مصر تبلور خطة (خماسية) لإعادة تشغيل معبر رفح

أطرافها إسرائيل وحماس والاتحاد الأوروبي بدعم وضمانات أميركية

TT

قالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة المصرية بلورت خطة (خماسية) لإعادة تشغيل معبر رفح، يستند الى اتفاق معبر رفح لعام 2005، وأطرافها مصر وحكومة حماس المقالة في غزة، واسرائيل والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. وتعتمد الخطة على وجود قوات أمن الرئاسة التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ومراقبين دوليين. وحسب المصادر فإن المقترح المصري، ومن أجل التغلب على مخاوف إسرائيل من أن يستخدم المعبر في عمليات تهريب السلاح والوسائل القتالية، تضمن الإشارة الى آلية جديدة في عمليات التفتيش بإشراف أوروبي وضمانات أميركية.

واوضحت المصادر في هذا السياق، أن وزير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان سيصل في الأسبوع المقبل الى إسرائيل لبحث الخطة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي لفني. وسيبحث سليمان ايضا مع المسؤولين الإسرائيليين قضية الجندي الاسرائيلي المختطف جلعاد شليط، التي شهدت بعض التقدم في الآونة الاخيرة، في اعقاب موافقة إسرائيل على 200 اسم من قائمة اسماء المعتقلين الـ450 الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، إضافة الى النساء والمرضى والقاصرين الأسرى.

ومهد لهذه الزيارة الجنرال عاموس جلعاد رئيس الدائرة الدبلوماسية في وزارة الدفاع الاسرائيلية، خلال زيارة قام بها الى القاهرة في الآونة الاخيرة.

وقال أيمن طه القيادي في حماس لـ«الشرق الاوسط»، إن حركته لم تطلع على التصور الجديد الذي بلوره الجانب المصري بشأن اعادة تشغيل المعبر. وأضاف أن وفود الحركة التي زارت مصر اخيرا نقلت للحكومة المصرية تصور الحركة للآلية التي يتوجب أن يعمل وفقها المعبر، مشدداً على رفض حماس العودة للآلية السابقة.

وأوضح طه أن حماس لا تعارض وجود مراقبين دوليين من حيث المبدأ، لكنها في المقابل لا يمكن أن تقبل أن يعمل المرابطون تحت تأثير الجيش الاسرائيلي. واضاف طه أن حماس اقترحت على الجانب المصري أن يتخذ المراقبون الدوليون من العريش أو غزة مقراً لهم وألا يوجدوا في إسرائيل حتى لا يخضعوا للتأثير الإسرائيلي. وحسب صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية فإن الجيش والاجهزة الامنية في اسرائيل ينظرون بعين الشك الى مثل هذه الخطة، لاسيما دور المراقبين الدوليين في ضوء الدور المحدود الذي لعبوه في السابق.

وتريد مصر فتح المعبر ولو جزئيا، حسب «هآرتس» لتحسين الجهود لمنع تهريب السلاح من سيناء الى غزة. وتلعب مصر ايضا دور الوسيط للتوصل الى اتفاق منفصل بين اسرائيل وحماس.

وعبرت مصر في غير مناسبة عن قلقها ازاء الوضع غير المستقل في قطاع غزة وعلى وجه الخصوص مذ قامت حماس بتدمير الجدار على الحدود في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي واجتياح حوالي نصف سكان القطاع (750 الف نسمة) الحدود الى الاراضي المصرية. وحول فرص التوصل لاتفاق تهدئة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، قال طه إن اسرائيل غير معنية بالتهدئة وتحاول أن تفسرها على أساس أنها محاولة من حماس لالتقاط الأنفاس ومراكمة القوة. وشدد على أن حركته وجميع فصائل المقاومة لا يمكن أن تقدم تهدئة مجانية لإسرائيل.

يذكر ان اسرائيل تتواصل مع حماس عبر وسطاء اوروبيين في هذه المسألة. ونقلت «هآرتس» عن مسؤول في حماس لم تسمه، القول لها، ان الجانب المصري ابلغ حماس خلال اللقاءات الاخيرة، بان الحكومة الاسرائيلية مستعدة لاعادة النظر في فكرة التهدئة.