حماس: الحديث عن وجود «القاعدة» يوفر مسوغات للاحتلال لمهاجمة غزة

الديمقراطية: الاتهامات جراء الانقسام الداخلي.. والجهاد: لا وجود لهذا التنظيم في القطاع

TT

احتدم الجدل في الساحة الفلسطينية عقب اتهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) لحركة حماس بالتغطية على تنظيم «القاعدة» في قطاع غزة. واتهمت حماس ابو مازن بمنح اسرائيل مبررات لمهاجمة غزة، بينما اعتبرت الديمقراطية ان هذه الاتهامات سببها الانقسام الداخلي. اما حركة الجهاد الاسلامي فقد نفت أي وجود للقاعدة في القطاع.

وقال الغصين الناطق بلسان وزارة الداخلية في حكومة اسماعيل هنية المقالة في تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، «ان هذه الاتهامات تساهم في توفير الذرائع للاحتلال وتوفير غطاء لاستهداف المدنيين الفلسطينيين». وأضاف ان هذه الاتهامات تأتي محاولة لاستغلال قيام مجموعات تم تجنيدها من قبل جهاز المخابرات بقيادة توفيق الطيراوي لمهاجمة مؤسسات ومرافق للمسيحيين ومؤسسات اخرى، وتصوير الواقع في غزة وكأنها تشهد نشاطاً للقاعدة». وشدد الغصين على ان التحقيقات التي اجرتها الأجهزة الامنية مع أفراد المجموعة المتهمين بتفجير مكتبة جمعية الشبان المسيحية في غزة قبل اسبوعين دلت على انه تم تجنيدهم من قبل المخابرات لاعطاء انطباع للعالم بأن هناك وجودا للقاعدة، استطراداً مع محاولة ابو مازن تصوير غزة بعد الحسم العسكري وكأنها «إمارة ظلام».

واستهجن الغصين أن يعيد ابو مازن نفس شروط اسرائيل لرفع الحصار عندما قال إن رفع الحصار يتطلب وقف صواريخ المقاومة، معتبراً أن هذه التصريحات تعكس «موقفاً غير وطني وغير مسؤول». وطالب الغصين ابو مازن بالقيام بواجباته تجاه ابناء الشعب الفلسطيني الذين توفي منهم حتى الان اكثر من 100 مريض بفعل الحصار.

واعتبر خالد البطش القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي حديث ابو مازن عن وجود «القاعدة» في غزة أنه يندرج في إطار «السجالات والاتهامات المتبادلة بين الجانبين». وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، قال البطش ان كل المؤشرات تؤكد عدم وجود «القاعدة» في غزة، معتبراً أن طرح مثل هذه الاتهامات يؤثر سلباً على المصلحة الوطنية الفلسطينية. وشدد «هناك يجب ان يكون قاع للاتهامات المتبادلة بين الجانبين، محملاً كلاً من الرئاسة الفلسطينية وحركة حماس المسؤولية عن هذا الجدال. وأوضح البطش أنه لا مبرر لوجود «القاعدة»، معتبراً «أن الرسالة الوحيدة لاي حركة فلسطينية سواء كانت وطنية أو اسلامية هو مواجهة الاحتلال، والاحتلال فقط». وطالب البطش ابو مازن بالكف عن هذه الاتهامات، حاثاً طرفي النزاع في الساحة الفلسطينية الى ابداء جهد أكبر لحل الصراع بينهما «حتى يتم توجيه طاقات الشعب الفلسطيني لمقاومة الاحتلال».

واتفق صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين مع البطش في تشخيص الدوافع الكامنة وراء الاتهامات بشأن القاعدة، محذراً من أن استمرار الأزمة الداخلية يدفع طرفيها لاستخدام كل الوسائل من اجل أن ينجح كل طرف في إدانة الآخر. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» قال زيدان «لولا الانقسام الداخلي لما سمع أحد بهذه الاتهامات». وأضاف أن تنظيم «القاعدة» يمكن أن يبني خلايا له في أي مكان من العالم، ومن أجل مواجهة أي احتمال لوجود مثل هذه التنظيمات يتوجب وجود موقف فلسطيني قوي، سيما من قبل فتح وحماس، على المستويين الفكري والسياسي».