تفجير انتحاري جديد يستهدف المؤسسة العسكرية الباكستانية

رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي في إسلام آباد لبحث القضايا الأمنية

متظاهرون باكستانيون يهتفون ضد الرئيس برويز مشرف وهم يحاولون الوصول الى رئيس القضاة الباكستاني افتخار محمد تشودري الذي اقاله مشرف في اسلام اباد أمس (أ ب)
TT

شهدت باكستان أمس تراجعاً امنياً جديداً مع استهداف مهاجم انتحاري للكلية البحرية في لاهور أمس، مما أوقع ستة قتلى وأكثر من19 مصابا. وهذه هي الضربة الثانية للمؤسسة العسكرية الباكستانية خلال ايام بعد مقتل الجنرال مشتاق بيغ، كبير الجراحين في الجيش الباكستاني، يوم 25 فبراير (شباط) الماضي في مدينة روالبندي. وتزامن التفجير الانتحاري أمس في العاصمة الثقافية لباكستان والتي تعد مركزا سياسيا حساسا مع زيارة الأميرال مايك مولين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية لاجراء محادثات مع القيادة العسكرية في باكستان والرئيس برويز مشرف.

وقال مسؤولون إن مهاجماً انتحارياً قتل ستة أشخاص على الأقل وأصاب 19 آخرين في هجوم وقع أمس على الكلية البحرية في لاهور شرق باكستان. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية، جاويد اقبال تشيما، في مؤتمر صحافي أمس ان حافلة صغيرة دخلت الكلية عندما فجر الانتحاري الذي كان يسير خلفها مباشرة سيارته. وهذا رابع تفجير انتحاري في باكستان في خمسة أيام، مما أدى الى مزيد من الاضطرابات في بلد يواجه حملة تفجيرات شنها متشددون يتوقع انهم على صلة بتنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان». ولقي أكثر من 500 شخص حتفهم في أحداث عنف مرتبطة بالمتشددين منذ بداية العام الحالي، مما يثير مخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية الباكستانية. ومن النادر ضرب أهداف في لاهور عاصمة اقليم البنجاب التي تبعد 290 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة، وان كان مهاجم انتحاري أوقع 19 قتيلا معظمهم من رجال الشرطة في هجوم قرب المحكمة العليا في المدينة في يناير (كانون الثاني).

وقالت الشرطة ان خمسة أشخاص بينهم أربعة متشددين قتلوا أمس في اشتباك مسلح مع الشرطة في مناطق أخرى في بلدة لاكي مروات في شمال غرب البلاد. ومن بين القتلى متشددان من الأوزبك وآخران من باكستان.

وعلى خلفية التصعيد الأمني في باكستان، أجرى رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الأميرال مايكل مولن زيارة الى باكستان. وقالت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في إسلام آباد، اليزابيت كولتو، لوكالة الصحافة الفرنسية إن مولن يزور باكستان «لمواصلة تطوير العلاقات العسكرية وبحث سلسلة من القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك بما يشمل الأمن الإقليمي».

وأجرى مولن، الذي وصل الى باكستان مساء الاثنين الماضي، محادثات مع الرئيس برويز مشرف وعقد اجتماعين مع رئيس هيئة أركان الجيش الباكستاني، الجنرال أشفق كياني، كما أضافت كولتون بدون اعطاء معلومات اضافية حول مضمون المحادثات. وقالت كولتون ان محادثاته تأتي استكمالا لتلك التي اجراها خلال زيارته الاخيرة الى باكستان في مطلع فبراير الماضي. وذكرت وسائل الإعلام الباكستانية ان مشرف ومولن «بحثا وضع الأمن الإقليمي والاجراءات التي تتخذ في هذا المجال» خلال لقائهما في المكتب السابق لمشرف حين كان يتولى قيادة الجيش في روالبندي. وكان مشرف قد تنحى عن قيادة الجيش في نوفمبر (تشرين الثاني) وحل محله كياني.

وتأتي زيارة مولن بعد اكثر من اسبوعين على خسارة حلفاء مشرف في الانتخابات العامة التي جرت في 18 فبراير الماضي، مما اثار تساؤلات حول المصير السياسي للجنرال السابق. وستشكل مهمة معالجة العنف تحديا صعبا أمام الحكومة الباكستانية المرتقب تشكيلها بعد الانتخابات التي أجريت قبل أسبوعين والتي لم تتمكن أي من الاحزاب المتنافسة من حسمها بمفردها، مما أدى الى محادثات لتشكيل تحالف بين أحزاب سياسية مختلفة معظمها على عداء مع الرئيس مشرف.