بارزاني يدعو «الكردستاني» إلى عدم الإساءة لـ«القضية الكردية».. وأنقرة إلى فتح صفحة جديدة

تركيا تنفي سحبا سريعا لقواتها وتقول: اذهبوا إلى شمال العراق وحاولوا البقاء 24 ساعة

TT

بعد يوم واحد من إعلان تركيا وقف عملياتها العسكرية في شمال العراق وسحب قواتها من إقليم كردستان، طالب مسعود بارزاني رئيس الاقليم، حزب العمال الكردستاني بعدم اللجوء الى أساليب «تسيء الى القضية الكردية»، مؤكدا في الوقت ذاته «رفض تحويل أراضينا ساحة لتصفية حسابات الطرفين»، فيما جددت أنقرة تأكيدها بأن عملية الانسحاب تمت بحسب «الجدول الموضوع» ونفت تعرضها لأي ضغوط.

وأفاد بيان لرئيس الاقليم «أطلب من حزب العمال الكردستاني عدم اللجوء الى ردود فعل تسيء الى سمعة القضية الكردية العادلة». كما دعا أنقرة الى «الكف عن الاعمال العسكرية». وتابع «قلنا مرارا اننا في الاقليم لسنا طرفا في النزاع المسلح بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، بل ان هذا النزاع هو مشكلة سياسية داخلية تركية (...) ولا نقبل من الطرفين تحويل اراضينا لساحة لتصفية حساباتهما».

ودعا بارزاني الى إيجاد حل سلمي للمشكلة وفتح صفحة جديدة لإنهاء كل أشكال العنف.

وقال بارزاني إن التدخل العسكري أظهر للرأي العام العراقي «مظلومية» إقليم كردستان «الذي لم يبدر منه اي استفزاز او تدخل حتى في حال التوغل المحدود للقوات التركية التي هدمت العديد من الجسور وألحقت أضرارا كبيرة بالبنية التحتية».

من جهته، نقل نيجيرفان بارزاني، رئيس وزراء الاقليم تأكيد حكومة الاقليم بأنها «ليست مسؤولة عن تصرفات حزب العمال الكردستاني وانها لن تقدم العون والمساعدة لنشاطات المقاتلين لا في المناطق الحدودية للإقليم ولا في داخل الاراضي التركي، كما حمل رئيس الحكومة، في مؤتمر صحافي عقده بأربيل عاصمة كردستان العراق أمس، الولايات المتحدة مسؤولية القصف التركي».

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بخصوص احتمالات تكرار الهجمات التركية على الاقليم خلال الربيع او الصيف المقبل، قال بارزاني «نحن نتمنى ألا تكرر تركيا هجماتها ضد الاقليم، ونعتقد بأن الشارع الكردي مستعد دوما للدفاع عن اقليم كردستان عندما يحدق به أي خطر خارجي».

وقال بارزاني إن القواعد العسكرية التركية موجودة على اراضي الاقليم «بموجب اتفاق ابرم في ظل ظروف استثنائية مر بها الاقليم خلال عامي 1996، 1997»، وأضاف ان تحريك القوات المرابطة في قاعدة بامرني دفع البرلمان في الاقليم الى اتخاذ قرار يدعو الى اعادة تلك القوات الى تركيا وان حكومة الاقليم ملتزمة بتنفيذ قرار البرلمان. وتابع بارزاني أن حكومة الاقليم ستواصل فرض حظرها على مناطق قنديل وان «لا علاقة لذلك بقضية او نشاط حزب العمال بل نابعة من حرص الحكومة على منع اي نشاط مسلح ينطلق من الاقليم ضد اي من دول الجوار».

من جهته، قال رئيس هيئة الأركان العامة التركية الجنرال يشار بويوكانيت ان الجيش التركي سحب قواته من شمال العراق وفقا للجدول الموضوع، ورفض تكهنات بأنها تحركت بدافع من ضغوط من الولايات المتحدة حليفتها في منظمة حلف شمال الاطلسي.

وسحبت تركيا قواتها من شمال العراق اول من أمس، لتنهي هجوما كبيرا ضد متمردي حزب العمال الكردستاني الذي كانت واشنطن تخشى أنه قد يزعزع استقرار المنطقة.

وقال بويوكانيت لصحيفة «ميليت» التركية إن قرار الجيش الانسحاب من العراق اتخذ على أساس عسكري، وقال انه لا توجد حاجة لمواصلة العملية البرية ضد حزب العمال الكردستاني.

وأشار بويوكانيت الى ثلوج ودرجات حرارة تحت الصفر في المنطقة الجبلية بشمال العراق، حيث كانت القوات التركية تقاتل «اذا كانوا يقولون ان الجيش انسحب مبكرا فليذهبوا الى هناك (شمال العراق) وليبقوا أربعا وعشرين ساعة».

ونفى بويوكانيت أيضا أن يكون هناك أي تأثير أجنبي على القرار الذي اتخذ بعد يوم من حث الرئيس الاميركي جورج بوش تركيا على سرعة إنهاء الهجوم. لكن صحفا تركية أشارت الى أن الانسحاب المفاجئ جاء بعد يوم من دعوة وزير الدفاع الاميركي الذي يقوم بزيارة قصيرة لأنقرة لحملة محددة الاهداف. وجاء عنوان افتتاحية صحيفة «راديكال اللبرالية» أمس «غادر غيتس وانتهت العملية».

الى ذلك، اتهم قيادي في حزب العمال الكردستاني تركيا بمحاولة إقامة حزام آمن داخل اراضي العراق للتدخل في شؤونه الداخلية ومناطق اخرى.

وقال مراد قريلان رئيس الهيئة القيادية في الحزب لوكالة الصحافة الفرنسية من مقره في جبال قنديل الواقعة على المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وايران، ان أنقرة «ترغب في السيطرة على أكبر مساحة من شمال العراق لصنع حزام آمن تتخذه موقعا للتدخل في شؤون اقليم كردستان ومهاجمة اي منطقة تريدها». وأضاف أن هذا هو هدف تركيا ولكنها لم تستطع الوقوف بوجه «مقاومة» المقاتلين الاكراد، وقال ان تركيا فشلت في حملتها الاخيرة على معاقلهم.