهوران في المفاوضات لاطلاق سراح مخطوفين، الى اسرائيل ومن هناك ينطلقان الى غزة للقاء ممثلين عن الفصائل الخاطفة لشاليط، وسيحاولان لقاء شاليط نفسه. وسيسعيان لأخذ رسالة منه الى عائلته. وصرح ألطيط للصحافة الاسرائيلية، أمس، انه وزميله لا يتدخلان في السياسة ويتعاملان مع الموضوع فقط من الباب الانساني. وأكدا انهما يحظيان بتأييد فرنسي ودولي في مهمتهما الوساطة لاطلاق سراح شاليط. ويبني الكثيرون في اسرائيل على أمل نجاح هذه الوساطة، خصوصا أن المحاميين ألطيط وزرفيف، كانا قد نجحا في الماضي في اطلاق سراح الممرضات البلغاريات من ليبيا واليهود الايرانيين الذين اتهموا بالتجسس لصالح اسرائيل.