الرباط تحتج على عزم البوليساريو تشييد منشآت في تيفاريتي

المغرب يؤكد استعداده للدفاع عن أمنه «بكل الوسائل»

TT

احتج المغرب على عزم جبهة البوليساريو، الشروع في تعمير وتشييد بنيات تحتية في منطقة تيفاريتي، التي تعد بموجب اتفاق وقف اطلاق النار المبرم بين الجانبين عام 1991، منطقة عازلة منزوعة السلاح.

وقالت وزارة الخارجية المغربية، في بيان مساء أول من امس، إن المغرب «يجدد موقفه الثابت الذي سبق التعبير عنه في الماضي، حينما ادان علانية نوايا جبهة البوليساريو»، في إشارة إلى عقد الجبهة مؤتمرها العام الاخير في تيفاريتي. وأشار البيان إلى الأنباء التي تحدثت عن تنظيم ما وصفه بـ«احتفالات لوضع الحجر الاساس» لمؤسسات تنوي جبهة البوليساريو تشييدها فوق أراضي تيفاريتي الواقعة شرق الجدار الأمني. وقال بيان وزارة الخارجية، إن المغرب سبق له أن ندد رسميا وعلانية بهذه النوايا، ولن يقبل بأي حال المساس بالوضع القائم او القبول بفرض الأمر الواقع في هذه المنطقة التي ظلت منذ الاعلان عن وقف اطلاق النار في 1991 خالية من أي وجود بشري أو بنيات تحتية. وتابع أن المغرب «يجدد اليوم وبكل قوة موقفه الثابت والواضح والمعروف لدى الجميع». وقال البيان أيضاً إن «المملكة المغربية تجدد عزمها الراسخ على صيانة وحدتها الترابية بمجموع صحرائها، بكل الوسائل، وعلى حقها المشروع في حماية امنها الوطني».

وتساءل البيان المغربي عن الاسباب الفعلية والدوافع الحقيقية لهذه الاعمال التي يجري تنفيذها على الارض، وهي اعمال، يقول البيان، جديدة من حيث طبيعتها وخطيرة من حيث حمولتها وما رافقها مدة من تهديدات بالعودة الى المواجهة المسلحة، خاصة في سياق مسلسل المفاوضات الجاري تحت اشراف منظمة الامم المتحدة، بعد تقديم المغرب لمبادرته حول الحكم الذاتي، التي لقيت التشجيع من لدن المجتمع الدولي.

وكانت مصادر اعلامية قد اشارت الى ان جبهة البوليساريو تنوي بناء مقر لـ«البرلمان» في تيفاريتي، كما ذكرت انباء أخرى أن دولة جنوب افريقيا، ستمول إنشاء مركب رياضي بنفس المنطقة، بينما سيساهم المجلس البلدي لإحدى المدن الإسبانية في تمويل بناء مستشفى.

وكان المغرب، قد اكتفى في السابق بالاحتجاج لدى الامم المتحدة على ما اعتبره استفزازا من طرف جبهة البوليساريو، التي عمدت إلى تنظيم استعراض عسكري في تيفاريتي قبل عقد مؤتمرها العام في ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

ويلقى الموقف الذي اعلنته الرباط اول من امس، ظلالا من الشك على مآل الجولة الرابعة من المفاوضات المباشرة مع البوليساريو، المقرر إجراؤها من 16 الى 18 من الشهر الجاري، في مانهست قرب نيويورك. ولم تسفر الجولات الثلاث السابقة، التي عقدت بنفس المكان عن تقدم ملموس لجهة تحريك ملف نزاع الصحراء، بسبب تباعد مواقف الطرفين، وهو الامر الذي سجله الدبلوماسي الدولي بيتر فالسوم، الذي تجري المفاوضات بإشرافه، باعتباره الممثل الشخصي للامين العام بان كي مون، في الصحراء.

من جهة اخرى، تواصلت اول من امس عملية تبادل الزيارات العائلية بين مخيمات البوليساريو في تندوف والصحراء، التي تشرف عليها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وذلك باجراء الرحلة الثامنة من هذه العملية برسم سنة 2008. واستفاد من الرحلة الجديدة بين المخيمات والعيون، 61 شخصا ينتمون لاربع عشرة عائلة. وبتنظيم الرحلة الاخيرة يصل مجموع الاشخاص المستفيدين من برنامج تبادل الزيارات العائلية منذ انطلاق العملية في مارس (اذار) 2004 الى 5443 شخصا، منهم 2856 من الاشخاص القادمين من مخيمات تندوف، و2587 شخصا من الصحراء.