رايس تدعو إلى معاودة مفاوضات السلام.. وعباس يطالب بتثبيت هدنة أولا وبضمانات أميركية

الوزيرة الأميركية تحدثت عن الأبرياء في إسرائيل وغزة ودعت لتسليح السلطة لمواجهة حماس التي تسلحها إيران * أبو زهري: تصريحات رايس تحريضية

TT

حثت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس الفلسطينيين والاسرائيليين لاستئناف محادثات السلام بينهما في اسرع وقت ممكن، واعتبرت في لقاءين صحافيين عقدا في القاهرة ورام الله انه من الممكن التوصل الى اتفاق سلام رغم ما حدث في غزة أخيراً. لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) وضع شروطا من بينها تثبيت هدنة متزامنة في الضفة الغربية وقطاع غزة وضمانات اميركية لعدم تكرار الاعتداءات الاسرائيلية، كما طالب بتفعيل الآلية الثلاثية لتطبيق خطة «خريطة الطريق» من اجل ضمان استمرار العملية التفاوضية التي اعتبرها خيارا استراتيجيا في حال استؤنفت.

وقالت رايس خلال مؤتمر صحافي مشترك في رام الله بالضفة الغربية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس «اعتقد انه لا يزال يمكننا التوصل الى اتفاق سلام». واضافت «نأمل في استئناف هذه المفاوضات بأسرع ما يمكن». وأكدت انها ستستمر في مناقشاتها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، مؤكدة قلق الولايات المتحده بالنسبة للعنف الذي حدث أخيرا في غزة، قائلة «هذا العنف ادى الى فقد الكثيرين من الابرياء لأرواحهم». لكن رايس تحدثت ايضا عن اهمية إيقاف الصواريخ الفلسطينية وقالت انها بحثت مع ابو مازن «طرق العودة الى انابوليس» عبر 3 محاور هي «اهمية المفاوصات التي يجب ان يدعمها تحسين على الارض وتحسن في الضفة الغربية، وتحسين أداء القوات الامنية، اضافة الى تحرك لمسار خريطة الطريق». واضافت «نتطلع لان تكون هناك عملية من اجل دفع خطة خريطة الطريق». وهاجمت رايس حماس قائلة «ان حماس من خلال الانقلاب غير المشروع خلقت ظروفا صعبة ونتج عنها اطلاق الصواريخ»، واضافت «حماس لا ترغب بالسلام وليست راغبة في إيقاف العنف ولا تقبل حل الدولتين ولا تريد ان تحترم التزامات السلطة» وتابعت «اذا كانت نية حماس تدمير عملية السلام فربما يجب ان تحاسب». وبررت رايس لاسرائيل حربها مع انتقادات قائلة «انا اتفهم حق اسرائيل في الدفاع لكن عليها ان تكون حكيمة في حربها بما يضمن حماية الابرياء». وعند تذكير رايس بأن هذه هي زيارتها الـ 13 للمنطقة قالت «رقم 13 ليس رقم حظ يجب ان اغادر لكي اعود مرة اخرى، حتى تكون الزيارة الرابعة عشرة» من جهته قال عباس في المؤتمر الصحافي مع رايس في رام الله عقب مباحثاتهما امس «أعود وأؤكد وجوب تثبيت تهدئة شاملة متزامنة في القطاع والضفة حتى نجعل عام 2008 عاما للسلام، ولقناعتنا الكاملة بأن موضوع الأمن هام وحيوي للجانبين، ونؤكد أن الأمن لا يتحقق إلا بالتفاهم وإيجاد الحلول وليس بالقوة الغاشمة» وتابع «انا مقتنع بأن حل الصراع لا يتم عبر العنف او العنف المضاد وانما من خلال المفاوضات التي حددتها كل مرجعياتنا واهمها مبادرة السلام العربية» مشددا على ان السلام والمفاوضات «هي خيارنا الاستراتيجي». ورفض عباس أي تبربر لعدوان اسرائيل على غزة قائلا «لا يستطيع أحد ولا تحت أي ذريعة تبرير ما قام به الجيش الاسرائيلي ضد غزة وقتله 120 بينهم 20 طفلا، واصابة 350 آخرين».

وحول ما إذا كانت التهدئة شرطا للعودة الى المفاوضات قال صائب عريقات، أحد أبرز المفاوضين الفلسطينيين، لـ«الشرق الاوسط»: «لا نتحدث بلغة الشروط، المفاوضات لها هدف والمفاوضات هي أداة، وهدفها السلام، وحتى يكون هذا العام عام السلام يجب حماية أبناء شعبنا». وخلال محادثات اجرتها في القاهرة، المحطة الاولى في جولتها القصيرة في الشرق الاوسط، قالت رايس «إن المفاوضات هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تؤدي الى سلام دائم» وتجاهلت الدعوة المصرية بوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس. وتابعت للصحافيين بعد مشاورات مع الرئيس المصري حسني مبارك «يتعين أن تستأنف المحادثات في أقرب وقت ممكن». واكدت ان اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، مضيفة أن حماس تحاول تخريب المحادثات بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت وعباس. وقالت إن أي تعليق للمحادثات لفترة طويلة سيعطي نصرا لحماس. واعتبرت رايس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها المصري احمد ابو الغيط أن من الضروري مواصلة الدعم الدولي لقوات السلطة الفلسطينية حتى تتسنى مواجهة حماس وفرض القانون في الاراضي الفلسطينية، مؤكدة ان دعم القدرات الامنية لهذه القوة سيجعل منها «جزءا من الحل» المأمول للنزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي. وأكدت رايس انه «من الواضح جدا ان حماس تتسلح .. وان جزءا من هذا التسليح يأتي من إيران.. ولذلك يجب تسليح السلطة الفلسطينية الشرعية من جانب الولايات المتحدة والمجتمع الدولى لتأسيس قوة أمنية مهنية قادرة على ان تكون جزءا من الحل».

غير ان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، الذي اكد انه ورايس اتفقا على ضرورة «وقف الاعمال العدائية» بين الفلسطينيين واسرائيل، قال انه «علينا الاعتراف بأن حماس جزء من المعادلة الفلسطينية وينبغي التعامل معها بما يعني انه عند مرحلة معينة عندما تحقق السلطة الفلسطينية واسرائيل تقدما (في المفاوضات) سيكون من الضروري اقناع حماس بالانضمام الى هذه العملية».

لكن رايس عَقّْبَت قائلة «إن تأسيس دولة فلسطينية عن طريق اتفاق بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي سيكون عاملاً من عوامل توحيد الفلسطينيين». ومن جانبها وصفت حماس مهمة رايس بأنها «خدعة وتحريض» ضد الحركة الاسلامية. وقال سامي أبو زهري المسؤول من حماس «ليست هناك عملية سلام ولا مفاوضات» مضيفا أن «رايس تحاول تبرير تخلي اسرائيل عن عملية السلام بربط ذلك بصواريخ القسام».

وفيما يخص لبنان وتمركز البارجة الاميركية «يو.إس.إس كول» قبالة السواحل اللبنانية، قالت رايس انه «رغم ان الولايات المتحدة موجودة عسكريا في هذه المنطقة منذ زمن طويل» فان تحرك البارجة «هو ببساطة لكي يكون واضحا تماما ان الولايات المتحدة قادرة وعازمة على الدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها». وقالت «يجب السماح للبنانيين بانتخاب رئيس حسب العملية الدستورية بدون أي تدخلات خارجية وبدون أي عمليات ترهيب أو ترويع من الخارج» وأضافت أن «هناك أغلبية الآن في لبنان تحت قيادة السنيورة».

وأشارت إلى أن مباحثاتها في القاهرة تطرقت كذلك للوضع في العراق و«التقدم الهش» الذي تحقق من أجل المصالحة الوطنية والمصالحة بين العراق والدول العربية. من جانبه أكد أبو الغيط أن «موضوع القمة العربية موجود في صلب ميثاق الجامعة، أي أنها تعقد في مارس كل عام ومن هنا فإن من الطبيعي أن تعقد هذه القمة». وأضاف أن «الحديث يدور عن عقد قمة ناجحة، ولذلك فإننا نقول إن التسوية في لبنان وانتخاب رئيس يمكن أن يساهما بقوة في تحقيق هذا الهدف (..) نأمل أن يتم انتخاب رئيس للبنان يوم 11 مارس الحالي كضمانة لإنجاح القمة». وبالنسبة لما تردد عن عقد قمة ثمانية قال أبو الغيط «ليس لدي علم عن هذا الكلام». وأوضح أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون بالقاهرة لمناقشة ترتيبات قمة دمشق.