تقرير عن ارتفاع حصيلة ضحايا العنف في العراق بنسبة 33% والأميركيون يشككون في الأرقام

توقعات بخفض القوات الأميركية قبل رحيل بوش.. واعتقال مجند انتحاريات في ديالى

TT

عادت المخاوف من تصاعد العنف في العراق مجدداً مع الكشف عن حصيلة اعدتها الحكومة العراقية، أمس، تظهر ان عدد ضحايا أعمال العنف في العراق ارتفع خلال شهر فبراير (شباط) الماضي بنسبة 33 في المائة مقارنة مع يناير (كانون الثاني)، منهيا بذلك معدلات انخفاض استمرت خلال الاشهر الستة السابقة. وتزامن الاعلان عن ارتفاع حصيلة ضحايا العنف مع تقارير عن استعداد للرئيس الاميركي جورج بوش لخفض كبير لقوات بلاده في العراق قبل انتهاء ولايته الرئاسية بداية عام 2009 بناء على التطورات على أرض الواقع في العراق. وأشارت حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا الى ارقام وزارات الدفاع والداخلية والصحة العراقية، الى «مقتل نحو 721 عراقيا في هجمات وأعمال عنف متفرقة وقعت خلال الاسابيع الاربعة من فبراير» الماضي. ويشير ذلك الى ارتفاع في حصيلة الضحايا 33 في المائة مقارنة بحصيلة ضحايا يناير عندما لقي 541 شخصا مصرعهم. وأوضحت الحصيلة ان «636 مدنيا بالاضافة الى 65 شرطيا و20 عسكريا قتلوا في اعمال عنف وهجمات وقعت في عموم العراق خلال الشهر». وأشارت الى «إصابة 705 مدنيين و142 من رجال الامن بجروح خلال الشهر ذاته».

وسجلت حصيلة اغسطس (آب) 2007 التي اشارت الى مقتل 1856 عراقيا، اول انخفاض في عدد ضحايا أعمال العنف مقارنة بالاشهر السابقة. وتواصل انخفاض عدد الضحايا خلال الاشهر الست الماضية حتى بلغ ادنى معدلاته في يناير الماضي عندما قتل 541 عراقيا. وكان قادة اميركيون وعراقيون قد لمحوا الى ان انخفاض اعداد الضحايا هو نتيجة النجاح الذي حققته خطة «فرض القانون» التي تمكنت الى حد كبير من القضاء على الجماعات المتمردة الطائفية في بغداد والمناطق المجاورة.

وشهد شهر فبراير هجومين عنيفين، الامر الذي رفع معدل الضحايا الى نسب أعلى من الشهر الذي سبقه. وقتل نحو 98 شخصا على الأقل وأصيب اكثر من مائتين آخرين في تفجيرين انتحاريين نفذتهما امرأتان وسط سوق الغزل لبيع الحيوانات وسوق شعبية أخرى في بغداد فيما قتل نحو 48 آخرين من الزوار الشيعة جنوب بغداد خلال توجههم الى كربلاء لإحياء ذكرى أربعينية الامام الحسين.

وشكك الجيش الاميركي أمس بالاحصائية التي نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية. وقال الناطق باسم القوات الاميركية في بغداد الميجور وينفيلد دانيلوسن ان «نسبة ارتفاع العنف حسب احصائياتنا كانت 5 في المائة بين شهري يناير وفبراير». وأضاف: «هذه الاعداد تبقى أقل من ثلث اعداد الضحايا في أوج موجة العنف الصيف الماضي». واعتبر انه «من السابق لأوانه الحديث عن تغيير في مسار الوضع الأمني». وأظهرت حصيلة سابقة لضحايا أعمال العنف في كل العراق، أن اكتوبر (تشرين الاول) عام 2007 شهد ادنى المعدلات في عدد القتلى منذ استهداف مرقد الامامين العسكريين في سامراء فبراير 2006. وهذا العدد هو الادنى لضحايا اعمال العنف التي وقعت في العراق خلال العامين الماضيين منذ استهداف مرقد الامامين العسكريين في سامراء في 22 فبراير 2006 والذي ادى الى تصاعد موجة اعمال العنف الطائفي.

الى ذلك، قالت الحكومة العراقية إنه تم تسجيل مقتل 237 «ارهابيا» واعتقال 1341 آخرين خلال عمليات جرت في مختلف المحافظات العراقية استهدفت معظمها تنظيم القاعدة خلال الاسابيع الاربعة الاخيرة من عام 2007. وأعلنت مصادر امنية عراقية مقتل شخصين وإصابة عشرة آخرين وخطف 15 شخصا في هجومين منفصلين استهدفا السبت زوارا شيعة في كركوك. وقال العقيد عباس محمد من شرطة كركوك إن «مسلحين مجهولين هاجموا حافلة تقل زوارا شيعة مما ادى الى مقتل اثنين واصابة 10 آخرين بجروح». وأضاف ان «المسلحين هاجموا الحافلة على الطريق الرئيسي عند قرية سرحة مما أسفر عن مقتل امرأة ورجل وإصابة عشرة بينهم ثماني نساء بجروح».

وفي هجوم آخر، أعلن النقيب عبد الرزاق محمود «خطف 15 من الزوار الشيعة من قبل مسلحين مجهولين». وأوضح ان «مسلحين هاجموا حافلة وسيارة مدنية كانا يقلان الزوار العائدين الى كركوك، على الطريق الرئيسي في ناحية آمرلي واقتادوا 15 شخصا الى جهة مجهولة».

ومن جهة أخرى، اعلن الجيش الاميركي أمس اعتقال مسؤول خلية تنشط في تجنيد انتحاريات في محافظة ديالى المضطربة شمال شرقي بغداد. وأوضح بيان عسكري ان القوات الاميركية اعتقلت هذا الشخص قرب بلدة خان بني سعد، شمال ديالى، حيث نفذت انتحاريات عددا من العمليات. وأضاف: «مسؤول الخلية أراد استخدام امرأته وامرأة أخرى للقيام بعمليات انتحارية لكن قوات التحالف أفشلت مساعيه».

ويراقب المسؤولون السياسيون والعسكريون الاميركيون مستويات العنف في العراق عن كثب من اجل تقدير إمكانية خفض عدد القوات الاميركية في العراق. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أن الولايات المتحدة ستعمد الى تنفيذ عملية اضافية لسحب القوات من العراق غير تلك المعلن عنها قبل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش في يناير 2009، وذلك رغم التعليق القصير الذي أعلن عنه في فبراير.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الادارة الاميركية، رفض الكشف عن هويته، ان التوقف القصير الذي اعلنه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في منتصف فبراير سيستمر بين اربعة الى ستة اسابيع الصيف المقبل بهدف تقييم الظروف على الأرض. وقال: «أتوقع خفضا أكبر للقوات في 2008، وكذلك الرئيس. المسألة تكمن فقط في معرفة متى سيتم الاعلان عنه ومتى سينفذ وبأي وتيرة»، من دون ان يعطي معلومات عن عدد الجنود الأميركيين الذين سيغادرون العراق قبل يناير 2009.