الجميل: المبادرة العربية متعثرة جدا والمطلوب بلورة أفكار جديدة

خادم الحرمين استقبل الرئيس اللبناني الأسبق

TT

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس اللبناني الاسبق أمين الجميل، الأزمة الحالية في لبنان وذلك خلال استقباله له أمس في مكتبه بالديوان الملكي في قصر اليمامة.

الى ذلك أعلن الجميل، بعدما كان قد أجرى محادثات في دولة الإمارات مع وزير التعليم العالي الشيخ نهيان بن مبارك: «إن المملكة العربية السعودية كانت دائما السند الأساسي للبنان، وخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز». واعتبر أن «السعودية هي الشقيق الكبير للبنان وفي كل الظروف تمد يدا محبة وكريمة على الصعيد السياسي وعلى الصعيد الاقتصادي والمعيشي. ولا ننسى انه حتى في آخر هذه الظروف وبسبب المعاناة الاقتصادية والمالية في لبنان كانت هناك لفتة كريمة من قبل المملكة، إذ أودعت مبالغ كبيرة في الخزينة اللبنانية في مواجهة كل الصعاب والعراقيل وفي مواجهة التعطيل الذي تقوم به المعارضة على الصعيد المالي والاقتصادي والسياسي». وقال في حديث إذاعي بث أمس: «من الطبيعي أن نزور الملك عبد الله لشكره على كل هذا الدعم الذي يقدمه إلى لبنان في هذه المرحلة بالذات كذلك، نعرف أن هناك موضوع القمة العربية وللسعودية دور أساسي فيها ولبنان عليه التنسيق في هذا الأمر مع المملكة لأنها مرحلة صعبة. والتضامن العربي أساسي لمواجهة الأزمة اللبنانية في ضوء ما يحصل في غزة والذي يؤثر على الوضع في لبنان. ونحن في هذا المجال نرى ضرورة وجود تنسيق، خاصة أن موضوع لبنان على جدول أعمال القمة العربية. وطبيعي أنه بقدر ما يكون هناك تنسيق تكون مصالح لبنان مؤمنة، وعلينا أن لا ننسى موضوع الرعايا السعوديين المطلوب منهم الحذر في لبنان. هذا الموضوع يهمنا جدا ويعز علينا أن يترك الأخوة السعوديون لبنان في هذه المرحلة. والمفروض أن يُبحث هذا الأمر ليتأمن لهم كل الاطمئنان على وضعهم في لبنان في ما يخص أمنهم واستقرارهم حتى لا تكون هناك أي شائبة في هذه المرحلة». وسئل الجميل ما إذا كان سينتقل من الرياض إلى القاهرة، وخصوصا أن معلومات تحدثت عن لقاء لممثلي الأكثرية والمعارضة في العاصمة المصرية وعن أفكار جديدة عرضها ليل الاثنين/ الثلاثاء الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة وعلى النائب سعد الحريري، فأعرب عن اعتقاده بان «المبادرة العربية في ما يتعلق بلبنان متعثرة ومتعثرة جدا. وأنا لا أحبذ أن تحصل أي اجتماعات في الوقت الحاضر قبل أن تنضج الأمور وتكون هناك اقتراحات عملية وجدية، لأننا لا نريد أن نعطي الناس آمالا وهمية. وأعتقد بأنه يكفي ما حصل من نكسات حتى اليوم. لذلك ـ وهذا رأيي الشخصي والخاص ـ قبل أن تكون مبادرة من هذا النوع يفترض أن تكون هناك بلورة أفكار جدية وأفكار عملانية حتى تكون هناك جدوى ولا نكون في وضعية مكانك راوح ولا نسير على الخط الصحيح». وعن الأفكار الجديدة التي تحدثت عنها المعلومات، أفاد الجميل: «ان كل هذه الأمور من باب المسكنات (...) وأعتقد أن الأزمة اللبنانية بلغت حدا لم تعد تفيد معه المسكنات. وعلينا إيجاد الحل الجدي أو التفتيش عنه. أما أن نلجأ تكرارا إلى منطق المسكنات (...) فالشعب اللبناني ليس قادرا على الاحتمال. وعلينا عدم إعطائه آمالا وهمية. لذلك يجب أن تنصب كل الجهود لنصل حقيقة الى معالجة لب المشكلة. وبالنسبة إلي، التحرك الذي أقوم به سواء أكان في العالم العربي أو الاتصالات التي نجريها في الخارج والتنظيمات التي نرتبها في الداخل وإعادة تعبئة القوى الحية السياسية في الداخل، هذا كله سيصب لتدعيم المقاومة السياسية في هذه المرحلة في وجه الحملة الشرسة على المؤسسات وعلى النظام وعلى الدستور وعلى اتفاق الطائف وكل المواثيق».

وأضاف: «نحن نريد تنظيم المقاومة في الداخل، المقاومة السياسية بالطبع، وفي الخارج من المفترض حشد كل الطاقات وكل أصدقاء لبنان لدعمه في هذه المرحلة، لأن لبنان لا يمكن ان يترك وحيدا ولا يمكن أن يخضع لهذه الحملة المغرضة التي، في النهاية، تتناقض مع مصلحتنا الوطنية ومع تقاليدنا التاريخية». وعن المعلومات التي تحدثت عن قمة عربية مصغرة الأسبوع المقبل تخصص للوضع اللبناني، قال الجميل: «علينا أن لا ننسى أن موضوع غزة يمكن أن يأخذ الأولوية. فإذا حصل اجتماع سيكون التركيز أكثر على موضوع فلسطين. أما في ما يتعلق بالقمة فلا بوادر تدل على أن هناك حلحلة وإذا كانت هناك حلحلة على هذا الصعيد يمكن أن تكون اجتماعات أو لقاءات ثنائية أو ما شابه. وهناك تنسيق كبير بين السعودية ومصر والأردن وبعض الدول الأخرى. إنما لا أعتقد أن يكون أي شيء يسمى قمة عربية مصغرة أو أي حلحلة على صعيد الملف اللبناني، على الأقل في الوقت الحاضر».